Part 42 : ميثاق برازيلي

232K 9.7K 20.9K
                                    

أفسحي لي ضلعيكِ

أود الخلود في موطني

....................................................................................................................................................


مد برينير يده بخفة يفتح الباب الزجاجي و يدخل لسطح المطعم أين ضربه الهواء البارد و تنفس و أخيرا بعيدا عن التجمع داخلا..

من بعيد كانت أضواء المدينة و الشوارع تلمع لكن المكان لم يكن مرتفعا جدا في المطعم من ثلاثة طوابق على شكل مبنى صغير لهذا أصوات الطرقات هنا من الخلف كانت واضحة و لم يتردد هو لثانية من أن يتقدم من الحافة و يتسلقها يجلس عليها باعتيادية كأنه يجلس على مقعد ..

لم يدم جلوسه ثوان حتى رمش يدرك فورا أنه ليس لوحده فالتفت بهدوء ليمينه يجد رينيه كابوني...

لم تكن جالسة...لم تكن في زاوية و حتما لم تكن تتوقع قدومه...

كانت هناك في الناحية الأخرى واقفة على الحافة حافية ..كعبها مرمي أرضا و تحمل في يدها كأس شامبانيا تنظر له بأعينها الصفراء كأنها محتارة بين طرده لاختراق مكانها أو فقط الحفاظ على اتفاقهما و المغادرة..

كانت ترتدي معطفا من الفرو قصير أسود كالفستان الذي ترتديه أسفله..شعرها الطويل تحركه الرياح و بوقوفها هناك على الحافة الضيقة اين حركة خاطئة و ستقع بدت تماما كإمرأة الأسطح التي تكونها في المدينة هذه..

ظلا لثوان يحدقا ببعض بصمت لا أحد فيهما يتحرك أو يتحدث كونهما لم يلتقيا لوحدهما في مكان واحد منذ تلك الليلة و لعلهما فكرا في نفس الشيء في نفس اللحظة لأنه في حين هي حملت كأسها تحتسي من الشراب دون أن تزيح نظراتها عنه منحها هو إبتسامة الذئاب الجانبية الماكرة ثم أبعد أعينه عنها ينظر للشوارع خلف المطعم..

لحظتها حدقت به رينيه بصمت..ترفض أن تتحدث دام هو لم يتحدث..اتفاقهما يومها كان واضحا جدا..إن فعلا ذلك في السيارة فبعدها سيبتعدا عن طريق بعض و يتوقفا عن العبث مع بعض..اي هو لن يسرق ألماسها و هي لن تسرق ألماسه..

و لأنهما فعلا فقد تم عقد اتفاق سري بينهما و حرصا ألا يلتقيا منذ تلك الليلة المطيرة ..مرت قشعريرة على جسد رينيه عند تذكر ذلك فسارعت تلف معطفها حولها اكثر بينما تحتسي المزيد من الشامبانيا و تحدق به بحرص كأنها تتوقع أي حركة خطيرة منه..

برينير لحد الآن لم تعرف لما يخفي نفسه عن الجميع ..يخفي وجهه .جسده..أفكاره..ألعابه..جرائمه حتى ملامحه الحقيقية و تعابيره..و هي عدوته التي لسبب ما رأت ذلك بحيث كل مرة يلتقيان أطلت على شيء من حقيقته..رأت إبتسامته الحقيقية و رأت ملامحه الجادة دون قناع البراءة اللطيفة..راته غاضبا و رات جسده أسفل الثياب الفضفاضة كلها...جسد يفسر لما هو ما هو عليه و لما هو قادر على ارتكاب سرقات خطيرة و مواكبتها في ركض الباركور ..

صراع المافياWhere stories live. Discover now