مرحبا أيها الملاك الجميل (Hi beautiful angel)

الرحلة جزء 1

بعد رحلة ليست بطويلة والتي إستغرقت حوالي أربعين دقيقة ها هي طائرة تحرر عجلاتها إستعداد للهبوط في مدرج وها أنا الأن أسمع ذلك الصوت مرة أخري لتتحجر الدماء في عروقي وتنقطع أنفاسي وهو يقول تلك كلمات

( يرجي من ركاب أعزاء ربط الأحزمة والإلتزام بمقاعدهم... فنحن نستعد للهبوط في مطار برخاس مدريد .... شكرا لختياركم خطوطنا الجوية.. أتمني لكم عطلة جميلة)

هل ما أسمعه حقيقة.... أم أنني أهدي..... وهل هذا بسبب ذلك الفراق اللعين الذي مزال يطبق علي قلبي ويسحقه... وكأنه جبل متربع عليه..... يكاد يهلكه....

بعد دقائق من حيرة و الأفكار التي تعودت التخبط في رأسي.. خفت حركة طائرة لتسكن أخيرا وينفتح الباب إستعداد لهبوط الركاب........ أخذت أنهض من مكاني وأتجه خارجا بخطوات ثقيلة بينما أوجه عيني نحو قمرة القيادة التي كان يفصل بينها وبين مقاعد الركاب باب أبيض صلب مستطيل الشكل......... أنظر وأنتظر لعلي أري قائد هذه طائرة للأبدد شكوكي... فأنا أرجو الراحة لقبي الصغير هذا........ أنتظر علي أمل أن أره وأجده هو من أجل أن أحملق في مقلتيه الزرقوتان  و أسئله ذلك السؤال العالق في صدري لمدة شهرين

..... لماذا تركتني...!؟

إبنتي... مريم.... إلي ماذا تنظرين...

_لا شئ يا أبي..... أتأمل فقط بعض تفاصيل طائرة...

حسنا هيا ننزل... لا تتماطلي....

نزلت أخيرة وأنا مستسلمة وخائبة الأمل فلا أظن أنني سأستطيع رؤية هذا القائد الغامض الذي تمنيت للحظة أن يكون ذلك الطيار الذي عشقته دوما رغم أن هذه الفكرة تخيفني بعض الشئ.......

طردت تلك الصور من رأسي وأنا ألوح بيدي وكأني أنش الذباب.. وأطبق علي عيني كي لا تتسلل تلك الصور وخيلات مرة أخري إلي عقلي......

مشيت وأنا أتبع أبي وأجر حقائب السفر التي إنتظرنها بعض الوقت في قاعة المطار قبل أن نستلمها...... مطار واسع جدا.... يغلب عليه الطابع العصري في البناء والذي يجمع بين زجاج الشفاف علي جدرانه  ولونين الأبيض والبني اللذان يزينون أركانه وأرضيته.... التي تنعكس عليها أنوار مختلفة مضيئة كل المكان.... الكثير من الإكتضاض ... وجوه مختلفة .... أشخاص من مختلف شعوب.... حقا إنه مكان لا يوصف..... وكأن  الحياة قد  بدأت من هنا..