🦋اقتباس الفصل الحادي عشر 🦋

254 16 8
                                    

ظلت تتأمله وهي لا تصدق أنه يذهب ولم ترى وجهه يومان ! ، فهى حد الأن لم تستطيع أن تتخيل الفكرة فى داخل عقلها  ، فى ليس قلبها الذي يرفض فكرة ابتعاده إنما عقلها أيضا ، فـ هما يومان ولكنها سنتين بنسبة لها ، لا تستطيع فعل شئ ويتأجل هذا الأجتماع اللعين الذي بسببه يبتعد عنها ؟؟ ، فهي تحتاج له أكثر وقت الأن ، فهي بدأت ترى اشياء ليس لها وجود ، ترى دماء ، وتهديدات ، ورسائل تشعرها بالذنب الأكبر فى موت رحيم ، والأن يقول لها بعد كل شئ يحدث حولها أنه يذهب بكل سهولة ويتركها ؟ ، تعيش كل هذه الأوجاع وحدها ! ..

أفاقت على صوته الرجولي الذي كان ممتلئ بالجدية  :

ـ مش هتأخر عن يومان ، وأقل من يومان كمان هخلص الأجتماع في فرنسا وهشوف المشروع بنفسي وهاجي علطول .

ابتسمت بسخرية على سذاجتها فهى الأن تتألم بسبب بعده عنها ولم تعرف السبب وهو منشغل لسفر إلي الخارج ، فهذه الزيجة فاشلة ويجب عليها أن تتأقلم أن تعيش كل سئ وحدها مثل ما كانت تفعل فى الماضي ، فهى سوف تستند نفسها بنفسها ..

ـ تمام ترجع بسلامة .

ختمت جملتها وهربت من أمامه قبل نزول دموعها التى تحـرق وجنتيها ، دخلت إلى المرحاض وفتحت الصنبور المياه بشدة ، وتركته تبكي بقوة ، فهى ماذا توقعت ؟؟ ، ماذا توقعتى يا نور ! ، أن يظل بجانبك ؟ ، وأن يدعمك ؟ ، وأن يصدقك انك لست مجنونة ؟؟ فهى تعرف جيداً أن هذه الأشياء لم يتخيلها عقلها إنما أحدهم يفعلها ، فهى ما بيدها شئ تفعله سوىٍ أن تستسلم وأن لا تقاوم بعد الأن هذا الذنب ، وهذا الذنب كلفها حياتها بأكملها ، حياتها التى لم تتهنى بها مثل كل فتاة ، فهى كانت تتمنى أن تعيش حياة عادية لا أكثر ، ولكن حتى هذه الأمنية كثيرة عليها ..

اخرجت تنهيدة قوية محملة على صدرها بقوة كأنها تخنقها من التنفس جيداً ، نظرت إلى المراه رأت فتاة ضعيفة هشة لم تستطيع أن تقف مرة ثانية ولم تستطيع أبداً المواجهة مجدداً ، رفعت يدها تزيل هذه الدموع بألم وحزن على حالها ، فهى قد اكتفت من الحزن بعد ..

وبعد دقيقه قفلت الصنبور بعد أن أزلت دموعها جيداً ، خرجت تنهيدة مره اخرى تحمل كل اوجاعها وإلالامها ، اغمضت عينيه وهى تحارب نفسها أن لا تضعف أمامه أبداً ، وبعد ثانية فتحت الباب وقفلته خلفها ولكن لم تجده فى الغرفة ، سمعت صوت سيارة اتجهت بسرعة إلى الشرافة وجدته قد غادر بسيارتة سريعا كأنه يهرب من شيطاين تلاحقه فى الخلف ليست مشاعر ، أغلقت الشرافة وكادت أن تغفى فى النوم على الفراش ولكن شعرت بالعطش الشديد يستولى فى حلقها ، اتجهت بكسل نحو ' المطبخ ' بعد ما تأكدت أن الزجاجة التى كانت بجانبها ليست فيه ولو نقطة مياه ، ارتوت بهدوء وبعد ما ارتوت خرجت من المطبخ ولكن وقفت مكانها كالصنم وهى تستمع إلى حديث ' كاميليا  ' التى كانت تتكلم عبر الهاتف 

ارهقته حربا_الجزء التاني من عشق بعد وهم Where stories live. Discover now