ظلت تتأمله وهي لا تصدق أنه يذهب ولم ترى وجهه يومان ! ، فهى حد الأن لم تستطيع أن تتخيل الفكرة فى داخل عقلها ، فى ليس قلبها الذي يرفض فكرة ابتعاده إنما عقلها أيضا ، فـ هما يومان ولكنها سنتين بنسبة لها ، لا تستطيع فعل شئ ويتأجل هذا الأجتماع اللعين الذي بسببه يبتعد عنها ؟؟ ، فهي تحتاج له أكثر وقت الأن ، فهي بدأت ترى اشياء ليس لها وجود ، ترى دماء ، وتهديدات ، ورسائل تشعرها بالذنب الأكبر فى موت رحيم ، والأن يقول لها بعد كل شئ يحدث حولها أنه يذهب بكل سهولة ويتركها ؟ ، تعيش كل هذه الأوجاع وحدها ! ..
أفاقت على صوته الرجولي الذي كان ممتلئ بالجدية :
ـ مش هتأخر عن يومان ، وأقل من يومان كمان هخلص الأجتماع في فرنسا وهشوف المشروع بنفسي وهاجي علطول .
ابتسمت بسخرية على سذاجتها فهى الأن تتألم بسبب بعده عنها ولم تعرف السبب وهو منشغل لسفر إلي الخارج ، فهذه الزيجة فاشلة ويجب عليها أن تتأقلم أن تعيش كل سئ وحدها مثل ما كانت تفعل فى الماضي ، فهى سوف تستند نفسها بنفسها ..
ـ تمام ترجع بسلامة .
ختمت جملتها وهربت من أمامه قبل نزول دموعها التى تحـرق وجنتيها ، دخلت إلى المرحاض وفتحت الصنبور المياه بشدة ، وتركته تبكي بقوة ، فهى ماذا توقعت ؟؟ ، ماذا توقعتى يا نور ! ، أن يظل بجانبك ؟ ، وأن يدعمك ؟ ، وأن يصدقك انك لست مجنونة ؟؟ فهى تعرف جيداً أن هذه الأشياء لم يتخيلها عقلها إنما أحدهم يفعلها ، فهى ما بيدها شئ تفعله سوىٍ أن تستسلم وأن لا تقاوم بعد الأن هذا الذنب ، وهذا الذنب كلفها حياتها بأكملها ، حياتها التى لم تتهنى بها مثل كل فتاة ، فهى كانت تتمنى أن تعيش حياة عادية لا أكثر ، ولكن حتى هذه الأمنية كثيرة عليها ..
اخرجت تنهيدة قوية محملة على صدرها بقوة كأنها تخنقها من التنفس جيداً ، نظرت إلى المراه رأت فتاة ضعيفة هشة لم تستطيع أن تقف مرة ثانية ولم تستطيع أبداً المواجهة مجدداً ، رفعت يدها تزيل هذه الدموع بألم وحزن على حالها ، فهى قد اكتفت من الحزن بعد ..
وبعد دقيقه قفلت الصنبور بعد أن أزلت دموعها جيداً ، خرجت تنهيدة مره اخرى تحمل كل اوجاعها وإلالامها ، اغمضت عينيه وهى تحارب نفسها أن لا تضعف أمامه أبداً ، وبعد ثانية فتحت الباب وقفلته خلفها ولكن لم تجده فى الغرفة ، سمعت صوت سيارة اتجهت بسرعة إلى الشرافة وجدته قد غادر بسيارتة سريعا كأنه يهرب من شيطاين تلاحقه فى الخلف ليست مشاعر ، أغلقت الشرافة وكادت أن تغفى فى النوم على الفراش ولكن شعرت بالعطش الشديد يستولى فى حلقها ، اتجهت بكسل نحو ' المطبخ ' بعد ما تأكدت أن الزجاجة التى كانت بجانبها ليست فيه ولو نقطة مياه ، ارتوت بهدوء وبعد ما ارتوت خرجت من المطبخ ولكن وقفت مكانها كالصنم وهى تستمع إلى حديث ' كاميليا ' التى كانت تتكلم عبر الهاتف
YOU ARE READING
ارهقته حربا_الجزء التاني من عشق بعد وهم
Romanceكانت النهايه ولكن لا تعرف انها البدايه لقصتها فهي قد فشلت في زوجها السابق ولا تستطيع ان تفشل مره اخري ولا تفتح باب قلبها مع احد ولكن لا تعرف ان قلبها ليست بيدها.... قلبها اصبح ملكه منذ ان نظرت الي بحر عينيه الذي يسكرها دائما ولكن هل تفشل مثل المره...