𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒³⁴

Start from the beginning
                                    

صَوت بُوق سَيارة مزعِج ضرَب آذانهَا و قطعَ أفكارهَا لتعقِد حاجبيهَا سريعًا و تديّر عسليتاهَا نحوَ المَصدر ، ثبتتَ مكانهَا و أراحَت ملمحهَا المُرهق ..

أشارَ لهَا داهيُون بالصّعود بجانبهُ لكنهَا لَم تبالِي و أكمَلت خُطوات طريقهَا ، فعلَ المَثل معهَا و كانَ يصدَح صَوت سيارتهِ المُزعج الذّي سببَ الضِيق لبَعض البَشر مَن حولهِم ..

نظرَت لهُ نظرةً خشنَة غَير راضِية عن أفعالهِ لتقابلهَا إبتسامتهِ الجانبيَة ..

" ماذَا تريّد مِني ؟ "

سألتهُ و هِي تكمِل سيرهَا بخطواتٍ بطيئَة جدًا فكانَت تطالِع الأمَام تارةً و تطالعهُ تارةً أخرىٰ ..

" أودُ الحَديث معكِ "

" لَا يوجَد بيننَا شَيء لنتحدَث بهِ ، إذهَب "

إحتدَت نبرتهَا و نظراتهَا في النِهاية و هُو إزدادَت ضحكتهِ المستمتعَة ..

" بلىٰ ، يوجَد الكثيّر مِن الحَديث "

" دعنِي و شأنِي لُطفًا "

بغضَب حركَت يديهَا فِي الهَواء و أسرعَت مِن خطواتهَا و لَم تلبَث حتَى صدحَ صَوت سيارتهِ عاليًا جدًا جاعلًا الجميّع يناظرهُم ..

" إصعَدي "

صرخَ حتَى تتمكَن مِن سماعهِ و مَا إن أدركّت أمرهُ حتَى نفَت برأسِها ، زادَ الآخَر مِن الصَوت الذّي جعلَ بَعض مِن العجائِز قادميّن نحوهَم و يبدُو على ملامحهِم المتجعدَة الغضَب الشَديد ..

صعدَت رُوينَا بجانبهِ ليتوقَف الصَوت و يعتذِر داهيُون مِن العجائِز ، رُوينَا نفذَت أمرهُ لسببيّن أولهِم ليتوقَف عَن إصدَار هذَا الإزعَاج و الأخِير هُو يجِب أن يحصَل هذَا الحديّث بينهَم ..

" مَرحبًا بكِ "

إبتسمَ إليهَا و هُو يحرِك مِقود السَيارة لتتجاهَل رُوينَا الإجابَة عَلى تحيتهِ ..

" الحديّث الوحيّد بيننَا هُو الإنفصَال .. لننفصِل "

أردفَت بنبرَة حازمَة و هِي تحرِك إصّبع السبَابة للأمَام ..

" لكنَني لَا أوافِق عَلى هَذا "

" و هَل سنظَل سويًا رغمًا عَني فقَط لأنكَ لا توافِق ؟ ، آيّ نَوع تَكون هذهِ العَلاقة ؟! "

لم تكُن ترتجِف أوّ تخشَىٰ منهُ كمَا عادتهَا ، صوتهَا كانَ مرتفعًا عنهُ و تحرِك يدهَا كثيرًا ..

نَـرسِيس | 𝐉𝐈𝐍Where stories live. Discover now