الفصل السادس والعشرون "إني اقترفتك".

1.3K 67 2
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل السادس والعشرون ".
_ شوق مدفونٌ _
----------------------------------------------------------
طالعتهُ بنظرة فضولية للغاية في انتظار رده على سؤالها الذي أجلتهُ حتى هذه اللحظة، نظر إليها بطرف عينيه وابتسامة صغيرة تستقر على شفتيها، أومأ برأسه سلبًا وهو ينظُر أمامه مُباشرة:
_" ماكنش فيه قصة حُب بينا قبل الجواز ".

زمت آسيا شفتيها باستنكار ومُفاحأة بالنسبة لها، التفت برأسه لها ثم هزّ رأسه عدة هزات متتالية وهو يقول بنبرة صادقة يموج الهدوء بين طبقاتها:

_" أيوة، ما أنا مش هكذب عليكِ، سهل جدًا أقول لك إننا كُنا بنعشق بعض عشق أفلاطوني وأستغل إنك مش فاكرة أي حاجة أصلًا، بس إنتِ مراتي واللي بينا حالة صادقة ومافيهاش ثقوب يدخل منها الكذب أو الشك ".

رفعت آسيا أحد حاجبيها ثم تابعت مستفسرة:
_" أمال عرفتني إزاي؟؟؟ ".

تنهد إياس تنهيدًا ممدودًا بعُمقٍ قبل أن يرد على سؤالها باسترسال واستفاضة:
_" تبقي بنت صديقة أمي، أمي رشحتك ليّا علشان أتجوز وأستقر وتفرح بيّا، وقتها وافقت علشان كُنت خارج من علاقة حُب فاشلة ومحتاج أنتقم من الجنس كُله، ماكنتش بحبك بس إنتِ كُنتِ زيّ أي بنت مالهاش تجارب وفجأة حبت شخص دخل بيتهم من أول مرة وارتاحت له .. ".

صمت لثوان قبل أن يستطرد قائلًا بنبرة تشي بمقدار تعلُقه وارتباطه بها:
_" بس فجأة لقيت نفسي بحبك وما عرفتش أنتقم ولا حاجة، أو علشان أكون صادق معاكِ فإنتِ أجبرتيني أحبك وقت ما كُنتِ بتقابلي قلة إهتمامي باهتمام .. وقلة حُبي بحُب .. حبيتك ومن وقتها ما خرجتيش من قلبي ".

تنحنح إياس بخشونة وهو ينظر إلى عينيها بحُب قائلًا:
_" يمكن أكتر حاجة هزتني من جوا إنّي خسرت حُبك، حُب لو وزعوه على العالم هيفيض، بحس بخنقة لمُجرد إنك ناسياني .. أنا برغم قوتي ومكانتي بين الناس .. بس من غيرك أنا حاسس إني فقدت أماني ".

أضافت آسيا بنبرة هادئة وقد ترقرقت عيناها بالدموع:
_" يعني أقدر أقول إنك مبسوط إني فقدت الذاكرة علشان تفتح معايا صفحة جديدة؟! ".

جذب كفها برفق كي تسير بجواره فها قد وصلوا إلى السوبر ماركت لشراء ما يحلو لها وهنا أردف بنبرة ثابتة:
_" نهائي، مش مبسوط لأ، هبسطها لك، أنا عندي جيشين؛ هم وإنتِ. هم للسلام الوطني وإنتِ لسلامي الداخلي وأنا في صراع مع نفسي من لحظة ما قولتي ليّ أنا مش فاكراك، أنا فاقد سلامي الداخلي .. تعالي ".

جذبها أمامه كي تنطلق في أرجاء المحل، وقف إياس بجوار البائع في شموخ ورزانة بينما تاهت هي بين الأشياء تنتقي منها ما يحلو لها ثم تضعه في سلة المشتريات، كانت كالفراشة التي تحلق فوق الأزهار، رغم هيئتها الكرتونية بمنامتها القطنية وشعرها المُسندل على ظهرها والخصلات المقصوصة على جبهتها إلا أنها لا تزال صاحبة إطلالة رقيقة تتفرد بها وحدها. فلو ارتدت شوالًا وباتت خصلاتها أكثر تشعُثًا لن يغير ذلك كونها كونتيسة إمبراطوريته الوحيدة والناعمة.

إنّي اقترفتُكِOnde as histórias ganham vida. Descobre agora