الفصل التاسع "إني اقترفتك".

1.6K 68 1
                                    

#إنّي_افترفتُكِ
[[ الفصل التاسع ]]
_ مواجهة _
----------------------------------------------------------

" تريني المُتجبرُ في حُبي، بينما أنّي مبتور القلب مكلوما .. إن كان غيابكِ يومًا سيكون دربي .. إن كان حُبي لكِ كمر العلقم فظني بيّ خيرا وأن بعد المرّ .. حنينا لعينيكِ ومن الشوق بحورا ".

امتلأت زقزقات العصافير في المكان بأسره، وانتشرت الحقول والخضرة بمتسع كبيرٍ في ذلك المكان، كان هناك سياجًا من الأسلاك الشائكةٍ يلتف حول هذا الكم الهائل من الرُقعة الخضراء، حيث يعيش في هذا الحقل ما لا يقلُ عن خمسة أنواع من الحيوانات .. انتشر العُمالُ في المكان بهمّة ونشاط كبيرين .. أُسيل الماءُ في روافد الحقل كي ينمو الزرع وتزداد نضارته .. وعلى يمين صهاريج المياه يوجد بيوتًا للجياد والتي أسهبت في المساحة المُخصصة لهم بصُحبة راعيهم .. كان المكان مُريحًا للعين بدرجة كبيرة وخفيفًا على القلوبِ أكثر من جو المدينة الصناعية .. حيث أن الطبيعة الخلابة تبعث الطمأنينة على النفس وتفتقدها الأنفس من حين لآخر.

إمتلأ المكان أيضًا بالحظائر التي تضم الكثير من المواشي والدواجن، أدخل الراعي الماشيةَ إلى الحظيرةِ وكانت الأمورُ تسيرُ بشكل نظامي ومُبهر للغاية.

بدأت حركة خفية تحوم حول المكان، وسيارة تقف خلف أسوار هذه المزرعة الخلفية ثم أمدّ أحدهم أنبوبًا غازيًا وأخذ الغازُ ينبعث من الصهريج القابع بظهر العربة مرورًا بالأنبوب الغليظ ليبدأ في ريّ أسوار المزرعة بالغاز وما أن إنتهى حتى ركب العربة على الفور وقبل أن ينطلق بالسيارة، ألقى عود ثقاب جعل النيران تطوّق المكان بأسره ثم أن هذه المؤامرة أسفرت عن خسائرٍ فادحةٍ ومُهلكةً.

إنطلقت السيارة بأقصى سُرعة لها، كبا الدُخانُ وتصاعد مُشكلًا غمامة من اللون الرمادي .. أخذت في التمدد والتوسع بينما يصرخ الجميع عاليًا ويهرول البقية لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه.
----------------------------------------------------------

انتابتها حالة من الدهشة وهي تنظُر إلى الأخرى بعينين مُتسعتين، كانت ترتشف من كوب الشاي الخاص بها وما أن دخلت آسيا عليهن حتى أنزلت " زينب " كوبها ثم قطبت ما بين عينيها باستغراب قبل أن تقول:

_" آسيا؟ إنتِ رايحة الفرح كدا؟! ".

التوت شفتيها باستنكار وهي ترمقهُ بطرف عينيها، نحت زينب ببصرها إلى اياس المنشغل بتصفح هاتفه باهتمام شديد ثم قالت:
_" أيه اللي إنت ملبسه لمراتك دا إن شاء الله ".

أطرقت مريم برأسها قليلًا كي تتمكن من الابتسام على الأقل وإلا إنفجرت أمامه ثم تتحمل تبعات ما فعلته، وضع اياس الهاتف على أذنه ثم قال بنبرة حازمة:
_" جهز ليّ العربية بسرعة ".

أغلق الهاتف ثانية ثم أسرع بوضعه في جيب بنطاله وهو يردد بنبرة باردة:
_" فستان جميل أهو ".

إنّي اقترفتُكِWhere stories live. Discover now