الفصل الثالث والعشرون "إني اقترفتك".

1.2K 64 0
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل الثالث والعشرون "
_ كوكبٌ في مداري _
----------------------------------------------------------

إني عشقتك .. واتخذت قراري
فلمن أقدم _ يا تُرى _ أعذاري
لا سلطةً في الحب .. تعلو سلطتي
فالرأي رأيّ .. والخيار خياري.

تصاعدت أنفاسها وارتجفت جميع خلايا جسدها حينما ضمها بقوة فظيعة إلى صدره، سَكنت بين أضلُعه لدقيقتين على الأغلب وسرعان ما تحول سكونها إلى مُعافرة للتخلص من ضمته لها، تلوت بين ذراعيه وراحت تضرب ساقه بقدمها بينما يتحكم هو في رأسها كي يدفنه في صدره.

هذي أحاسيسي .. فلا تتدخلي
أرجوك ، بين البحر والبحار ..
ظلي على أرض الحياد .. فإنني
سأزيد إصرارًا على إصرار.

ارتفع صوت نحيبها ثورةً عليه، تقاذفتها الأفكار بين ناقمة على شخصه ومسحورة بضمته التي تفيض بمشاعر ملهوفة ناحيتها .. وفي لحظة ما فقدت قدرتها على الوقوف .. دارت رأسها من شدة البكاء ثم أغلقت عينيها مُغشيًا عليها.

اِلتاع قلبه خوفًا عليها، فأحاط خصرها بكلا ذراعيه ثم مال قليلًا حتى رفعها على ذراعيه، تأججت نيران غضبه من هؤلاء بينما سيطرت نيران قلقه عليها فتوجه بها ناحية المُدرعة المزودة بأدوات الإسعافات الأولية كاملة، كان يسير بخطوات ثابتة بينما عيناه تسرح على كُل تفصيلة بوجهها ولا تشبع من رؤيتها.

عيناك وحدهما هما شرعيتي
مراكبي ، وصديقتا أسفاري
إن كان لي وطنٌ .. فوجهك موطني
أو كان لي دارٌ .. فحبك داري
من ذا يحاسبني عليك .. وأنت لي
هبة السماء .. ونعمة الأقدار؟
من ذا يحاسبني على ما في دمي
من لؤلؤٍ .. وزمردٍ .. ومحار؟
أيناقشون الديك في ألوانه ؟
وشقائق النعمان في نوار؟
يا أنت .. يا سلطانتي ، ومليكتي
يا كوكبي البحري .. يا عشتاري

سقطت دمعة عابرة من إحدى عينيه حتى لامست وِجنتها فشقت طريقها إلى عُنقها، قالت له "أكرهك" هل ماضيه معها تملك منها؟ أم أنها لا تتذكره؟ يهون عليه الخَيار الأول والثان يقتُله .. كلا .. يقتله الأول ويحرقه الثاني فلا جدوى للحياة إن غابت، صيحة من فم شقيقها الذي استقر داخل المُدرعة بعد أن أصر على القدوم لرؤية شقيقته جعلت إياس يُنحي ببصره له وابتسامة عاقلة تزين ثغره .. كان آصف ينظر إلى شقيقته النائمة بين ضلوع زوجها بصدمة وهلع، أسرع طاقم التمريض بحملها إلى الداخل حتى أصبحت أخيرًا في أحضان شقيقها. رمقها إياس بنظرة ملهوفة وأنفاس مُلتهبة وهو يجد أبواب العربة تُغلق أمامه فتغيب هي عن عينيه في الحال ويستيقظ من تأملاته بها.

إني أحبك .. دون أي تحفظٍ
وأعيش فيك ولادتي .. ودماري
إني اقترفتك .. عامداً متعمداً
إن كنت عاراً .. يا لروعة عاري.
----------------------------------------------------------
أراح رأسه على الحائط المُقابل لغرفتها بالمشفى ينتظر خروج الطبيب كي يطمئن عليها ويجد جوابًا قويًا على تصرفاتها الغريبة من ارتداء سترة انتحارية ومقاومتها له؟! حتمًا الأمر يحتاج إلى صبر وقدرة تحمل خيالية.

إنّي اقترفتُكِWhere stories live. Discover now