الفصل الرابع والعشرون "إني اقترفتك".

1.2K 64 9
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
" الفصل الرابع والعشرون "
_ الصياد _
----------------------------------------------------------

جاشت مراجلهُ وهو يصوب لكمة سديدة في وجه الأخير الذي ارتد إلى الخلف بغير اتزان وعلامات الدهشة تسيطر على ملامحه، استقام بثبات ثم نظر داخل عيني "آصف" فوجدها تقدح شررًا كماس كهربائي يغزو أطرافه، شهقت مريم بفزع من تصرفه الغريب عليها، آصف رقيقٌ المشاعرِ ولا يؤيد الحدة في سير أمور حياته.

ارتجف كفها عندما قبض عليه بصورة أقوى، رمقهُ الرجلُ بنظرة ثاقبة ثم تقدم إليه صائحًا بنبرة مُنفعلة:
_" منو إنت؟! وش مشكلتك معي؟! ".

دفعهُ الرجلُ بكلتا كفيه في صدره، صر آصف على أسنانه قبل أن ينقض على الأخير مُسددا له عدة لكمات ففعل الأخير للدفاع عن نفسه، أحدث نزاعهما فوضى بالمكان فغادر الجالسون قبل أن يطولهم رذاذ هذه الحرب المُفاجأة، اقتربت مريم منهما ثم أردفت بنبرة مُرتجفة وهي تتوجه بالحديث له:
_" آصف، ابعد عنه؟ ما حصلش حاجه لكُل دا!! كفايه فضايح بقى !! ".

أمدّت ذراعيها بينهما ثم صرخت بغضب عارم:
_" بعد إذنكم كفايه؟ إنتوا هنا في مطعم مُحترم مش في الشارع؟ ".

ابتعد آصف عن الرجل ثم التفت لها وهو يقول بنبرة متأججة:
_" والمطعم المحترم بيمسكوا فيه إيد بعض، دا مش الكورنيش يا مدام !!! ".

رمقتهُ بنظرة جامدة، وضعت أحد ذراعيها حول خصرها ثم تابعت بنبرة قوية:
_" مطعم مُحترم مش محتاجين شهادتك فيه دا أولًا، ثانيًا والأهم إيدي أنا اللي اتمسكت .. أظن أنا ما أخصكش في حاجه؟! .. فالحمية دي وفرها للمدام يا باشمهندس آصف ".

آصف وهو يرمقها بنظرة ثاقبة:
_" ما تخصنيش؟! "
مريم باصرار وثبات:
_" تؤ، ومش هيحصل، أصل شخصيتك في وقت الجد ظهرت، ما طلعتش مُختلف عنه ولا حاجه، طلعت بتوجع وبتجرح وبتأذي وشوية وهتضرب .. مش عايزاك تدخل في حياتي تاني .. امشي في طريقك وأنا لو شوفتك ماشي فيه هغيره ".

ضيق آصف عينيه كاظمًا غيظه عنها، رفع كفه لها ثم ضغط على ذراعها قائلًا بنبرة ثابتة:
_" امشي معايا، خلينا نتكلم برا ".

صمت لوهلة ثم استرسل يقول وهو ينظُر إلى الرجل:
_" مش عايز أرجع ألاقيك والمطعم دا ما تدخلوش تاني".

زفرت مريم بثورة وهي تقف في مكانها تجاهد في إبعاد ذراعه عنها، بينما اِفتر ثغر رحيم عن ابتسامة خفيفة وهو يقول بنبرة ثابتة:
_" أنا هنا بمالي الخاص، أجلس في المكان اللي ارتاح فيه، وواضح إن مدام مريم مو حابه تتعامل معاك ولو إنت ما مشيت بقول لعمال المكان يتصلوا بالشرطة يبلغوا عن مُتحرش اقتحم مطعم محترم وراقي وبيهدد أصحابه ".

كور "آصف" قبضة يده بانفعال مُفرط، ترك ذراعها وهو ينظر إليها نظرة أخيرة ثم يقترب من الأخير باندفاع وداخله نية  لإيذائه بصورة أكبر بينما صرخت مريم به وهي تدفعه برفق أن يبتعد .. ثم تابعت تتوجه بالحديث إلى رحيم:

إنّي اقترفتُكِWhere stories live. Discover now