الفصل السابع "إني اقترفتك".

1.7K 79 1
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
[[ الفصل السابع ]]
_ اقتراف _
----------------------------------------------------------

التعلقٌ نصف موت، ووجع كامل، واستنزاف أرواحنا كُل العمرٍ
قد نقترف ذنبًا لأن ظروفنا جعلته هكذا ولو أن ما اقترفنا في غير وقتٍ ما كان ذنبًا بل حياة ".

ترجل من سيارته بسرعة فائقة يُهرول ناحية باب الوحدة العسكرية موازيًا لأسوارها، فقد خشي على الصغير من مُعايشة نفس الألم السابق له .. حاول مرارًا الاتصال بها ولكن دون جدوى فهاتفها مُغلقٌ .. تصبب العرق من جبينه بكميات كبيرة .. فلم يكن يعرف من قبل كيف يكون الخوف؟ .. هي فقط من جعلتهُ يشعر بأحاسيس جديدة وغريبة لأول مرة .. حتى الحُب !! لقد أحب من قبل ولكن أبدًا لم يتذوق كيف يكون الاهتمام الصادق، البساطة في القول، لم ينبض قلبهُ لغيرها بهذه الطريقة .. ينبضُ في كُل الأوقات .. تمامًا وكأن نبضه مربوطًا بسيرتها .. مربوطًا بحروف اسمها.

كانت عيناهُ تجوب المكان بتوجس ودقة شُرطي .. نظر إلى بوابة الوحدة فلم يكن مرابطًا بها سوى عسكريين ممسكين بسلاحهما. مرّت الدقائق عليه دهر عليه وهو يتذكر كلمات اللواء (مدحت الغول) .. عندما أجبره على ترك المُتهم وإلا مات بين يديه .. لم يكن بوعيه البتة .. كُل ما يتذكره بعض الكلمات الغاضبة التي تفوه بها اللواء حتى أنه لم ينتظر إتمام كلامه بل أسرع مُغادرًا قسم الشرطة:

_" سيبه .. أنا بأمرك تسيبه .. هيموت في إيدك؟ وهو الوسيلة الوحيدة اللي هنوصل بيها لقاداته ".

لهث إياس بأنفاس غير مُنتظمة عندما قام مجموعة من الضباط بإبعاده عن الرجل، بينما تحسس سلاحه في جيب بنطاله وبنبرة جنونية صاح:

_" مراتي؟! ".

أصوات صاخبة للغاية تدور في الفضاء من حوله، وصوت لهاثه يرتفع فوق صوت خوفه وفي هذه اللحظة، رأي زوجته تخرج من باب الوحدة وسيارة تقترب منها بسرعة كبيرة وهنا صاح اياس عاليًا:
_" آسيا؟!!!!!!".

توقفت آسيا عن السير ثم نظرت خلفها نظرة مُرتبكة وهي تجدهُ يندفع نحوها وفي غمضة عين منها كان قد حاصر خصرها ودفعها داخل البوابة من جديد وهو يصرخ بالعساكر:

_" أمنوا نفسكم بسرعة ".

أسرع العساكر بالانحناء خلف العربات الموجودة أمام الوحدة وبدأ التراشق بالرصاص حتى صار على أشُده .. من ناحية العساكر والذي إنضم إليهم مجموعة أخرى ومن ناحية اياس الذي احتمى بالجدار وبدأ في تصويب النار عليهم .. كانت مُستندة بظهرها على الجدار بينما يقف هو أمامها ومُلاصقًا لها وما زال ذراعه يُحاوطها بقوة غريبة رغم أن عينيه تقتنص هؤلاء المجموعة بعناية رغبةً في التصويب السليم .. فهو قناصٌ ماهرٌ للغاية .. لم يكن لديها علمًا بما تمُر به .. هي فقط مسحورة باقترابه منها .. غموض نظراته الحادة .. أنفاسه التي تلحف تفاصيل وجهها بسخونتها القوية كطباعه وكذلك ذراعه الذي يتشبث بجسدها وكأنها ستفارقه إن لم يفعل.

إنّي اقترفتُكِWhere stories live. Discover now