الفصل الثالث عشر "إني اقترفتك".

1.5K 64 0
                                    

#إنّي_اقترفتُكِ
[[ الفصل الثالث عشر]]
_ترويض _
----------------------------------------------------------

" داخل أرواحنا عوالم أخرى، تزدحم بالآهات والآلام والمِحن، سُكانهم أُناس لا يؤمنون إلا بالخذلان سبيلًا، وآهاتنا مُجرد صيحات لعلّهم من سُبات ظُلهم لأنفسهم، يستفيقون، فلا رادع لقهر الدنيا عليهم سوى الثبات والتمرد ".

وقف حارس المقابر على جنب وقد كبا لون وجهه للإصفرار القاسٍ، وأضحت مفاصل قدميه أكثر خمولًا وارتخاءًا وهو ينظُر إلى المقبرة التي يصدر منها الصوت بتوجس، ابتلعت زوجته ريقها بالكاد وهي تتوارى خلف ظهره.

تنفسَ الصُبحُ وقاربت الساعة على السادسة صباحًا، عندما اصطفت الشرطة بعرباتهم أمام بوابة المقابر ثم دلف حشد منهم إلى الداخل وبقى بعض الرجال مُرابطين أمام البوابة، أخذ صوت الطرق في الخفوت قليلًا، غمغم الضابطٌ المسؤول عن الحملة ببعض الكلمات المُبهمة قبل أن يتوجه بالحديث  إلى التُربي قائلًا بنبرة صارمة:

_" الصوت دا من أمتى قولت ليّ؟! ".

تلعثم الرجلُ وهو يستند على ذراع زوجته قائلًا بنبرة مُتحشرجة:

_" من الساعة 1 يا باشا، وعلى ما إستوعبت الموضوع بلغتكم على طول، الخبط ما بطلش من وقتها ".

أومأ الضابط برأسه مُتفهمًا وبنبرة ثابتة وهو ينظر إلى بناء المقبرة قال:
_" قولت ليّ إن في ميت إتدفن إمبارح؟؟ ".

_" أيوة يا باشا على الساعة 4 بعد صلاة العصر، والصوت بدأ الساعة 1 بالليل ".

نحا الضابط برأسه إلى بعض الرجال ثم أشار لهم بكفه أن يتقدموا، كانوا يحملون جاروفًا لنقل التُراب عن البوابة الداخلية للمدفن ليبدأوا في تنفيذ ما أمرهم به، بينما تابع الضابط بنبرة صامدة:
_" بلغتوا أهل الميت باللي حصل؟! ".

إنهارت حصون ذلك الرجل ليتحسس طريقه حتى إحدى المصاطب القابعة بالمكان ثم جلس عليها بينما تابعت زوجته بالنيابة عنه:
_" أيوة يا باشا كلمنا مراته وزمانها على وصول !! ".

بدأ العُمال في نقل التراب بعيدًا حتى ظهرت البوابة الموصدة بوضوح، وبعدها إرتفع صوت الطرقات أكثر فقد كان التراب يحجب صخب الصوت بنسبة كبيرة .. تقهقر العمال للوراء في ذعر وإنتشرت الغمغمات في المكان عندما هرعت "كلثوم " إلى الداخل وهي تجوب ببصرها بينهم قائلة بنبرة متلعثمة:

_" أيه اللي بيحصل يا باشا؟! ".

الضابط بنبرة ثابتة:
_" زيّ ما إنتِ شايفة؟ صوت صريخ وخبط على الباب ".

ابتلعت كلثوم ريقها بصعوبة وهي تضع كفيها على فمها، حاولت جاهدة فهم ما يقصده الضابط من كلماته تلك، إغرورقت عيناها بالدموع وهي تجد الضابط يهتف بنبرة حازمة:
_" هات المفتاح خلينا نفهم اللي بيحصل ".

إنّي اقترفتُكِWhere stories live. Discover now