الفصل السابع وعشرون✨_اقتران_

ابدأ من البداية
                                    

ابتسمت بهدوء وهي تقترب من المكتب هاتفة بهدوء كي تُطمئنه:
"اهدى يا مهند إحنا كلنا بخير الحمد لله..."
اقترب وجلس على المقعد المقابل لها، يهز رأسه وهو يقول بقلق:
"خير يا نورسين؟!"

عقدت حاجبيها بتذمر مردفًا:
"نورسينَ يا مهند."
أصدر ضحكة هادئة قائلًا:
"يا عيون مهند، وحشتيني... وحشتيني جدًا."

أخفضت رأسها بخجل قائلة بخفوت:
"وأنت كمان..."
ضحك بجُل صوته على خجلها قائلًا:
"وأنت كمان إيه!"

"مهند!"
قالتها بدهشة ليضحك مجددًا ورويدًا هدأت ضحكاته وعيناه تفحصها بل تحتضنها كي يطمئن عليها فهو تقريبًا لم يراها منذ هذان الشهران.

"أنا آسف..."
نظرت له بعدم فهم، على ماذا يعتذر ليُكمل حديثه "آسف مكنتش جمبك وخاصةً لحظة انهيارك."

قاطعته بتساؤل وفضول:
"كنت مكاني."
صمتت ثم أكملت بتوضيح وهي ترى عدم الفهم على ملامحه:
"شوفت نفسك مكاني لحظتها، أصلًا أنا لحظتها افتكرت كلامك عن اللحظة دي وعمو محمود بيموت قدامك وأنت عاجز لحظتها بصتلك اطمن عليك بس لقيتك منهار في الزاوية وقافل عينك بقوة وكأنك خايف... خوفت أنا كمان يا مهند وبكيت أكتر وضغَط على عقلي عشان افتكر ذكرى وفاة ماما وياسين ففقدت الوعي، محبتش خالص ضعفك أو متعودتش أشوفك ضعيف دايمًا بشوفك ثابت و واقف جمبي."

أكمل هو تلك المرة بما حدث قائلًا وهو يتذكر ذاك اليوم جيدًا:
"فقدتي الوعي والخوف تملك مني بقوة وجريت عليكي، كنت خايف تسيبيني بعد ما اتعلقت بيكي وحبيتك بل شكلي عشقتك يا بنت إسماعيل."

ضحكت بخفوت وقالت بعدما ارتسمت بسمة خجولة على محياها:
"معلش هرجع لموضوع الموت بس عندي سؤال، لحظة ما كنت نايم على والدك إيه اللي كان في دماغك؟"

قالتها بفضول وألم تود معرفة مشاعره لعلها تشبه خاصتها، ابتسم لتذكره تلك اللحظة رغم سوء الذكرى ذاتها وأردف:
"كنت عايزهُ يقوم عشان نكمل حاجات حلوة كتير مع بعض، بابا كان صاحبي وأخويا مش مجرد أب أنا حقيقي بتمنى أكون زيه في لحظة، زيه في كل شيء يا نورسينَ حتى حبه لماما كان حنين بدرجة تخلي الغلطان يندم إنه غلط قصاده بجد..."

أنهى حديثه بابتسامة لتذكره جل مواقف والده بحب لتقاطع نورسين تلك اللحظات قائلة:
"أنا وأنت كنا في نفس المكان بنفس الأمنية... باختلاف إني اتمنيته يقوم عشان أعمل معاه ذكريات جميلة غير كل الندوب اللي في قلبي، ماما قالتلي دايمًا إن بابا كان بيحبني جدًا، جدًا يعني وياسين برضوا، كان فرحان بياسين لأنه اتجوز الأول وبعدين ماما فضلت فترة متحملش وأخواته يعيروه، بس ربنا أراد إن ماما أول واحدة في كل زوجات أعمامي تجيب الواد وبعدين جابوني وكان بيحب البنات جدًا فحبني بس الشيطان لما بيدخل لنفس ضعيفة غير راضية مبيرحمهاش..."

جرح الماضي. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن