لا يعقل ذلك

847 37 8
                                    

اقترب منها ممسكا بيديها لتنظر نحو الزجاج الذي يفصل الحديقة التي هم بها عن غرفة الجلوس ثم عاودت النظر البه : ماذا؟؟
اردف بجدية : اسيا كل ما حدث بيننا لا ينتج شيئا و لا يثمر بنتيجة
عقدت حاجبيها بعدم فهم ليقترب اكثر محاوطة وجنتيها: اشعر انك صعبة المنال و انت امامي... ذلك ااشعور موجع
رمشت بعينيها ليبتسم بخفة: بالطبع لم تفهمي مقصدي... عموما.... نلت بشيء منك بصعوبة و انا لا اود شيئا... انا اريدك لي
احمرت بحرج ليبتسم بجانبية : اسيا علينا ان نكون جديين نحو علاقتنا
ردت بشيء من الوهن: عن اي علاقة تتكلم سيف ؟ بحقك! انت مخطوب و انا
نظر لها منتظرا ان تكمل اكنها صمتت
كيف تخبره انها وعدت احدا اخر بالزواج منها
بللت شفتيها : هذا صعب
اجابها بسخرية: هل فهمتي معنى انك صعبة المنال؟
لم تعلق ليرفع يديها مقبلا اياهم
شهقت لتسحبهم سريعا: ماذا تفعل!!
اجابها بضيق: اسيا علينا ان نتزوج
فتحت عينيها بدهشة و ذهول: هل جننت؟ ماذا تقول انت
تنهد ليردف : انا الان بكامل عقلي... واعي ما اقول
و اقول ان نتزوج ... ضقت ذرعا من النظر اليك من بعيد
اريدك بين احضاني
شهقت بخفوت و احمرت باكامل: كيف تجرأ؟! كيف تقول شيء كهذا
ضحك بخفة على براءتها : لم اقل شيء بعد... ما بالك ؟؟؟ كيف سنكمل بتلك الطريقة
اشاحت بنظرها عنه ليبتسم بجانبية معجبا بخجلها : اعشق خجلك
كادت تبتعد لكنه جذبها سريعا ليحاوط خصرها
شهقت لا تصدق ما يفهل : انت جننت... ارجوك سيرانا احدهم الان
همس لها : انت تقريبا بين احضاني لكن لم اقصد ذلك فحسب
حاولت دفعه لتهمس : كفى ارجوك.... ارجوك
استنشق عبقها ليهمس لها : كم سننتظر بعد؟! اما ضقتي ذرعا و تعبتي من الانتظار؟؟ لما نتعب اكثر؟
انا ظللت في صمتي طويل اسيا و انت ظللتي تكبتن بداخلك
لما الانتظار؟؟
نظرت لعينيه و هي تتوق شوقا لاخباره بكل ما تود ... بكل ما يملئ قلبها
بكل الظلم الذي الحق بها
عن الكذبة التي تكذبها على الجميع
عن عمر... عن مهامها
عن رجل وعدته بالزواج... و هي تخلف بوعدها
و هو يرى الحياة في عينيها؟؟ تود لو تخبره كم هي مرهقة و متعبة
تود او تخبره كم تتأمل بغيابه
كم انتظرت تلك الكلمات الجميلة منه
كم تاقت لهذا اليوم
كم طال النتظارهادو شوقها له
كم صبرت و تحملت و تحاملت على نفسها لينطق بتلك الكلمتين
كم ودت لو يكون لهم وقع خاص في قلبها و حياتها
و الحقيقة تقال انها جد سعيدة بكل ما قاله
لكنه خائفة و متوترة مترددة... هي كيف تجازف باخباره الحقيقة
كيف ستخبره اساسا
بل هل سيتقبل؟؟ كيف سيقبل ؟؟
لو انه يعشقها لكن هنالك امور لا يستوعبها العقل
اغمضت عينيها متنهدة لتهمس : يكفي ارجوك الى هنا... سنثير ريب الجميع... الجميع في الداخل ... ان لاحظنا احدهم
نظر لعينيها مردفا بجدية: اسيا... انا لا امزح هنا.. و لا اقول كلاما تافها... اتفهمين ما اقوله؟؟ انا الان على استعداد لترك كل شيء خلفي و السير بجانبك و معك
فقط امنحيني الاذن لذلك و لك مني ما شئت
ابعدت يدها عنه و صوت بداخلها يهمس " تأخرت كثيرا "
: سيف... ليس وقته الان... نتكلم لاحقا
قالتها و عادت للداخل بعد صراع دام بينها و بين قلبها
جلست رفقة العائلة و هي تحاول الانسجام باحاديثهم لكن كل تركيزها و عقلها موجه نحو سيف فحسب...
رفعت نظرها بعد تردد كبير لتراه ينظر اليها
اقشعر جسدها... لم تره يوما ينظر اليها لتلك الطريقة... لربما كان يختلس النظر سابقا
اما عن الان فهو يمعن النظر اليها دون حرج او تردد او حتى دون الاهتمام بأحد او ان يمسك به متلبسا
تلبكت و توترت خشية ان ينتبه احد لما يحدث و بالاخص ريم
ذلك لن يكون سارا بتاتا بل سيثير زوبعة ما حتما
امسكت بهاتفها لتراسله : " توقف عن النظر الي بتلك الطريقة ... اخشى ان يلاحظ احد ما"
ارسلتها لتنتظر رده حينما سمعت صوت هاتفه يرج معلنا وصول الرسالة
راقبته يفتح هاتفهه ليبتسم بعد ذلك بجانبية ثم بدأ يكتب
ارتجف قلبها لسبب غريب.. تشعر انها تكلمه خلسة و هو مستمتع بذلك
اما عنها فلم تكن تقصد ذلك
اقشعر جسدها حينما وصلها الرد " اي احمق يشيح نظره عن جوهرة لطالما سعى للوصول اليها ؟"
ابتلعت ريقها متوترة ثم اكملت " بحقك سيف ... ارجوك ليس الان"
رأته يتنهد و هو يرى الرسالة ليتابع " تعلمين اني لا اكترث لاحد حينما انوي على فعل شيء ما... و رغم ذلك افعل لاجلك... سأكف النظر عنك كما ترغبين ... لكن قد التهمك في اي لحظة... "
احمرت وجنتيها حينما وصلتها الرسالة ثم شهقت بخفوت حينما هوت ذراع على كتفها
التفتت لتجده سائد
اغلقت هاتفها سريعا لتبتسم بتلبك
همس لها الاخر: انت بخير؟
اومأت بخفة : لما لا اكون؟
همهم لها ليردف : اشعر انك متعبة
اجابته بخفة: لربما بسبب السفر... اعتقد
اومأ لها : اعلم.... اتمنى ان ينتهي الامر سريعا...
ابتسمت : اتمنى ذلك بشدة ايضا

لعنة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن