مهمة ٢

844 31 5
                                    

اوقفها بصوته الحاد المثير للقلق : توقفي مكانك و لا تترحكي
ثم ما لبثت ام سمعته يردف : و انت يمكنك انهاء هذه الاوراق بمفردك... لدي بعض الاعمال معها... سأنهيها و اعود لك
همست بتلعثم: انا... انا متعبة... احتاج للنوم
سار ليردف بحدة: هيا امامي
بللتش شفتيها لتنظر لكيلب الذي طمأنيها بعينيه ثم مالبث ان غادر
تنهدت لتسير رفقة عمر و هي تفكر في ابشع الاحتمالات
رأته يتجه لحجرتها لتبتلع ريقها بصعوبة
وصلا ليدلف و تدلف خلفه
جلس على احد الكراسي الموجودة بينما ظلت هي واقفة بصمت
تأملها لبرهة قبل ان يردف : يبدو ان علاقتك مع كيلب اخذت منحنى جديد
لم تعلق على شيء مما قاله ليكمل بحدة: اجيبي
نظرت البه لتردف : الا يحق لي مثلا؟؟ ام محرم علي؟
رفع حاجبا بتعجب: رائع... رائعة جدا.... احسنت صنعا
اسبا: اخبرني ما مشكلتك... ام انك تريد قتلي و انا على قيد الحياة
بحقك...
اكمل كلامه درن ان يعير لكلامها ادنى اهتمام : اما كنت تعبة؟ ام زال تعبك برؤيته؟
اغمضت عينيها محاولة ان تهدأ من روعها: ماذا تربد؟
هز برأسه ليردف : يؤسفني الا اعجبك ... لكنك مضطرة لتحمل واقعك المرير
اسيا : ليس جوابا لسؤالي
نهض ليرذف : اذا ها هو جوابك
قالها و اخرج صورة لرجل و امرأة
رأى معالم وجهها المصدومة و المندهشة حينما رأت الصورة
نظر اليها مردفا: مالامر؟
اسيا : ما قصتهما؟
اجابها : اخبريني اولا سبب دهشتك
اسيا : اعرف هذه الفتاة ...
رفع حاجبا ليردف ببعض الضيق : كيف تعرفينها؟؟ ما علاقتك بها
اجابته: كانت خطيبة رئيسي في العمل لكن
نظر اليها : لكن؟
اسيا : يبدو انك تعلم القصة
عمر: انتظر سماعها منك
همهمت لتردف : خانته و سلبت مشاريعه ... ثم قدمتها لزوجها ... اوووه هل يكون هذا زوجها؟!!!
اومأ موافقا لكلامها: هو كذلك.... القصة كما رويتها تماما... تم رفع عدة قضايا نحوها .... ليتضح بعد ذلك ان زوجها شريك لها في العملية
اسيا: كيف تكون مجرمة خطيرة؟.... كيف صنفتها مع ال ١٥ مجرما
نظر اليها ليردف : ليس هي.... بل زوجها
شردت لثوان قبل ان يكمل: الاساس في ذلك زوجها.... الذي استعملها كبيدق له.... هو تاجر بالفتيات.... فهمتي مقصدي....
فتحت عينيها بذعر ليكمل: حسب الروايات احتاج لمبلغ مالي ضخم منذ فترة... و استعمل زوجته ليجمع المبلغ و بذلك خسر السيد كريس اكثر من نصف ثروته
همهمت له ليكمل: قد تحتاجين لرؤيته
اسبا : تعني كريس؟
اومأ ليكمل: الم يكن خطيبها؟
اومأت ليكمل: سيفيدنا كثيرا
اسبا : لكن.... انا ... ما عملي بهذا
نظر اليها لثوان قبل ان يتقدم منها مودفا : ستعملبن كخدامة لديه لمدة ... تتقصين اخبارهم ..... لكن
نظرت اليه ببعض الحذر و هي تخشى كلامه : اسمه كيفن.... اخشى انه شيطان على هيئة بشر
تقدم اكثر ليردف : رجل مثله لا يمكن لاحذ ان يخدعه.... بتاتا..... هو فطن ... داهية و شديد الذكاء لذا..... اخشى انك ستفعلين ما يتوجب فعله
اسيا : يعني؟
اجابها دون ان يطيل : لا شيء يخدعه سوى حب ....الحب
اغمضت عينيها ليكمل : اي احد يمكنه ان يدعي الحب .... اي فتاة... لكن .... الشيطان يقع بالحب مرة واحدة.... و عندما يحب... يصبح حبه مصدر ضعفه .... يحب مرة بعمق ... يحب حبا جما شديدا لا مثيل له.... يصبح حبه مخيفا و جميلا يثير غيرة الجميع... فوحدها المحظوظة من يقع بحبها ... و ليس الجميع محظوظ.....
عندما يحب سيقدم لك الارض و ما فيها..... سيقدم لك كل ما يملك بطبق من ذهب..... اسراره ... مشاعره.... ممتلكاته
لكن.... ذلك محال ... محال لانه لا يثق بأحد بتاتا.... لا يثق و لن يثق....
سوى بمن يحبها... و حبه صعب المنال
بل شيه محال .... من يحبها ستكون كاملة بما يرغب به.... سيكون عليها الا تخطأ بشيء امامه.... الا يشك بها نحو ١٪؜
الا يشعر بأي خداع نحوها
من سيحبها سيتقصى وارء اخبارها حتى يصل لخيط يكشفها
و يكشف خداعها ثم يقضي عليها
قاطعته و هي لم تعد تحتمل كلامه: هو يحب زوجته بحقك... انتهى اذا
ابتسم ليردف : بحقك؟راتظنينه يحب زوجته حفا.... يالك من ساذجة... عن اي حب تتحدثين... هي مبرمة معه صفقة عمل... تحتى مسمى الزواج
صرخت بانهيار: كيف تريد مني فعل ذلك... بحق السماء.... اتوسل البك... اتعلم ما معنى ذلك؟؟؟ سأتدمر انا سأتدمر..... كيف سأجعله يقع بحبي اساسا... من انا ليقعل....ثم كيف سينظر لامرأة محجبة... امثاله لا ينظرون الا للقذارة..... كيف تكون اكيدا انه سيقع بحبي حتى ترسلني اليه بيديك.... يديك القذرة... الا تمتلك اي صمير؟؟؟ الاصح ليس هو الشيطان
بل انت ... انت هو الشيطان بذاته.... ثم ان حدث و احبني.... اتتوقع مني الا اخطأ و الا يكشف حقيقتي
اتتوقع ان يسير الامر بشكل جيد... ثم و ان حدث .... كيف سأتعامل معه؟؟ هل اسلمه نفسي؟؟؟ اخبرنييي!!!! اي لعنة قد افعلها في ذلك الوقت
كيف سأخرج نفسي من تلك الدوامة..... اللعنة عليك ستتدمر حياتي... لن ينظر احدا لوجهي بعد اليرم... ان حدث ذلك.... ان حدث ذلك.... سأموت
العلاقات محرمة لدينا... لما لا تفهم ذلك... لما لا تتقبل؟؟؟
الا تفهم معنى ذلك؟؟
قالتها و انهارت ببكاء مرير وسط نظرلته القاسية المبهمة : اعتدتي كثيرا على البكاء لكن لم تعتادي على الواقع.... فيما سيفيدك بكاءك هذا سوى الالم لذاتك.... انت تعلمين جيدا انني لن انهزم لأي دمعة تسقط عن عينيك و مع ذلك ما زالت تنعتينني بأبشع الالفاظ كمحاولة منك لجعلي اشعر بتأنيب في الضمير .... اما حان الوقت لتدركي الا شيء شيء سيعدل من قراري؟؟
نظرت اليه مصدومة اكثر فاكثر: لا شأن لك ببكائي.... على الاقل انني افرغ حزني... لكنك محق بشيء .... انني مازلت آمل ان يتحسن اي سلوك فيك... عبثا... لا تقلق... لن اتوقع اي شيء من اي احد بعد الان
لان الجميع قذر.... و انت اولهم
قالتها ثم نهضت لتردف : لن انهيت فدعني لوحدي رجاء
اقترب ليجذبها من ذراعها بحركة اجفلتها
مسح دموعها عن وجنتيها مردفا : من يعمل لدي يجدر به ان يكون قويا...
لا اريد الدموع بعد الان
دفعته بعيدا عنها بحدة: اياك ان تلمسني مجددا.... و لا تفكر حتى بجعلني اعيش وفق هواك.... انا لست سجينة هنا و الان اخرج رجاء
اجابها قبل ان يخرج : بخصوص انه كيف سينظر اليك
اقترب لتتراجع للخلف و هي تمسح دموعها ناظرة اليه بمقت و بعض القلق: اعين الرجال بأكملها عليك... لذا وفري اضطرابك بخصوص هذا
قالها و خرج لتلعنه و هي تبكي من جديد غير قابلة على تقبل حقيقة واقعها و ما هي في صدد فعله
قد يتطلب الامر ان تتجاوز الحدود بأكملها ... ان ترتكب الخطيئة
و ذلك ما لن تسامح نفسها عليه ما حييت
ستموت قبل ان تفعل ذلك
ستتدمر

كان قد مر يومين على حديثهم و هي لا تنفك تخرج عن غرفتها
حاول كيلب التحدث معها لكنها ابت ذلك
كانت تحاول ان تأخد قسطا من الراحة الذهنية قبل ان تقبل على فعل جريمة بحق من اجرم بها و لا يبالي
هي تمقته... بل تكره النظر لوجهه حتى
خرجت بعد ساعات في مساء اليوم الثاني لتشعر بالسكينة و الهدوء يعم المكان
جفلت عندما رأت كيلب لتتنهد بينما هو اردف : اخيرا... خرجت و اخيرا اسيا
اسيا : ماذا تريد؟
كيلب: بحقك .. اطمئن عليك فحسب
اجابته بخفة محاولة ان تكون هادئة: انا بخير
همهم لها بعدم اقتناع : اسيا المهمة
قاطعته بحزم : ارجوك... لا تتحدث عن الامر لانه ينهكني
اومأ متفهما لتردا : اين رئيسك اللعين
بلل شفتيه ليردف : في... في مكتبه
اومأت لتتجه اليه وسط تساؤلات كيلب الكثيرة التي تدور في ذهنه



دافت لمكتبه دون ان تطرق الباب لتراه رفع رأسه عن المكتب و تحولت ملامح تدريجيا للغضب العارم : الم تتعلمي طرق الباب؟؟
اسيا : اخبرني اين يسكن ذلك الاحمق
نظر لها و لغضبها ليبتسم بجانبية : التهور ليس من اساسيات العمل
كادت تنهال عليه لكنها احترمت نفسها اولا لتردف : اسمعني جيدا ... لست في حال يخولك في التكلم معي بتاتا ... اخبرني فحسب باللعنة التي يقبع بها ذلك الاحمق
هز رأسه بانبهار : صدقا لديك كم هائل من الشتائم المخزنة
اغمضت عينيها محاولة ان تسيطر على موجة غضبها قبل ان يرذف : ستتصلين بزوجته الان... و تخبرينها انك عاملة....
صديقتك كانت تعمل هناك و استقالت و جئت لتحلي مكانها
اسيا : ايا كان دعني اقم بهذه المهزلة
نهض ليقذم لها هاتفا محمولا مودن رقم زوجة الشيطان عليه
ترددت لثوان قبل ان تتصل و نبضها يسارع تنفسها
اجابت لتبلل ريقها بصعوبة مودفة : مرحبا سيدتي ....سبق ان كانت صديقتي تعمل لديك في المنزل لكنها استقالت ... تدعى ندى... اخبرتني ان هنالك نقص في الخدم... هلا سمحتي لي بالعمل لديك
كلا انا وحبدة... لا عائلة لدي... حسبما علمي ف قد كانت صديقتي تبات لديكم
نعم صحيح... نعم .... كلا سيدتي لم يسبق لي ان عملت لكنني مضطرة لذلك الان ...
شكرا جزيلا... كامل الشكر لك... لا تقلقي لن اخيب ظنك
انهت المكالمة لتتنهد بتعب
نظر اليها بقلق مخفي ليأخذ منها الهاتف
اردف بحدة: لا تصغطي على نفسك كثيرا... لست بحال يسمح لذلك
اجابته بحدة:لا تحاول ان تقدم لي اي نصيحة او تدعي الاهتمام و تظهر انك مكترث ... بل الاساس لا تردف بكلمة معي لانني انتهيت
قالتها و عادت لغرفتها ليتنهد هو بضيق محطما كل ما تراه عيناه م

لعنة قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن