مهمة

1.6K 49 3
                                    

تراجعت للخلف لتتعثر و تسقط على الارض بينما هو يتقدم منها و يناظرها بجمود و برود كما لو انه لم يعد يكترث بتاتا بالتحكم في نفسه
نظر لها بدنيوية حتى جلس القرفصاء امامها و هي متكورة حول نفسها
فقد اختفت جرئتها تدريجيا لكنها حاولت الثبات و البقاء قوية
عمر : اتعلمين ما فعلته الان؟
ابتلعت ريقها و لم تعلق ليكمل : انا الان بثانية يمكنني ان ازجك في ااسجن ل ٥٠ عاما دون ان يرف لي جفن و دون تحويلك للقضاء
امسك بيدها لتحاول سحبها لكنه احكم امساكها ليضعها على وجنته حيث صفعته
عمر : هنا تماما بيدك هذه صفعتني
كانت اصابعها ترتجف و اطرافها منشلة تماما
ليمرر يديها على وجنته ببطء
عمر : مابالك ترتجفين الان ... منذ لحظات كنت تصفعينني
اين اختفت قوتك ... اين خبئتي مخالبك
اسيا : ارجوك.... ارجوك دعني اذهب و اتركني في حال سبيلي
اتوسل اليك
قاطعها : هششششش كيف تقولين هذا .... انا قذر ... لذا دعيني امارس قدارتي قليلا حتى استحق هذا اللقب
بكت بصمت زامة شفتيها ليردف : اسمعيني جيدا ايتها المتمردة .... قلت ما لديك و فعلتي ما بوسعك و انتهيت ... و انتهى دورك و طيشك و الان حان وقت الجد .... تركت لك متسعا بما يكفي لتفرغي غضبك
اسيا : انا لن افعل شيء مما قلته
عمر : انت تضطريني لفعل اشياء لا ارغب بفعلها
اسبا : فلتفعل ما تشاء واللعنة لن اخضع لك
عمر : فقط تذكري ان القرار كان عائدا لك
قالها لينهض بينما دب الرعب هي في قليها لتنهض خلفه : مالذي تعنيه ؟؟
لم ينطق بكملة لتلحق به : توقف ارجوك اخبرني مالذي تعنيه
نظر اليها ليرذف : اعني عامر .... اليس والدك
دب الرعب في قلبها بشكل اكبر لتردف : وا... وال... والدي ماذا تريد من والدي ... ماذا به والدي
كانت تتلعثم و هي لا تستوعب شيء بينما هو يناظر ملامح وجهها البريئة المحبطة
لامس وجنتها بابهامه و ابتسامة صغيرة على جانب فمه ترتسم : ربما ... ربما قد يفقذ حياته الليلة
شهقت بعدم تصديق و هي تهز برأسها : كلا انت ... انت لن تفعل شيء كهذا
عمر : اتعلمين للاسف انت بريئة للغاية ... حسنا انظري حتى يرتاح بالك من التفكير .... اقسم لن ادع والدك بحاله و ساضطر لفعل الكثير ان لم تخضعي لاوامري و تنفذي بالحرف الواحد ما اقوله
نظرت اليه بكره و عدم تصديق : انت ... انت ماذا هااا؟ انت ماذا ؟
تقدم منها ليردف : فلتفكري بي ما شئت لا يهم ... المهم عندي ان تنفذ المهام كهذه تماما
انسابت دمعة حارقة على وجنتها و هي تنظر بعيني اللبؤة نحوه : لن اسامحك يوما ....
ابتسم مردفا : صدقيني لا يهمني ....
اسيا : لدي الترامات اخرى كيف تدمر حياتي بهذا الشكل انا...
قاطعها : لا اكترث
اسيا : اهلي ... جامعتي تعليمي و عملييي ماذا افعل بهممممم
عمر : اظنني اخبرتك انه لا يعنيني
اسيا : اللعنة عليك .... اللعنة عليك ... انا لن اترك تعليمي او حتى عملي
عمر : علمك او عملك اختاري
نظرت له بحقد و كره لتردف : انا بحاجة للاثنين
عمر : و انا بحاجة اليك
اسيا : لكن
قاطعها بحدة: عملك او علمك
اسيا: علمي
عمر : جيد .... تفضلي امامي
اسيا : الى اين ... انها الخامسة علي العودة
عمر : لا اكترث واللعنة
بكت بحرقة لتردف : ارجوك فقط اليوم دعني اعود للمنزل اهلي قلقين
نظر لها لبرهة ليردف : عملنا قد يتطلب نومك كثيرا خارج المنزل
اسيا : لكن كيف افعل هذا ارجوك افهمني
تقدم منها حتى كاد يلتصق بها ليعدل لها حجابها وسط دموعها : تبا لك و لعقلك الذي لا يفهم ... اخبرتك انني لا اكترث تدبري الامر
اسيا: لكنني لست فتاة متحررة او خارجة عن تقاليذ عائلتها و دينها
انا فتاة ملتزمممممة
رمقها بنظرة قاتلة ليردف : لديك الليلة فقط لتدبر الامر ... اعدك يا متمردة ان لم تخضعي لقولي اقسم لن يحدث خير لعائلك او حتى لك
قالها ليخرج بعدها حتى انهارت هي تماما
تفكر بحل لتلك المعضلة التي حوصرت بها بشكل تجهله
تنهدت ماسحة دموعها لتعود للمنزل
استقبلها والدها بحضن دافئ كعادته لتبادله الحضن
عامر : الم تذهبي للعمل اليوم
ابتسمت بتلبك لتردف : اخدت اجازة لانني اعلم انك قلق علي
ابتسم الاخر براحة ليردف : كيف تشعرين بي دائما
ضحكت اتردف : لاننا من دم واحد
قالتها لتتقدم والدتها رقية عانقتها بحب لتردف : اسيا انت بخير ابنتي
اسيا : اهدئي امي انا بخير اطمئني.... اعدروني اود ان استحم
قالتها و اتجهت لغرفتها
خلعت حجابها و ملابسها لتستحم ثم خرجت جالسة على السرير و الاف الافكار تضرب عقلها كيف ستقوم بفعل ذلك
اي عذر ستقدم و اي تبرير ؟!!
ابتلعت ريقها تنظر لهاتفها حيث دونت رقم ذلك المختل
بايد مرتجفة و بتردد كبير ضغطت على رقمه واضعة سماعة الهاتف على اذنها
ليأتيها صورته : ما الامر؟
تلعثمت قبل ان تردف : هل ... هل يمكنك توفير مكان ما لاقطن به في الايام التي لن اعمل بها
جاءها الصمت للحظات قبل ان يردف : لك هذا .... انهي الامر سريعا
قالها ليغلق الهاتف و تنهار دموعها هي الاخرى تبكي و تشهق بشدة محاولة اخفاء صوتها
لم يكن بمقذروها فعل اي شيء
اي قلب و اي عقل لدى عائلتها سيحتملون فكرة غيابها الغير معلوم اجله
لم يكن بوسعها الان سوى اخبار عائلتها ان مشروع سفر قد فتح لها من قبل الجامعة بسبب علاماتها المرتفعة
و انها لن تفوت تلك الفرصة
والدها هو الوحيد الذي سيتفهم و ييسر لها الامر
تتمنى من اعماق قلبها ان تسير الامور بشكل سلس
خرجت من غرفتها لتجلس بغرفة الجلوس بجوار العائلة
دقائق طويلة مرت قبل ان تردف بلا تفكير : انا سأسافر
نظر لها الجميع لثوان و لم يعلق احد منهم لعدم فهمهم
كادت تنظق مجددا لولا قرع الجرس
تنهدت مغمضة عينيها بأسى لتنهض فاتحة الباب حتى جحظت عينيها من الذهول فقد نسيت امره تماما
سائد اخاها قد عاد
تغرغرت الدموع في عينيها لتسرع الى عناقه بينما الجميع يضحك بسعادة ف لا احد يجهل علاقة سائد ب اسيا
كانت اقوى علاقة يسنجها القدر
كانت وطيدة بشكل لا يصدق
بادلها الاخر العناق و هو يضحك
حملها ليدور بها و هي تتشبث به و تضحك بينما العائلة جميعا سعيدة
انزلها مقبلا رأسها هاتفا لها بكم اشتاق لها
احتضنته مجددا لتركض اختها الصغيرة بيلا نحوهم : انا ايضا احملني
سائد : اعتذر يا صغيرة فقط لاسيا
عبست الاخرى فيما راح الجميع يضحك
سائد : تبا لك اسيا .... لم اتخيل انني سأفتقدك بهذا الشكل
ضحكت الاخرى لتردف : هات عنك اغراضك و ادلف لترتاح
اومأ لها بابتسامة صادقة ليدلف بينما هي ادخلت اغراضه
جلسوا جميعا بعد ساعة لتجلس هي بجواره فيما راح هو يحاوطها بذراعه
رقية: دع مجالا لوالدتك لتشبع نظرها بك ما بالك يا ولد
ضحك عامر ليردف : دعيه ... افتقد اخته كثيرا
سيحتاجون شهرا حتى يتصرفوا بطبعيية
رقية: من يراكم يظنكم حبيبين
اختفت ضحكة سائد ليحتل مكانها البرود و الهدوء
عامر: كفاك يا امرأة دعيهم و شأنهم
رقية: حسنا سأفعل
عامر: اعذروني سأذهب لاستخم
نظرت اليه اسيا بحب لتردف : اتود مساعدة ما؟
سائد : تعالي معي
نهضت خلفه ليدلفوا غرفته
خلع قميصه لتحمر بخجل : حسنا دعني اخرج... و ...و انت احتجت مساعدة ما سأدلف
اردف بعملية : لا بأس ببقاءك
همهمت اه بحرج لتجلس على السرير
ثوان و اودفت : لكنك س ... ستستحم
رأت ابتسامة خفيفة على وجهه ليردف : لا تقلقي سأخلع ملابسي لالحمام
اومات بحرج معتصرة كف يدها ليردف : ما بالك اسيا
نظرن اليه لتردف : كلا لا شيء انا بخير تماما
اقترب منها جااسا القرفصاء امامها ممسكا بيديها : ارى الحزن في عينيك
اخبريني يا روح قلبي
ابتسمت دانية نحوه مقبلة جبهته : اطمئن علي انا بخير ... فقط هنالك ما سأخبره لكم بعد ان تنتهي من حمامك
اومأ لها مقبلا يديها بشغف و حب مردفا : حسنا

لعنة قلبيWhere stories live. Discover now