الفصل الخامس

146 70 14
                                    

امتد بساط الظلام كثوب من حرير يلف خصر السماء وعلى اطرافه تلألأت النجوم كحبات من الؤلؤ المرصع لا تكاد تطغى على حسن القمر الذي مد انواره الى الارض غيثاً اعاد لذلك الرجل قوته وسطوته .
وقف امام الكهف منتشياً برائحة الثلج وهدوء الغابة ، اخذ نفساً عميقاً وحرك ذراعيه في الهواء متلذذاً بشعور القوة الذي يتسرب عبر اوردته مؤكداً ان ذلك اليوم العصيب قد انتهى .

عاد ادراجه داخل الكهف ليتأمل ادريا النائمة بسكون وتبسم بحب ؛ اقترب منها وجثى على ركبتيه يتأمل ملامحها الجميلة مدققاً بكل تفاصيلها
شعرها الاسود الحريري الذي يتناغم مع لون بشرتها الصافية ، اهدابها الطويلة المنحنية وشفتيها الصغيرتين بلونهما الأحمر الشهي .
جسدها الصغير وهي تضم نفسها نائمة بسلام فيشعر بالغيرة تتقد في جنبات قلبه وتتملكه رغبة ان يحتويها بين ذراعيه ، ان يكون هو ما تضمه وتترك جسدها في حنايا جسده .

تحول الى هيئته كذئب مستعداً لجعل ما يريده واقعاً ؛ لف جسده الضخم حولها واحتواها داخل فروه الدافئ واسدل عينيه براحة بحثاً عن النوم .
اول خيوط اشعة الشمس التي دخلت عابثة بين جدران الكهف جعلته يفتح عينيه الناعستين وينظر حوله بفتور قبل ان يعتدل بجسده يبحث عنها بفزع فليس من عادتها ان تستيقظ قبله وتترك الكهف بدونه !

استعاد هيأته البشرية وسارع بخطواته خارج الكهف ليزفر انفاسه براحة وهو يراها تجلس عند المخرج بينما تداعب سنجابها الصغير
تكلم ببرود وهو ينظر حوله في المكان : ما كان عليكِ مغادرة الكهف دون ايقاظي ؛ أتتعمدين اثارة قلقي ؟!

حركت رأسها نافية بصمت ؛ اكتفت بمداعبة سنجابها والتحدث بصوتٍ بدا له مختلفاً عن ما يعرفه فيها : لا حاجة للقلق فلا تبدو الغابة خطرة بذلك القدر ؛ انت تهول الأمور فحسب .

اضافت بذات النبرة وبنظرة مواربة اثارت حيرته : بينما اعيش مع الخطر بذاته فما الذي تخشى منه علي ؟

رفع حاجباً دون الاخر بينما كتف ذراعيه الى صدره مستنكراً : أتعنين انني اكبر خطر في هذه الغابة ادريا ؟!

ابتسامة خفيفة عبثت بزاوية شفتيها وهي تجيبه : أتنكر ذلك ؟؟

لا يعلم ما الذي تحاول التلميح له تماماً بكلماتها تلك ؛ لم يرق له اسلوبها او حديثها كما لم تعجبه ابتسامتها تلك البعيدة كل البعد عن طبيعتها التي يحفظها عن ظهر قلب
شيء ما فيها يبدو غريباً ؛ كلامها مبطن واسلوبها مختلف ، حتى نظراتها التي تتحاشى الوقوع في مدار عينيه تبدو مريبة !

قبض على تنهيدة صامتة في صدره وارسل نظراته في الفراغ ممتعضاً : ما الذي تحاولين الوصول اليه ، قولي ما لديك ؟؟

" ضوء القمر | Moonlight " जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें