الفصل الرابع

166 67 3
                                    

قطب حاجبيه ونظر اليها بشك من رأسها حتى اخمص قدميها ؛ صوتها المرتعد ونظراتها المتلبكة ، والادهى من ذلك صوت قلبها الذي ينبض بوتيرة غريبة كما لو انها تخفي امراً بدا واضحاً في انفاسها المتلاحقة فتقدم منها خطوة بغضب يسألها : ما الذي تخفينه عني أدريا ؟!

ازدردت رمقها واشارت نافية ليتحدث ببرود : صوت قلبك لا يكذب حتى لو كذب لسانك ، يمكنني سماعه بوضوح واشعر بعدم انتظام انفاسك مما يعني انكِ تكذبين وتخفين امراً !

قطب حاجبيه اثر رائحة غريبة خالطت رائحتها جعلته يتقدم منها مهسهساً : هذه الرائحة .....

تلبكت في مكانها فتحرك السنجاب الصغير متخفياً بين خصلات شعرها مما جعله يضيق نظراته قبل ان يتحدث متعجباً : سنجاب !!

حركت رأسها موافقة وتعلقت في سنجابها ليكون منقذها وهي تهتف بانفعال : لابد انها رائحة بيني !

تراجع للوراء دون ان تغادر تعابير التعجب ملامحه ؛ زفر انفاسه بقلة حيلة وسألها : أكنت تحاولين التدرب عليه ؟!

اتسعت عينيها وصاحت باستنكار : وَيحك ؛ لماذا سأفكر بإيذاء سنجاب صغير مسكين ؟؟

حرك كتفيه بعدم اهتمام وسار بخطواته يدعوها : اتبعيني فقد شارفت الشمس على المغيب ، يجب ان نعود الى الكهف قبل ان يهبط الظلام .

سارت خلفه بينما تداعب سنجابها وتشكره في سرها لانه كان منقذها ، وبيد انها كانت منشغلة به لم تنتبه لخطوات ذلك الذي كان يتقدمها عندما توقف حتى اصتدمت بظهره العريض
توقفت تتلمس جبينها بألم وهمست متذمرة : لماذا توقفت بشكل مفاجئ ؟

لم يعرها اي اهتمام وهو ينظر في السماء ؛ يتأمل غيومها الداكنة التي اخذت تغطي الفضاء مع اختفاء الشمس وهبوط الظلام فشد قبضته وبدأ القلق يتصاعد تدريجياً في دواخله مما جعلها تتعجب ملامحه تلك
نظرت الى السماء حيث كان ينظر قبل ان تضيق عينيها وتعيد بصرها اليه متوجسة : هذا الهدوء ...!

زفر انفاسه بحنق وتابع ما بترته من حديث : نحن على موعد مع عاصفة ثلجية قوية ..

حاولت التخفيف من حدة ذلك التوتر الغريب : يمكننا الصمود اذا انتهت العاصفة بحلول الصباح ؛ اليس كذلك ؟

نظر اليها بتردد واجاب : لقد جمعت بعض الحطب وصيداً وفيراً تحسباً لليلة لكنني لم اتوقع ان تباغتنا عاصفة ايضاً !

لفحة من هواء بارد ارعشت جسدها بينما تحركت خصلات شعره البيضاء بخفة عندما اضاف باقتضاب : انها ليلة ظلماء ..

اتسعت نظراتها في ذهول بينما تابع تقدمه ليدخل الى الكهف بخطواته الهادئة رغم ما فيه من فوضى
اعادت نظرها الى السماء تبحث عن بدايات القمر لتتأكد انه مُحاق مما يعني انها تلك الليلة التي يخشاها من كل شهر ، الليلة التي يخسر فيها قوته مع تلاشي ضوء القمر من السماء فتتلاشى معه قوته كذئب ويعود انساناً ضعيفاً بلا حول ولا قوة ..

" ضوء القمر | Moonlight " Where stories live. Discover now