الفصل الثاني

196 58 4
                                    

من بعيد رأت دباً كبيراً يتجه نحوها بكل سرعته فاتسعت عينيها بذهول ؛ غادرت مياه النهر تتخبط بخوف فسبقها السنجاب وهو يجري خائفاً بين الاشجار
لم يكن امامها سوى الجري بخوف وهلع وبداخلها ترجو ان يظهر دونغهي ليخلصها من ورطتها
نظرت خلفها لاهثة لتجد ذلك الدب الثائر يقترب منها يكاد يصل اليها وعلى ما يبدو ان الجوع افقده عقله فرأى فيها فريسة شهية ومشبعة !

صاحت بأعلى صوتها تستنجد بمنقذها وهي تحاول الاسراع في خطاها ؛ عندما يصل الامر للركض فهما يجريان كل يوم مما يجعلها سريعة كالبرق وذلك منفذها الوحيد حالياً
لكن ذلك الدب الهائج لم يكن أقل سرعة ولما كاد يوافيها لم يعلم من اين هاجمه ذلك الذئب الضخم ليضربه بقوة اسقطته ارضاً في مكانه

توقفت ادريا لتنظر خلفها لاهثة وابتسمت بسعادة : دونغهي !

التفت اليها واشار لها ان تتابع جريها ثم اعاد نظره الى الدب الذي نهض اليه ليهاجمه
فهمت معنى تلميحه فعادت لتتابع جريها مبتعدة عنهما ؛ هو يريد الهاءه ويحاول ايقافه ريثما تتمكن هي من الهرب

اما عنده هو فكان يهاجم ذلك الدب بكل قوته في حين كان الدب خصماً شرساً غاضباً يسعى بكل قوته خلف فريسته
وكلما هاجمه ضربه الدب بذراعه الضخمة ليدفعه بقوة الى الارض فيعود لينهض محاولاً الرد بهجمة اخرى
قفز عليه واطبق انيابه على كتف الدب بينما غرز مخالبه في جسده فصاح الدب متألماً ورمى بجسده ارضاً ليحط بكل ثقله فوق دونغهي حتى شعر الاخير ان عظامه تطحن

بألم ترك الدب فنهض ليحاول مهاجمته من جديد وهو ملقى ارضاً متأثراً باصابته ، كاد الدب ان يطعن دونغهي بمخالبه حتى شعر بضربة قوية من عصا خشبية تصيب رأسه
نظر نحو تلك الفتاة التي كانت تقف لاهثة بجرأة رغم خوفها فثار غضبه في حين نظر دونغهي متألماً نحوها ليرتعد قلبه
ما الذي عاد بها الى هنا ؛ كان من الاجدر بها ان تركض مبتعدة بقدر استطاعتها فلماذا عادت اليه ؟!

تركه الدب في مكانه واخذ يجري نحو ادريا التي وجهت نظراتها نحو دونغهي تتأكد انه بخير فكان صوت عواءه رسالة لها لتطلق قدميها للريح
سارع الدب في ملاحقتها للوصول اليها بينما بصعوبة نهض ذلك الذئب من مكانه ونظر حوله قبل ان يجري بكل سرعته
قفز من اعلى المنحدر مطبقاً خطة طرأت في عقله ستكون منجدهما الوحيد ؛ وما ان اصبح متقدماً على الدب حتى توقف اعلى صخرة كبيرة كانت تحتجز اكواماً من الثلج خلفها

انتظر عبور ادريا بسلام وما ان اصبح الدب في مرماه حتى دفع الصخرة بكل قوته لتسقط ارضاً ويتبعها انهيار ثلجي كبير اغرق الدب بكثافته
توقفت ادريا عن الجري لتنظر وراءها بفزع مما فعله في حين كان الدب يحاول اخراج جسده من تحت الركام عبثاً
وبسرعة نزل دونغهي من فوق ذلك المنحدر متجهاً اليها ؛ وبرؤيتها له يجري نحوها استعدت لتقفز على ظهره حالما اصبح بمحاذاتها .

" ضوء القمر | Moonlight " Where stories live. Discover now