||كهل فقير ||

51.3K 2.7K 3.2K
                                    

____________________

_____enjoy_____
.

.

.

من الذاكرة:

" رقم عشرة حاضرة!" صدح الصوت قويا في تلك القاعة التي ملئت بالأجهزة والحواسيب
ورجال يرتدون أزياء الأطباء وسماعاتهم، لكنهم لم يكونوا كذلك.

جسدي يتحرك للداخل، داخل تلك الحجرة، أستطيع رؤيتهم كلهم من خلف الزجاج العازل.
كيف يحملون دفاترهم وأقلامهم ويراقبون بتركيز دون أن يرف لهم جفن.

ضغطت على يدي بقوة حتى لسعني الألم وأخذت أتحرك نحو ذلك السرير الأبيض، حيث هناك رجلان واقفان ينتظرانني، وأطلس

اقتربت من السرير ووضعت قدمي عليه لكني كدت أقع أرضاً لأنه كان مرتفعا.
الرجل الضخم رفع جسدي الصغير ووضعني على السرير.

فقام أطلس بدفع كتفي فعدت للخلف متمددة دون حركة وأخذ يوصل الأسلاك بالأجهزة الغريبة ثم يضع نوعا من المراهم على الجهاز الأسود وعاد مقتربا مني ليشرع بوضع تلك الأسلاك على رأسي.

تحركت مرعوبة عندما وصلت لظهري..ثم بطني وقدمي وكل شبر من جسدي حتى غدوت غير ظاهرة وسط كل تلك الحبال.

ضغطت على أحد الأزار الموجودة على الآلة ثم بدأ الأمر.

لقد كنت قد اعتدت على هذا فعلا فصرت أتحكم بخوفي إذا دخلت هنا

لكني لا استطيع التحكم بألمي، مستحيل.

تلك الأسلاك صارت تتشبث برأسي وتضغط عليه بقوة ثم على كل أنحاء جسدي.

ارتجفت شفتاي خوفاً حين رفعت الممرضة مستوى التأثير.

وبدأت كل خلية في جسدي تنبض بالألم وتتقلص ثم تنفخ كأنما ترغب في الإنفجار.

" أفلتوني أبعدها عني!" صحت بقوة وجسدي يتخبط على السرير الذي صار يهتز معه

" أرجوكم أوقفوها!" صحت مجدداً وعظام جسدي تتحطم وجلدي صار ساخنا وأرغب في انتزاعه لأنه يحرقني.

عيناي تلسعني من الدموع الواقفة دون حراك ، كما خارت قوتي

لكن أولئك الأشخاص لم يكونوا يهتمون بحالتي المزرية بل كانوا يهتمون بتفاعلات جسدي مع أدويتهم واختراعتهم العجيبة القاتلة.

*****************

كنت اموت في ذلك اليوم.
وكنت أعلم أني سأقاسي نفس الشيء في اليوم الذي بعده.
لكني استمريت في الحلم بالحرية

استمريت في الرغبة بالحياة، استمريت في الركض وراء النهاية السعيدة.

ضوء ساطع ضرب عيني، ورغم أني كنت أغمضها إلا أنه كان يصل ويزعجني.

بين الحب والدماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن