حرك رأسه هو ينظر للقطة، لكنه تعجب حينما وجدها تميل برأسها على كف «خديجة» و كأنها وجدت ملاذًا أمنًا لها، زادت دهشته أكثر حينما وجد «خديجة» تربت على رأسها بحنانٍ و القطة تمسح برأسها على كفها، حينها أخرج هاتفه يلتقط لها تلك الصورة، فاستمعت هي لصوت إلتقاط الكاميرا، حينها التفتت له من جديد تسأله بحيرةٍ:
"بتعمل إيه يا ياسين؟ دي صورة تتصور بالله عليك؟ دا تشرد"اخفض جسده و هو يميل لها حتى يصبح في نفس مستواها وهو يقول بمرحٍ:
"استغربت بصراحة يا خديجة، حتى القطة حبِتك و حست بحنيتك عليها، سبحان الله"حركت رأسها تسأله بصمتٍ فوجدته يقول بنبرةٍ تائهة بعض الشيء:
"القطة أمنت ليكي و في ثانية كانت حاطة راسها على إيدك، أنا قولت برضه مجنون اللي ميحبكيش يا خديجة، و لو هتتقاس بكدا يبقى أنا أعقل العاقلين في حُبك"ابتسمت هي باتساعٍ له ثم أخفضت رأسها تنظر للقطة فوجدتها تموء بصوتٍ غريب عليها، فسألته بتعجبٍ:
"ياسين هي صوتها عامل كدا ليه؟ مش المفروض يكون صوتها أعلى من كدا؟"ربت بيده على القطة وهو يقول مفسرًا لها:
"القطة غالبًا بتشكرك يا خديجة، مش عارف أنا بهبل و لا لأ، بس ماما قالتلي قبل كدا، إن القطط لما بتحس بالأمان بتضحك و بتشكر اللي قدامها"حركت رأسها موافقةً فوجدته يقول مُقررًا:
"طب إيه هنفضل هنا الليلة كلها جنب القُطة؟ يلا علشان رياض ميفهمش غلط، و يشك فيا"حركت رأسها موافقةً ثم تركت القطة من يدها فوجدتها ترفع رأسها لها، بينما وقف هو الأخر ثم قال بهدوء:
"ابقي فكريني بعد ما نجيب حاجتنا نجيب ليها أكل و نحطه هنا"سألته هي بحماسٍ:
"بجد !! هتعمل كدا ؟! أنا كنت هقولك أصلًا"أومأ لها مؤكدًا ثم أضاف:
"آه هعمل كدا و الله، أنا بحب آكل القطط و الكلاب أوي"ردت عليه هي بنبرةٍ مرحة:
"أقولك على حاجة؟! أنا و وليد كنا مربيين ٣ قطط في المنور من تحت، و في مرة وليد رماهم على هدير و إحنا صغيرين و خربشوها، من ساعتها مفيش قطة دخلت بيت الرشيد، كنت بحبهم أوي، بس هدير لما عصبت وليد و قالتله إنها بتخاف منهم و هتطردهم، هو اتسرع و رماهم عليها و قفل الباب"ضحك بشدة حتى تحولت ضحكته إلى القهقهات على تلك الطفولة المُشردة، فوجدها تشاركه الضحكات هي الأخرى ثم اوقفتها حتى تقول بنبرةٍ ضاحكة:
"ساعتها البيت كله عرف و عمو محمود رماهم برة البيت و قال مفيش قطة تدخل البيت دا تاني، و من ساعتها محصلش"رد عليها هو بقلة حيلة:
"مش فيها وليد !! لازم تبقى دي أخرتها، كويس إنكم محصلتوش القطط دي أنتو كمان"
أيدت حديثه من خلال حركة رأسها الموافقة و كأنها تؤكد صدق حديثه بذلك.
_________________________
أنت تقرأ
تَعَافَيْتُ بِكَ
العاطفيةظننتُ أن قلبي هذا لم يخلق له الحب، و ظننتُ أنني لم أملكُ يومًا قلب؛ إلا أن وقعت عيناي على عيناكِ ففرح قلبي برؤية محياكِ؛ فوقفت أمام العالم صامدًا أقول "أحببتُ جميلةٌ وجهها صَبوحًا" كُلما تبسمت زاد جمالها وضوحًا"
الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)
ابدأ من البداية