الفصل الرابع و الثلاثون_الجزء الثاني (ما هو إسمه)

ابدأ من البداية
                                    

حرك رأسه هو ينظر للقطة، لكنه تعجب حينما وجدها تميل برأسها على كف «خديجة» و كأنها وجدت ملاذًا أمنًا لها، زادت دهشته أكثر حينما وجد «خديجة» تربت على رأسها بحنانٍ و القطة تمسح برأسها على كفها، حينها أخرج هاتفه يلتقط لها تلك الصورة، فاستمعت هي لصوت إلتقاط الكاميرا، حينها التفتت له من جديد تسأله بحيرةٍ:
"بتعمل إيه يا ياسين؟ دي صورة تتصور بالله عليك؟ دا تشرد"

اخفض جسده و هو يميل لها حتى يصبح في نفس مستواها وهو يقول بمرحٍ:
"استغربت بصراحة يا خديجة، حتى القطة حبِتك و حست بحنيتك عليها، سبحان الله"

حركت رأسها تسأله بصمتٍ فوجدته يقول بنبرةٍ تائهة بعض الشيء:
"القطة أمنت ليكي و في ثانية كانت حاطة راسها على إيدك، أنا قولت برضه مجنون اللي ميحبكيش يا خديجة، و لو هتتقاس بكدا يبقى أنا أعقل العاقلين في حُبك"

ابتسمت هي باتساعٍ له ثم أخفضت رأسها تنظر للقطة فوجدتها تموء بصوتٍ غريب عليها، فسألته بتعجبٍ:
"ياسين هي صوتها عامل كدا ليه؟ مش المفروض يكون صوتها أعلى من كدا؟"

ربت بيده على القطة وهو يقول مفسرًا لها:
"القطة غالبًا بتشكرك يا خديجة، مش عارف أنا بهبل و لا لأ، بس ماما قالتلي قبل كدا، إن القطط لما بتحس بالأمان بتضحك و بتشكر اللي قدامها"

حركت رأسها موافقةً فوجدته يقول مُقررًا:
"طب إيه هنفضل هنا الليلة كلها جنب القُطة؟ يلا علشان رياض ميفهمش غلط، و يشك فيا"

حركت رأسها موافقةً ثم تركت القطة من يدها فوجدتها ترفع رأسها لها، بينما وقف هو الأخر ثم قال بهدوء:
"ابقي فكريني بعد ما نجيب حاجتنا نجيب ليها أكل و نحطه هنا"

سألته هي بحماسٍ:
"بجد !! هتعمل كدا ؟! أنا كنت هقولك أصلًا"

أومأ لها مؤكدًا ثم أضاف:
"آه هعمل كدا و الله، أنا بحب آكل القطط و الكلاب أوي"

ردت عليه هي بنبرةٍ مرحة:
"أقولك على حاجة؟! أنا و وليد كنا مربيين ٣ قطط في المنور من تحت، و في مرة وليد رماهم على هدير و إحنا صغيرين و خربشوها، من ساعتها مفيش قطة دخلت بيت الرشيد، كنت بحبهم أوي، بس هدير لما عصبت وليد و قالتله إنها بتخاف منهم و هتطردهم، هو اتسرع و رماهم عليها و قفل الباب"

ضحك بشدة حتى تحولت ضحكته إلى القهقهات على تلك الطفولة المُشردة، فوجدها تشاركه الضحكات هي الأخرى ثم اوقفتها حتى تقول بنبرةٍ ضاحكة:
"ساعتها البيت كله عرف و عمو محمود رماهم برة البيت و قال مفيش قطة تدخل البيت دا تاني، و من ساعتها محصلش"

رد عليها هو بقلة حيلة:
"مش فيها وليد !! لازم تبقى دي أخرتها، كويس إنكم محصلتوش القطط دي أنتو كمان"
أيدت حديثه من خلال حركة رأسها الموافقة و كأنها تؤكد صدق حديثه بذلك.
_________________________

تَعَافَيْتُ بِكَحيث تعيش القصص. اكتشف الآن