الفصل الثاني♥

4.2K 218 22
                                    

_حزن، قهر، ووجع تشعر بهم
من بين كل ذلك ظهرت قوة بنيران متأهبة تجمع كل مشاعرها_
 

                            ❈-❈-❈

كانت الاء تقف في مكانها لم تتحرك حتى الآن، لازالت تقف تتطلع نحو صورة عمر المنعكسة من الباب الزجاجي الخاص بالعناية المركزة الذي يتواجد بداخلها.

تتابعه بأعين حزينة قد أرهقها الدموع والحزن، ملامح وجهها باهتة شاحبة كشحوب الموتى، روحها ترهقها بشدة، تكاد تنتهى حياتها تمامًا؛ بسبب رؤيتها له وهو بتلك الهيئة الهزيلة الذي هو بها الآن.

فاقت من شرودها على صوت تامر الذي تحدث قائلا لوالدته بهدوء وهو يحاول أن يتماسك أمامهم

:- ماما خدي نغم وفريدة وآلاء و روحوا خلاص، الدكتور قال أن قعدتكم ملهاش لازمة وهو لسة مفاقش.

لمح في عينيها الرفض والقلق على ابنها، فاسترد حديثه يتابعه، وهو يحرك رأسه إلى الأمام، كأنه يحاول أن يطمئنها بأن تثق به، هو سيظل بجانب شقيقه دائما

:- يا ماما يا حبيبتي متقلقيش قولتلك، انتي لازم ترتاحي وكلكم ترتاحوا عشان لما عمر يفوق تبقوا جاهزين بدل ما يلاقيكم تعبانين، وأنا لو حصل أي حاجة هتصل ابلغكم على طول، اسمعي كلامي يا ماما ويلا خوديهم وروحوا.

تنهدت تنهيدة حارقة بحزن، ولازال بكاءها لم يتوقف لوهلة واحدة، قلبها يؤلمها بشدة على حال ابنها الذي لم تتوقع أن تراه ابدا، وهو في حاله مثل هذه، اومأت له برأسها الى الامام توافقه الرأى، تمتمت تؤكد على حديثه بضيق

:- تامر أول ما تعرف أي حاجة لازم تقولي على طول.

رد عليها بنبرة مجهدة،وهو يأومأ برأسه إلى الأمام عدة مرات

:- دة اكيد يا ماما، مش عاوزك أنتِ تقلقي احن يحصلم حاجة، اقعدي ادعيله وهو هيبقي كويس متقلقيش.

توجهت صوب الباب تطالعه مرة أخيرة قبل أن تذهب تريد أنتملأ عينها برؤيته وتطمئن قلبها الذي سيتوقف من فرط القلق، شعرت بالحزن الشديد ما أن رأت حالته، وتحدثت بنبرة حزينة باكية تقطع انياط قلب من يستمع إلى حديثها

:- مش قادرة استحمل إني اشوفه كدة يارب عمر في حياته كلها عمره ما حب أنه يبين لأي حد تعبه حتى لو تعبان، مينفعش خالص انه يبقي في الحالة دي، يارب احفظهولي وخفف عنه أي الم حاسس بيه.

لن يصمت لسانها وقلبها عن الدعاء له في كل ثانية تمر عليها، تشعر أن الثواني تمر على قلبها كالسنوات الطويلة، بداخلها حزن عميق يكفيها لدهر طويل، والقلق الذي تشعر به كاد يوقف قلبها تماما.

استعد  الجميع للذهاب ماعدا آلاء التي ظلت في موضعها كأنها لم تستمع الى أي حديث، فاردفت فريدة تحدثها بهدوء، وهي تقترب منها وتربت فوق كتفها في حنو

أنين وابتهاج "الجزء الثاني" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن