الثامن عشر

Start from the beginning
                                    

زمجرت حور بغضب وهي تحاول انتزاع المفتاح من يده ولكنه وضعه سريعا بجيبه لتميل حور عليه غير مدركه بما تفعله به بقربها الغير مقصود منه
تفاجأت به يجذبها بقوة اليه غير مبالي بتالم قدمها بسبب اندفاع الدماء الحارة بعروقه
قالت باستنكار لمعاملته الشكسة لها : ... سليم..
قال بصوت ارعبها وقد غلبته غيرته : كنتي بتعملي اية معاه
صرخت به بغضب : انت اتجننت اية اللي بتقوله ده..
امسك ذراعيها بعنف : انطقي.. كان بيقولك ايه ..؟
طفرت الدموع من عيونها غير مصدقه ماتفوه به للتو لتقول وهي تحاول نزع ذراعها من يده  : مقالش حاجه .... اوعي سيبني
شدد قبضته علي ذراعيها وهو يزمجر : ايه اللي رجعه ...وقف معاكي لييييه
تالمت حور من قوة قبضته وحاولت ابعاده والدموع الخائفه من نبرته ومن نظراته الغاضبه تنهمر من عيونها لتقول برجاء وهي تحاول نزع ذراعها من يده :  معرفش حاجه .....معرفش ولقيته قدامي ....سبيني ياسليم... حرام عليك انا خايفه منك ....
وكأن ناقوس مزعج دوي بإذنه لتلين قبضه يداه من علي ذراعها فتسرع حور تخلص نفسها من قبضته وتتجه الي الباب تطرق فوقه بكلتا يديها وهي تصرخ بهم :افتحوا الباب
صك سليم أسنانه بغضب مستعر ارعبها.... وهو يتجه ناحيتها لتتراجع حور للخلف بخوف انهكها بينما تقول له : اوعي تقرب مني ....حرام عليك كفايه بقي
زم شفتيه بحنق من نفسه لأنه هدم كل ما بناه طوال الايام الماضيه وعاد بها الي نقطه الصفر لتبدو كلماته بلا محل وهو يقول : اهدي مش هعملك حاجه ....
دفعت يداه بعيدا عنها ما أن اقترب منها لتتهاوي جاثيه  علي ركبتها تبكي بنشيج لم يتحمله سليم بينما مازال غضبه مشتعل ....
فتح احد الإدراج ليخرج منها سلاحه ويضعه بحزامه متوعدا : ماشي ياكلب انا هوريك ازاي تقرب من مرات سليم الهاشمي
اتجه الي الباب وهو يلقي نظره تجاه حور الباكيه قبل أن يتركها ويغادر وهو يغلق الباب خلفه مجددا بالمفتاح ...
....
عقدت وهج حاجبيها واتجهت خلف أخيها : سليم انت قافل علي حور الباب ليه ؟
تجاهل سليم سؤال أخته واسرع بخطواته ينزل الدرج ومازالت وهج خلفه تحاول إيقافه : بقولك انت قافل عليها الباب ليه ؟
وصل لنهايه الدرج حيث كانت فاء واقفه بعيون متأهبه تريد معرفه مايحدث ...أمسكت وهج بذراعه توقفه مزمجرة : سليم انا بكلمك رد عليا ....بقولك قفلت عليها الباب ليه
التفت لها بغضب :  مالكيش دعوه ومحدش يتدخل
رفضت وهج بعنفوان : لا هتدخل .....هات المفتاح يا سليم
عقدت وفاء حاجبيها : متتدخليش ياوهج وسيبي اخوكي يتصرف معاها زي ما هو شايف
نظرت وهج لوالدتها بحنق : ده اللي ربنا قدرك عليه يا ماما ...
تجاهل سليم جدالهما واتجه الي الباب لتسرع وهج تتوقف أمامه توقفه : بقولك هات المفتاح
ما أن هم بالمغادره مجددا حتي تنهدت وهج حينما دخل ابيها من الباب ليعقد رسلان حاجبيه بتساؤل عما يحدث : في ايه يا ولاد مالكم
قال سليم باقتضاب وهو يتجه الي الباب : مفيش ياحاج
أوقفه صوت أخته التي هدرت: لا في يابابا ....سليم حابس حور في الأوضه ومش راضي يديني المفتاح
اتسعت عيون رسلان بعدم فهم ليستدير تجاه سليم يسأل : هي رجعت
لم يقل سليم شيء بل قالت وهج برفض : رجعها من شويه وواضح انه جايبها غصب عنها يابابا ...يرضيك
اغمض رسلان عيناه وسحب نفس عميق قبل أن يصك أسنانه قائلا : اللي اختك قالته صح يا سليم ....رجعتها غصب عنها
زفر سليم وانفجر بحنق يخبرهم بما حدث ليختم كلماته بوعيد : هشرب من دمه عشان قرب لها وهي مش هتعتب برا البيت ومحدش يتدخل
اسرع رسلان يوقف خطوات سليم الغاضبه : مكانك ياسليم
هز سليم رأسه بعناد : لا ياحاج ..... ابن ال....هيتربي ...قاطعه رسلان مزمجرا بغضب : سليييييم انت بتتكلم عن عمك ....
توهجت النيران بعيون سليم ليقول رسلان : لو غلط يتأدب إنما من غير ما تغلط في عمك
نظرت وفاء بتوجس الي ما انتواه ابنها ليقول رسلان : انا جاي معاك .....
قبل أن يغادر اشار له وهو يمد يداه : هات المفتاح
ظل سليم مكانه وبدي الرفض علي ملامحه ليكرر رسلان كلماته بحزم : بقولك هات المفتاح ....
اخرج المفتاح من جيبه وامتثل لكلمات أبيه لترتسم ابتسامه علي وجه وهج التي قالت لأبيها وهو يعطيها المفتاح  : شكرا يا بابا ...انا هطلع اشوفها
هز رأسه ليقول سليم بعنفوان : لو خرجت برا البيت حسابي هيكون معاكي انتي ياوهج
اندفع خارجا وخلفه أبيه كما اندفعت وهج للاعلي لتري حور وخلفها وفاء .....
............
...
عدلت فرح من وضع الوساده خلف عدنان وقالت بينما تتحلي بالهدوء الزائف أمامه : عاوز حاجه تاني ياعمي
هز رأسه قائلا : شكرا يا بنتي .....هي حور فين ؟!
تعلثمت فرح لتقول : نايمه يا عمي
اوما عدنان متنهدا لتستأذن فرح وتتجه الي غرفتها تقف في الشرفه بعيون متوترة بينما تريد أن يمضي القادم بدون اي مشاكل مؤكد ستحدث بين فهد وسليم الذي لاتدري ماذا فعل مع حور ....ابتلعت لعابها ببطء حينما وجدت سيارة فهد تدخل الي الفناء لتسرع الي الداخل تنتوي النزول إليه .....
أوقف فهد سيارته ليلتفت الي فارس الجالس بجواره قائلا : ياريت تجيب ابنك ومراتك وتقعد مع ابوك النهارده شويه عشان أنا هخرج
ساله فارس بفضول : رايح فين ؟!
قال فهد باقتضاب : مشوار مع فرح
اوما فارس ونزل من السيارة قائلا : ماشي هاخد عربيه تانيه واروح اجيب وهج وسليم الصغير وارجع
اوما فهد له ونزل من السيارة ينتوي أخذ فرح للخارج كما وعدها ليعقد حاجبيه حينما وجد مني تتجه ناحيته بملامح وجهه متوترة .....اتسعت عيناه والتفت فارس حينما زمجر فهد : بتقولي ايه يابت انتي ؟!
قالت مني وهي تتلفت حولها : بقولك سليم بيه اخد حور وجرجرها غصب عنها
اشتعلت عيون فهد بغضب جحيمي ولم يكن وحده الغاضب بل سعاد التي تسمرت قدميها بالأرض كما حال فرح بينما سبقتهم مني واخيرا فهد بكل شيء .....نظرت فرح بعتاب لسعاد التي خفضت عيناها بأسف لتسرع فرح بخطواتها ركضا تجاه فهد الذي بعنفوان معروف كان يسرع الي سيارته ...فهد ...فهد اسمعني ...
ابعد فهد يدها عنه قائلا بتحذير : ابعدي يافرح ومالكيش انتي دعوة
هزت راسها بإصرار لتقول سريعا : سليم مغلطش. ..... ادم كان هنا وكان بيكلم حور وعشان كده سليم اخدها ....سليم مش هيأذيها هو بس غار من ادم ....اتسعت عيون فهد بينما أظلمت عيون مني التي تراجعت للخلف بضع خطوات لم تكد تكملهم حتي شهقت بألم حينما جذبتها والدتها من خصلات شعرها من اسفل حجابها مزمجرة بها وهي تكتم صوتها بيدها : انشئ قدامي واياك اسمع حسك ..
كور فارس قبضته بغضب : كان هنا بيعمل ايه ...؟!
قالت فرح بتعلثم : معرفش والله ما اعرف .....سليم مالوش ذنب ....زيك وزي اي راجل متحملش الموقف ...ضرب ادم واخد حور معاه
اغمض فهد عيناه بغضب لتقول فرح برجاء : لو ليا غلاوة عندك افهم الاول قبل ما تعمل حاجه
قال فارس وهو يربت علي كتفها : اهدي يافرح وادخلي
نظر إلي فهد قائلا : انت رايح للي اسمه ادم اوريه شغله وبعدها هروح لسليم اطمن علي حوؤ وانت اطلع مع مراتك
نظر له فهد ساخرا بتعمد : لا خليك انت جنب مراتك انا رايح اجيب حق اختي واطمن عليها
زفر فارس بحنق وهو يهتف بفهد بسخط : وبعدهالك يافهد ....ايه ياأخي اعمل ايه تاني عشان تبطل كلامك اللي زي السم ده
اتجه فهد الي سيارته دون قول شيء ليركب فارس بجواره بينما وقفت فرح مكانها تترجي فهد بنظراتها أن يهدأ
.........
...
فتحت وهج الباب لتتجه سريعا تجاه حور التي كانت تبكي لتقول بها بحنان : حور ....اهدي يا حبيتي
اهدي ومتخافيش
تبرطمت وفاء التي وقفت لدي باب الغرفه : تخاف من ايه ....لهو شافت عفريت ..!
نظرت لها وهج بعيون متسعه لتقول وهي تربت علي كتف حور : قومي تعالي معايا اغسلي وشك
بكت حور وهي تهز راسها : خطفني تاني ....وهيحبسني تاني
هزت وهج راسها بتأثر لتقول بحنان : مفيش الكلام ده خالص ....سليم غار عليكي من ادم وعشان كده اخدك بالطريقه دي ....هو بس غيران ومتعصب بس مش هيحبسك ولا حاجه بدليل أنه قالي اطلع اطمن عليكي
اهدي يا حبيتي ومتخافيش
لوت وفاء شفتيها تنظر إلي حور وتراها تتدلل بينما وهج أكثر من يفهم ما تشعر به تلك المسكينه لتقول لوالدتها وهي تسند حور لتقف : ماما لو سمحتي خلي ذكيه تعمل كوبايه ليمون لحور علشان تهدي
كعادتها وفاء لاتترك موقف دون بصمتها لتقول متبرطمه : نعصر لها الشجره كلها المهم تبطل عياط اياك الفقر يحل عن البيت وعن ابني اللي من وقت ما اتجوزها وهي بتعيط ...!
رفعت حور عيناها تجاه وفاء بغضب وشراسه بينما نظرت وهج الي والدتها برجاء أن تخرج وتترك تلك المسكينه لحالها لتقول : ماما لو سمحتي سيبني مع حور
مالت علي حور وقالت برفق : اهدي يا حبيتي ومتاخديش علي كلام ماما ....تعالي قومي معايا
............
.....
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم
مين لسه مش بيتابع علي المدونه الروايات اللي بتسألوا عنها ( مهووس بك يا صغيرة الجزئين / اسيري/ المتملك والشرسه/ورد فريد / لك اعد تلك الحمقاء / حب اسود )
دمتم سالمين

اختطفها ولكن ..!!Where stories live. Discover now