الحادي عشر

37.4K 1.2K 103
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

نكس فواز رأسه بينما لم يستطيع النظر في عيون حفيداته ليتيقن أنه تأخر كثيرا في ما فعله .... ليزداد ندمه وهو يفكر بأنه كان يجب عليه أن يتدخل منذ سنوات لينهر حفيده عن ما فعله ولا يسمح لتلك العداوة أن تصل لتلك المرحله ...لقد ظن أنه بتزويج فرح وحور من اولاد عمهم انتهت العدواة ولكنه كان واهم فهاهي عدواة اكبر نشأت في قلوب تلك الفتيات النقيه لأنهم من دفعوا الثمن ...!
كان يجب ألا يسمح بما حدث يوقف تلك العداوة التي تربعت في قلب أولاده وترتب عليها كل ماحدث لينظر بشفقه الي حور وفرح بينما دفعت كل منهما ثمن إثم لم تقترفه
اتجهت تلك المراه ذات الجسد الصخم تجاه فواز ما أن دخل الي المنزل قائله  : حمد الله علي السلامه ياحاج
اوما لها فواز قائلا : خدي حور ووهج وفرح لفوق وشوفي طلباتهم يا أم محروس
هزت المراه راسها واتجهت الي الفتيات بترحيب لتتجه حور للاعلي بصمت بينما نظرت وهج الي عيون فرح التي ملئتها الدموع وهي تربت علي كتفها بأسف لم تستطيع نطقه قبل أن تحمل طفلها وتتجه للاعلي
دخلت حور الي تلك الغرفه الواسعه والغريبه عنها وسرعان ما تجددت بداخل عقلها تلك الذكريات التي بقيت بها مع سليم بتلك الغرفه الغريبه عنها أيضا ....!  تسارعت الأحداث أمام عيونها ومرت تلك الصور والأصوات لتتسارع انفاس حور التي هزت راسها اخيرا وطردت كل تلك الذكريات التي كانت الأكثر صخبا في كل ذكريات حياتها الهادئه والتي لم يكن بها شيء يذكر طوال السنوات التي بقيت بها أسيرة جدران المنزل  ...
!
...........
.....
تحرك فارس وفهد بخطوات قلقه في ممر تلك المشفي التي اوصي الطبيب بضرورة دخول عدنان إليها بعد أن تأزمت حالته كثيرا ....تنهد رسلان مطولا وهو يحاول ابعاد عيناه عن فهد وفارس بينما خانه قلبه واراد أن يربت علي كتفهم ويشد من عزمهم بتلك اللحظه فهم بالنهايه اولاد اخيه ولكنه تراجع ليبعد عيناه ويتطلع الي سليم الذي استند الي الحائط بصمت وحاله كحال أبيه لايدري أن كان عليه أن يطيع فوران الدماء بعروقه وينقض علي فارس ام يتبع نزعته الرجوليه ويقف بجواره في هذا الموقف
نظر سليم ورسلان الي الطبيب الذي خرج ليسرع إليه فهد وفارس ويتبعهم سليم ورسلان
أخبرهم الطبيب أن عدنان موضوع بغرفه العنايه المركزة لتلتاع نظراتهم بقلق علي ابيهم
هتف رسلان بقلب لهيف وقد اهتزت كل ثوابته حينما شعر باقتراب مرارة فقد أخيه لتزول كل مرارة العداوة ولا يحل محلها شيء إلا الاخوه التي بينهم  : عاوز اشوفه ....عاوز اشوف اخويا
هز الطبيب رأسه : لمده دقيقه واحده وبدون ما تتكلم معاه
اوما رسلان ليقول فهد وفارس : واحنا كمان عاوزبن نطمن عليه 
هز الطبيب رأسه : يخرج البيه الاول وبعدين كل واحد فيكم يدخله دقيقه
دخل رسلان ببطء الي غرفه أخيه الممدد فوق الفراش وطنين تلك الأجهزة الموصوله بجسده يقطع صمت الغرفه الموحش .....
وقف فارس في مقابله سليم ليشيح سليم بعيناه  بعد ان رمقه بنظره كارهه لم يتواني فارس عن النظر إليه بنفس النظره وهو يهتف بغضب اهوج : صبرت سنين عشان تاخد تارك وفي الاخر اخدته من اختي يا ندل ياسليم
توهجت النيران بعيون سليم بينما التفت فهد بحده الي فارس ....لا يتخيل أن ينطق بشيء وهو في هذا الموقف بل ينطق ويستفز سليم الذي لم يتواني لحظه عن الانقضاض علي فارس ليدفعه بعنف الي الحائط خلفه ويطبق علي عنقه مزمجرا : وهو مين خلاني ابقي ندل وجبان ..انت يا غدار يا ندل اللي عملت فينا كلنا كده لما غدرت وخطفتها ....انت اللي بدأت وكمان جاي تتكلم عن الندالة
اسرع فهد يحاول تخليص فارس من قبضه سليم بينما وقف فارس باستلام فهو يريد من نيران قلب سليم أن تبرد بأي طريقه لذا لا يريده صامت بل يريده أن يضربه ويفعل ما يريد به لتهديء النيران بقلبه ....ارعن ومتسرع ولكن هذا هو طبعه ...بينما فهد بالرغم من أنه الأصغر إلا أنه عاقل عكس فارس تماما
امسك فهد بيد سليم هاتفا : سيبه يا سليم
زمجر سليم بغضب وهو يزيد من قبضته علي عنق فارس الذي خرجت كلماته من بين أنفاسه الاهثه : سيبه يا فهد ....خليه يبرد ناره
زم سليم شفتيه ولم يرد شيء إلا اخراسه ليجذبه ويدفعه مجددا الي الحائط صارخا : اخررررس ...أخرس خالص بدل ما اخلص عليك
حاول فهد تخليص أخيه مجددا هاتفا برجاء : سيبه يا سليم ....مش وقته اللي بتعمله ...يستاهل القتل بس مش وقته
استعاد سليم عقلانيته ولكن قبل أن يترك عنق فارس كان صوت فواز يتعالي من خلفه بينما اسرع الي المشفي ما أن عرف بما حدث من اتصال رسلان ليترك الفتيات ولا يقل لهم شيء ويسرع الي المشفي الموجوده بالبلده المجاورة
وقف فواز مصدوم وهو يري مجددا أحفاده يحاولون قتل بعضهم : سليم ...!
ترك سليم فارس الذي وضع يده علي عنقه يحاول التقاف أنفاسه بينما فواز ينظر لهم بخيبه رجاء وهو يهز رأسه بأسي قائلا : مفيش فايده. ...... لسه بعد كل اللي حصل عاوزين تقتلوا بعض ....
زفر سليم دون قول شيء بينما نكس فارس رأسه حينما نظر له فهد بغضب فهو السبب بكل شيء
اتجه فواز إليهم موبخا بسخط :بتعملوا اييييه في بعض  .... لسه عاوزين تقتلوا بعض .....
انتوا ولاد عم ..... دمكم كلكم واحد ......ايييييه ناسين كنتوا ازاي مع بعض زمان يا احفاد الهاشمي ...كنتوا في ضهر بعض مكنتوش أعداء
فرك سليم رأسه قائلا بعنفوان : هو اللي نسي الدم اللي بينا لما خان وغدر وخلاني اعمل زيه وابقي ندل
بشجاعه اوما فارس قائلا : عندك حق انا السبب... انا كنت ندل وجبان.. بس غصب عني.. كنت بحبها ومش شايف قدامي غيرها وعمي عاند معايا ومحدش فيكوا وقف معايا ....فاكر ياسليم كلمتك اد ايه تقف معايا . ...وانت ياجدي كل اللي قدرت عليه انك تقولي اسمع كلام عمك ....محدش فيكم فكر يقف معايا ويكلم عمي
زجره سليم بغضب : تقوم تخطفها ؟!
هتف فارس بضياع : غصب عني ....خوفت تضيع مني
فرك فهد وجهه قائلا : كفايه تبريرات يا فارس ...اسكت خالص عشان مفيش حاجه هتقولها هتغير اللي حصل ...اسكت وخلينا في ابوك العيان
وبالفعل كان محق ليسود الصمت لحظات قبل ان يسرعوا تجاه رسلان الذي خرج بوجهه ممتقع لرؤيه حاله أخيه بينما فطر قلبه وهو يترجاه أن يسامحه  ....ليتذكر حينما فتح عدنان عيناه ببطء ورأي نظرات أخيه القلقه عليه  بينما يسأله  : عدنان...سلامتك الف سلامه عليك ؟
قال عدنان بيأس : ياريتني موتت
هز رسلان رأسه بقلب لهيف : بعد الشر عليك .....لية بس بتقول كدة.... عاوز تكسر ضهري من بعدك... احنا ملناش غير بعض لولا الشيطان اللي دخل بينا
هز عدنان راسه بأسي : ابني السبب !!
اوما رسلان قائلا وهو يغالب الخوض مجددا في عداوة السنوات التي فرقت بينه وبين أخيه : خلاص ياعدنان اللي حصل حصل... وارادة ربنا يكون للعيال نصيب في بعض وانا ندمت الف مره اني  كنت واقف في طريقهم....... تنهد وتابع : لو كنت وافقت مكنش حصل كل ده
تهدجت انفاس عدنان وهو يستمع إلي كلمات أخيه السمحه كما طبعه : انت اللي بتلوم نفسك يا رسلان .....امال انا اعمل ايه في نفسي وفي ابني ؟!
ربت رسلان علي يده قائلا : متعملش اي حاجه ....سيبه ليا انا هربيه من اول وجديد ....
اغمض رسلان عيناه لحظه قبل أن يتنهد قائلا : مش هكذب عليك واقولك اني نسيت .... انا كان قلبي قايد نار علي وهج طول السنين دي  وكنت عاوز اشرب من دم فارس عشان ناري تبرد بس لما شوفتها وشوفت ابنها نار قلبي بردت ..... هز رأسه وتابع : ابنك بالرغم من اللي عمله إلا أنه حطها في عنيه وده كلامها وعشان كده انا هحاول انسي  .....
نظر عدنان إلي رسلان برجاء : من قلبك يا رسلان
اوما له رسلان : من قلبي يا عدنان ....احنا اخوات وابنك ابني .....غلطته كبيرة اوي بس هنغلط اكتر لو فضلنا معاندين بعض ومكملين في العداوة والعيال اللي هتدفع التمن .....فرح وحور ملهمش اي ذنب يدفعوا تمن غلطه فارس
ارتاحت ملامح عدنان للحظه قبل أن يتابع رسلان بغيظ نابع من داخله  : اينعم هنسي بس ده ميمنعش اني ناوي اربي فارس من اول وجديد
سعل عدنان قائلا بتعب : اعمل فيه اللي يريحك ....انا كل اللي يهمني دلوقتي حور..
قال رسلان بهدوء : اطمن ....حور في عنيا... والله لو عارف ان سليم هيأذيها ولو بكلمه ماكنت خليتها علي ذمته لحظة... اصبر ياعدنان ومسير الامور تتحسن
هي هتهدي وتفهم وان شاء الله نرجع عيله واحده
............
....
طرقت وهج باب غرفه حور ودخلت لترفع حور عيناها إليها باستغراب لم تنكره فهي لاتعرف تلك الفتاه التي تمسك بيدها هذا الطفل الصغير تريده أن يتعرف علي عائلته ويكبر بوسطهم
تعلثمت وهج وهي تبحث عن شيء تقوله لحور بعد أن وجدت قدميها تقودها اليها : انا مش لاقيه كلام أقوله ....انتي وفرح اتظلمتوا من غير ذنب ومش بس انتي وفرح لا سليم وفهد كمان اتظلموا ....
هزت راسها وتابعت بندم :  كلكم دفعتوا تمن غلطتي انا وفارس
كانت حور تتابع تلك الكلمات بعيون باهته بينما بداخلها لم تكن تريد بتلك اللحظه سماع شيء عن أخيها الذي دمر حياه الجميع بلحظه انانيه منه وكل ما فكرت به هو اجابه لسؤال راودها كثيرا حينما كانت مختطفه تحت مسمي الزواج
: رضيتي ازاي ؟!
نظرت وهج مطولا الي حور التي نطقت تلك الكلمات بشتات ماثل شتات افكار الجميع لتحاول هي الأخري ايجاد اجابه لهذا السؤال
لتخرج كلماتها ضائعه وهي تحاول شرح مشاعرها وافكارها التي كان الزمن اكبر مداوي لها والسبب الأكبر لرضاءها لتهز راسها اخيرا وتنكسها قائله باعتراف : حبه ليا خلاني ارضي
ابتلعت حور ببطء ولم تجد وهج شيء آخر لتقوله
لتنظر الي سليم وتلمع الدموع بعيونها قبل أن تأخذه وتخرج بخطوات سريعه عائده الي غرفتها لتنفجر بالبكاء بينما شعرت بمقدار عدم تقبل من حولها لها واولهم حور ولكن فرح لم يكن هذا شعورها لتطرق باب غرفه اختها وتدخل .....نظرت وهج الي فرح التي كبرت كثيرا وتغيرت خلال تلك الأعوام لتفتح لها ذراعيها وتضمها باشتياق كبير
ربتت وهج علي كتف فرح قائله : هيصالحك يافرح ...واضح من كلامك أنه بيحبك
هزت فرح راسها وامتزج صوتها بالبكاء : مش بيحبني ولا حاجه .... ده حتي مفكرش أنه يقولي اي حاجه وسابني امشي ...ازداد بكاء فرح وتابعت وهي تهز راسها : انا اللي ساذجه وغبيه ...حبيته وعملت نفسي مش واخده بالي هو اتجوزني ليه اصلا ..
مسحت دموعها بظهر يدها وتابعت : ياريتني ما وافقت اتجوزه ولا كنت شوفته
تأثرت وهج لوحه قلب اختها لتقول بحنان : كفايه عياط يا فرح .... حقك عليا انا السبب
هزت فرح راسها : انتي زيي وزي حور بالضبط مالكيش أي ذنب
..........روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

اختطفها ولكن ..!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن