الثاني عشر

24.6K 826 32
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
.....خرج سليم بخطوات هادئه ليجدها قد نامت وهي مازالت ممسكه بالهاتف الذي أخذه برفق من يدها وعدل من وضع الوساده اسفل راسها واطفيء الانوار حولها ثم جلس بجوارها علي طرف الفراش يتطلع إليها وكل انش بداخله يطالبه أن يأخذها بحضنه وينام هو الآخر ويرتاح متأمل أنها ستصفو وتسامح ....!
تردد كثيرا وتأرجح قراره مثلما تأرجحت جفونه إرهاقا يفكر هل ينعم بجنه قربها منه و ينام بجوارها ام يظل مبتعدا حتي لا يخيفها منه ليبقي وقت طويل مستيقظ يمتع عيناه بالنظر إليها حتي تهاوت جفونه وهو مازال جالس بجوارها علي طرف الفراش .....
..............
....
نظرت فرح الي وهج لتنظر كلاهما الي وفاء التي عادت كلماتها بحزم : بتبصوا لبعض كده ليه بقولك انتي وهي يلا علي البيت معايا
فتحت وهج فمها لتعترض : بس ياماما ....جدي
زمجرت وفاء بحنق : بلا جدك بلا عمك. ....بقولك امي
غص حلق وفاء بالرغم من وقفتها الثابته أمام أبنتيها لتقاطع اي حديث ستقوله وهج وهي تهتف بها : اياك تقولي حاجه .....انا سنين وقلبي محروق علي بعدك ومش هتبعدي عني تاني ....هاتي ابنك ويلا
لمعت عيون وهج بالدموع وسرعان ما ارتمت في حضن والدتها تبكي وهي تقول بنشيج : غصب عني يا ماما .....والله غصب عني
ربتت وفاء بحنان علي كتف ابنتها وضمتها إليها طويلا لتنساب دموع فرح بصمت وهي تنظر إلي اختها ووالدتها
مسحت وفاء دموع ابنتها وقالت بحنان : متعيطيش .....يلا يا حبيتي هاتي ابنك وخلينا نرجع البيت ....وحشتيني اوي ياوهج وعاوزة اتكلم معاكي كتير  واخدك في حضني
أومات وهج بحنين جارف لوالدتها لتتجه الي الدرج مسرعه تجمع اشياءها ....التفتت وفاء لتنظر  الي فرح التي بقيت واقفه امامها لتقول باستنكار : واقفه ليه يافرح ....يلا يا بنتي جهزي نفسك عشان نرجع البيت
أومات فرح دون جدال فلماذا تبقي من الأساس .....
عقد فواز حاجبيه حينما عاد ووجد وفاء تهم بأخذ بناتها ليقول باستنكار : واخده البنات علي فين ياأم سليم
قالت وفاء بثبات ؛ بيتهم
هدر فواز باستهجان : وهنا ايه ؟!
هزت وفاء كتفها : هنا بيتك يا حاج ....بناتي مكانهم بيت ابوهم ولو انت حكمت علي ولادك فحقي انا كمان احكم علي ولادي ولا كمان هتحكم عليا تاني بنتي تفضل بعيد عني
كان فواز علي وشك الغضب ولكنه تراجع وهو يتذكر أنها مجرد ام قلبها محترق علي ابنتها التي انتزعت من حضنها لسنوات ليقول برفق : اهدي و تعالي يلا ام سليم نتكلم
نظرت له وفاء برفض لتقول بانفعال : نتكلم في ايه  ياحاج.....نظرت له باتهام وتابعت :  في ان بناتي كل واحد من احفادك لعب بيهم
عقدت حاجبيها وتابعت بسخط : حكمت قبل سنين أن وهج تفضل بعيد عني ومحكمتش أن ابن عدنان يرجعها وسط أهلها بعد عملته ودلوقتي حكمت تاني علي فرح
ازدادت نظرات الاتهام بعيونها وهي تتابع :
عاجبك اللي فرح فيه ....اهو احنا نفذنا كلمتك وادينا البنت التانيه لابن عمها زي ما انت حكمت واتجوزت تخليص حق واهو سابها وكسر قلبها
هز فواز راسه هاتفا : مين قال كده.... فهد هيرجعها !
لوت وفاء شفتيها بسخط ووعيد قائله : يبقي يشوف مين هيرجعاله ....انا بناتي مش لعبه في ايد حد
اوما فواز قائلا : حقك ياأم سليم تخافي علي بناتك بس بلاش تقسي عليا اوي كده .... انا كنت عاوز صالحهم
نظرت له وفاء بعدم رضي : صالحهم في ايه ....لو من الاول حكمت علي فارس يرجع البنت ونجوزهاله حسب الأصول مكانش كل ده حصل
غص حلق فواز لصحه كلامها لتتابع بسخط أشد : بس انت اخترت مصلحه ابن عدنان
قالت فواز بدفاع عن موقفه : خوفت عليه وعلي رسلان خوفت رسلان أو سليم يتهور ويقتله
هتفت وفاء بحنق : وهو مكانش يستاهل القتل علي عملته
صمت فواز ونظر لها يبحث عن كلمات لتنظر له وفاء شزرا : اهو سكتت ياحاج عن قول الحق
هز فواز راسه قائلا : فات اوان العتاب ياأم سليم  .. خلينا في دلوقتي
زفرت وفاء بحنق : ماشي ياحاج ...دلوقتي انا هاخد بناتي وحقي وحق ابوهم احنا نشوف مصلحتهم
اقترب فواز منها وقال بأعتذار : حقكم ...وانا مش ناوي اعمل حاجه الا الحق وعشان كده اخدت البنات ....
لو مكنتش عارف أن كل واحد فيهم هيعرف قيمه مراته  كنت حكمت عليه يطلقها ....إنما أنا عارف انهم هيرجعوا راكعين وكل بنت تاخد حقها
اشاحت وفاء بوجهها وهتفت بتهكم : ومن بين الراكعين سليم كمان ...التفتت له وتابعت بانفعال : عاوزه يركع لبنت عدنان
تنهد فواز قائلا بعقلانية : زي ما حور غاليه عليا سليم كمان غالي اوي ...اطمني ياأم سليم انا زي ما قولتلك كل اللي يهمني مصلحه كل واحد من احفادي ومش عاوز الا اني اشوفهم مرتاحين ومفيش راحه هتيجي من ورا العداوة ... خلي الدنيا تهدي وكفايه عداوة
لوت وفاء شفتيها وقالت بتسويف : اللي عاوزه ربنا هيكون أن شاء الله

اختطفها ولكن ..!!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن