الثامن عشر

18.1K 825 63
                                    


روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

نزل من سيارته واصطدم بأدم واقف أمام حور التي كانت تتراجع تلك الخطوة ...!
اشتعلت النيران بعيون سليم حينما رأي ادم بالقرب منها  ودون ادني تفكير كان يندفع ناحيتهم بينما وقفت مني بعيون لمع بها التشفي والانتصار وقد حدث كل شيء كما تمنت دون ترتيب منها .....بعيون متسعه تراجعت حور خطوة للخلف وانفلتت من شفتيها صرخه خائفه حينما ارتد ادم للخلف أثر لكمه قويه من سليم القوية الذي انقض عليه بقوة غاشمه وسرعان ما امسك به وهو يترنح للخلف ليطبق بتلابيبه يكيل له اللكلمات الغاضبه بلا توقف... حاول ادم ان يرد اللكمات ولكنه وقع علي الارض بالتاكيد فسليم اقوي منه بكثير وقد اعماه الغضب ولم يشعر بدماء ادم التي تناثرت علي يده لتصرخ حور وهي تحاول ابعاده عنه : سبيبه ياسليم هيموت في ايدك
دفع سليم يدها بعيدا عنه وعاد ليضرب ادم بقوة
ليركض حارس البوابه علي صراخ حور يحاول أبعاد سليم عن ادم الذي غرق بدمائة... ابعده سليم عنه مزمجرا : ابعد ياعوض...
ابتعد الحارس علي مضض لتقترب منه حور التي غرقت بدموعها لتقول برجاء ممزوج بخوفها... سيبيه ياسليم هيموت
رمقها سليم بنظرات غاضبه ظنا منها انها تدافع عنه...ليسدد له بعض الركلات منفثا عن غضبه وغيرته المشتلعه ... اندفعت فرح من الداخل علي تلك الأصوات وخلفها سعاد تهرول بفزع .....ركضت فرح نحوهم فتنصدم بمنظر ادم لتقول ; سليم انت بتعمل اية؟ ابعد عنه
لم يجب سليم عليها وانقض علي ادم مجددا بغل لتمسك فرح بكتفه وتحاول إيقافه وإبعاده عن ادم : كفايه يا سليم
نفض سليم يداه من دماء ادم وزمجر به بصوت مرعب : لو قربت ناحيتها مره تانيه هخلص عليك
قال كلماته والتفت تجاه حور بعيون احمرت أوردتها من الغضب واندفع ناحيتها
نظرت فرح لهيئة حور المرتعبه حينما جذبها سليم بقوة من يدها يأخذها الي سيارته مزمجرا : تعالي معايا
لتركض نحوه تحاول إيقافه: .. سليم.. سليم استني..
ابعدها سليم عنه وتابع جذب حور من يدها التي حاولت نزعها من يده القويه التي أطبقت عليها دون جدوي ليتابع سحبها تجاه سيارته التي دفعها بداخلها فتنفلت من حور صرخه متألمه من التواء كاحلها المصاب ولكن سليم لم يسمع شيء بينما تعالي ضجيج غيرته الهوجاء
صرت اطارات السيارة صريرا قويا وهو يندفع بها خارجا لتهتف فرح بسعاد والحارس أن يسرعوا لمساعده ادم للنهوض وقلبها يتقافز رعبا من تفكيرها بغضب سليم من حور تفكر ماذا حدث ليجعله يضرب ادم بتلك الطريقة
: ايه اللي حصل ؟
هزت مني كتفها بصمت بينما قالت سعاد : مش عارفه ياست فرح ....انا سمعت الصوت
هتف عواد وهو يضع ذراع ادم حول كتفه ليساعده علي النهوض : مفيش حاجه ده سليم بيه لسه واصل من دقائق بعد ما ادم بيه دخل
نظرت فرح لارتباك مني هاتفه : قولي انتي ايه اللي حصل ؟!
قالت مني بتهرب : معرفش
زمت فرح شفتيها وأشارت لعوض : خلي سواق عمي يوصل ادم بيته وارجع بسرعه ياعوض
اوما الرجل وسار بأدم تجاه السيارة بخطوات متعثره .
فركت فرح يدها بتوتر بينما تدرك أن ماحدث لن يمر مرور الكرام أن عرف فهد بأخذ سليم لحور بتلك الطريقه لتلتفت الي سعاد ومني قائله : محدش فيكم يقول حاجه عن اللي حصل قدام عمي أو فهد
أومات سعاد دون تفكير بينما لمعت نظرات الخبث بعيون مني وهي تلوي شفتيها بحقد تجاه تلك التي تعطيهم الأوامر لتوليها ظهرها وتتجه الي الداخل
..........
...أخذ صدر حور يعلو ويهبط من فرط انفعالها لترتجف يدها وهي تتطلع الي سليم الذي انطلق بالسيارة بسرعه غير مبالي بتخبط اطاراتها بقوة فوق تلك الأرض الغير ممهده .....حاولت حور التحدث أو نطق شيء : سليم محصلش حاجه .....ده ده ....ده .. معرفش ادم جه ل....
تعلثم لسانها وهي لاتجد سبب لوجود ادم بهذا الوقت وهي بالأساس لم تمهله الوقت لنطق شيء يبرر وجوده لتتكهرب ذرات الهواء بينهم من انفاس سليم الحارقه الذي نفثها وهو يهدر بها يخرسها : متنطقيش اسمه قدامي ...
خافت حور وتراجعت بوجل من نبرته التي اخافتها بينما ضربه لادم بتلك الوحشيه بلا سبب تجعل أوصالها ترتعب لتتلفت حولها بخوف عاد يدب في قلبها من ناحيته :
انت رايح فين ...؟!
لم يجيب سليم الذي استدار بالسيارة بنفس السرعه ليصطدم كتف حور بالباب بجوارها
لتصرخ به : بقولك انت واخدني فين ؟!
ظل صامت وهو يفرغ غضبه بالقيادة لتهدر حور بغضب : 
انطق واخدني فين ؟!
التفت لها سليم وقد تملك منه الجنون ليقول بدون مراوغه :  هرجعك البيت
استنكرت كل ملامح حور برفض بينما عاد لنفس نهجه البربري واختطفها مجددا :  تاني هتاخدني غصب عني  ؟!
هزت رأسها برفض قاطع : لا ...لا ....وقف العربيه ورجعني البيت ...
هتف سليم بها بصوت قاطع : لا ...لا مش هرجع البيت ده تاني
هزت حور راسها بينما تجددت تلك الذكريات البغيضه بذاكراتها سريعا ومحت تلك الطمأنينه التي بدأت تتوطن بداخلها ناحيته لتطفر الدموع من عيونها وهي تقول بندم : انا غلطانه اني وثقت فيك تاني .... انت بتخوفني منك تاني ....رجعني البيت
هز سليم رأسه وتابع طريقه مزمجرا بحنق  : لا ...واسمعي الكلام ياحور .. قولتلك لا يعني لا مش هرجعك هناك تاني
دون إرادتها انسابت الدموع من عيونها ليضغط سليم مكابح السيارة سريعا ويلتفت إليها بعتاب لايعرف أن كان له حق به ام لا ولكن الا ترتفق بحاله ليقول لها بحنان ممزوج بوعده لها  : حور انا مش هضايقك وكل اللي انتي عاوزاه هعمله بس في البيت ....
هزت حور راسها وواجهته بعيونها الباكيه :  كداب
هز رآسه ونظر لها برفق وهو يمد يداه ليمسح دموعها قائلا : مش بكدب وحياتك عندي مش بكدب ....انا
عارف ومقدر احساسك بس انتي كمان قدري احساسي
مش هتحمل ابدا حاجه زي دي تحصل تاني
هزت راسها ببكاء : محصلش حاجه افهم بقي
اشاح بوجهه الغاضب وعاد ليدير السيارة ويدلف بها الي الطريق الفرعي حيث بنهايته ظهرت بنايه ذلك المنزل المهيب الذي مجرد رؤيتها له تعيد لها كل الذكريات السيئه ليزمجر بها بغضب : مش فاهم غير دمي اللي بيغلي وانا شايفه واقف معاكي ....جز علي أسنانه وهو يتابع :  اسمعي كلامي وطاوعيني وارجعي معايا بدل ما تخليني اقتله
نظرت له بذهول من عنفوان تهديده : انت اكيد مجنون
هتف بسخط وغضب وهو يضغط بيده علي ذلك البوق دون توقف ليقفز حارس البوابه من مكانه ويسرع يفتح البوابه الحديديه الضخمه  : قولي اللي انتي عايزاه وجنان بجنان لو متطلعتيش معايا برضاكي هشيلك وهطلع بيكي انا غصب عنك....اسمعي الكلام و طاوعيني ومتجننيش اكتر من كده
هزت راسها بعناد : لا
رفع سليم حاجبه بغضب : انتي عنيده وانا رأسي حجر ولو فضلنا طول الليل نتخانق مش هتخرجي من بيتك تاني
هتفت حور بأسي وهي تهز راسها  : قولتلك مش بيتي ....مش بيتي ....ده بيت أهلك.... بيت الراجل اللي خطفني.... كل حته في البيت ده بتفكرني باللي حصل
الاوضه دي مش هرجع ليها تاني مهما تعمل
وضعته بزاويه مغلقه بكلماتها التي يعيها وكان لا ينتوي أن يعيد إليها اي من تلك الذكريات ابدا ولكن كل شيء حدث أجبره علي تلك الخطوة وإعادتها قسرا ....لا يستطيع الصمت أو احتمال اي حل اخر بعد رؤيه ادم بجوارها ....
فرك سليم وجهه بانفعال والتفت لها بتحذير  : ده اخر كلام عندك
تمسكت حور بباب السيارة وهي تهز راسها : اه..
مش هتجبرني علي حاجه تاني ...
التفت لها سليم وهو يزفر بحنق محاولا التمسك ببقايا اعصابه التالفه : مش هجبرك وعد مني مش هجبرك علي اي حاجه انتي مش عاوزاها بس اطلعي معايا
هزت حور راسها وظلت ممسكه بباب السيارة بجوارها  ليزم سليم شفتيه ويفتح باب السيارة بجوارها
وينزل وهو يضرب الأرض بقدمه بغضب
انتفضت حور علي صوت اغلاق باب السيارة حيث نزل سليم وصفقه خلفه بعنف لتنتفض مجددا حينما فتح الباب ناحيتها وقبل أن تفتح فمها كان يجذب يدها ليخرجها من السيارة هتفت حور برفض وهي تحاول تثبيت ساقها بالأرض : اوعي سيبيني
زفر مجددا بحنق شديد وسرعان ما انحني عليها بقامته المديده ليكبل جسدها بجسده ويحملها
تحركت حور بعنفوان من بين ذراعيه التي أحاطت بها وهي تصرخ به وتلكم كتفه : اوعي نزلني
لم يستمع لها وسار بها بضع خطوات وسط مقاومتها ليهتف بها بحنق من بين أسنانه لتصمت بينما يحاول أن يتجلد باحتمال نظرات الحارس له : اسكتي احسنلك ياحور
هزت راسها بحنق : مش هسكت ...نزلني
ضاق سليم بمقاومتها ليتوقف مكانه وينزلها من بين ذراعيه ولكن قبل أن تتحرك كان يقبض علي يدها ويسحبها خلفه مزمجرا بوعيد  وهو يري تألم ملامحها من السير بتلك الطريقه الهمجيه التي يسحبها بها خلفه  : انتي اللي اختارتي ...وريني هتمشي ازاي
.....
عقدت وفاء حاجبيها علي صوت هذا البوق المتعالي بالخارج لتشير الي الخادمه : بت يا ذكيه في ايه برا
اطلت الخادمه برأسها خارج الباب الزجاجي ثم التفتت الي وفاء قائله : دي عربيه سليم بيه
أومات وفاء وهزت كتفها بينما لم تتوقع أن هناك شيء .... ولكن بنفس اللحظه كانت ذكيه تشهق لتلتفت إليها وفاء : في ايه يا بت ؟!.
قبل أن تشبع ذكيه فضول وفاء كانت تخرس وتسرع مبتعده من أمام الباب حينما اطل سليم بخطواته الغاضبه وهو يسحب حور خلفه ....قامت وفاء وعقدت حاجبيها باستفهام : في ايه يا بت ...انطقي ؟!
بكت حور من الم ساقها ومن الم معاملته الفظه معها لتحاول نزع يدها من يده ومن بين شفتيها تنفلت كلماتها المتوجعه : اه يا سليم ....رجلي مش قادره امشي
بالتأكيد توقف مكانه بينما هي آخر من يريد اذيته
ولكنها لا تراعي تلك النيران المشتعله داخل صدره غيره عليها ....كل ما أراده هو أن ترضي بأن تكون أمام عيناه ليهديء وبدلا من هذا تستفزه برفضها
زم شفتيه وهتف بها بغيظ من بين أسنانه وهو يميل عليها ويحملها : يبقي تسمعي الكلام من الاول
حاولت مقاومته ولكنه احكم ذراعيه حولها وهو
يدلف بها الي المنزل ليسير قاطعا البهو .....عقدت وهج حاجبيها بدهشه شديده بينما كانت تنزل الدرج وتري هذا المشهد لتقول باستغراب : سليم ....في ايه مالها حور ؟!
لم يجيب بل تابع خطواته الي الدرج صاعدا الي غرفته التي دفع بابها بساقه ودخل إليها لينزل حور برفق وقبل أن تفكر في الهرب كان يسرع امامها ويغلق الباب بالمفتاح ويضعه بجيبه ..
..........
...اتجهت وهج الي وفاء التي وقفت مكانها تشاهد ما يحدث بعدم فهم : في ايه يا ماما ؟!
ايه اللي حصل ؟!.
هزت وفاء كتفها : معرفش
..........
....عقد سلطان حاجباه وهب من مكانه بهلع
حينما دخل عوض وهو يسند ابنه ادم الغارق بدمائة... اية اللي حصل ؟
قال الحارس باقتضاب : اتخانق مع سليم بيه
زم سلطان شفتيه فما خشاه قد حدث ولابد ان ادم قد فعل شئ نكر حتي يفعل به سليم هذا ليأمر أحد رجاله  بحمله للاعلي واستدعاء الطبيب الذي ضمد جراحة وجبر يده ...
ظل ادم صامت بعد انتهاء الطبيب ليندفع اليه سلطان مزمجرا بغضب : عملت اية خليت سليم يعمل فيك كدة.... اوعي تكون جبت سيره مراته
نظر له ادم بسخريه قائلا : مراته .. دلوقتي بقت مراته ...مش هو ده اللي خطفها واتجوزها غصب ....
اطلق سلطان السباب من بين شفتيه  : وانت مالك ....تخصك في ايه دلوقتي ؟!
قال ادم بغضب :  مش بنت عمي ....البت الخدامه قالت إنه بيضربها وانا مقدرتش اسكت ....هو حلال ليه يخطفها وهي خطيبتي وتجوزوها ليه وانا حرام ادافع عنها ..... قاطعه ابيه : أخرس... دي مراته عارف يعني اية مراته...مالك انت باللي بينه وبينها
ازاي تتجرأ وترفع عينك فيها بعد ما بقت مرات راجل غيرك وتقول بتدافع عنها  ....
وبعدين لما انت راجل اوي كدة موقفتش قدامه لية يومها واخدتها منه بدل مانت رايح زي ال..... تقول بتدافع عن مراته قدامه  ... نظر اليه باشمئزاز : أخص عليك وعلي تربيتك... والله لولا انك ابني كنت انا خلصت عليك بأيدي ...
لم يستمع سلطان لدفاع ادم عن نفسه واعتبره مخطيء وانتهي الأمر ....
.........
.

اختطفها ولكن ..!!Where stories live. Discover now