الفصل الثامن

28.2K 1.2K 122
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تعالي صدرها صعودا وهبوطا بينما تساءلت للحظه هل أشعلت براكين الغضب الذي يكبحه سليم بداخله والذي بدأت نيرانه تنعكس بنظراته التي التقت بعيونها التي املئتها دموع الفصل والقهر بينما لم تكن بحاله تسمح لها بحساب رد فعل تصرفاتها سواء كانت متهورة أو لديها حق بها
فلم تشعر بنفسها الا وهي تنفجر بانهيار جعل سليم يقف عاجزا امامها وهي تهتف ببكاء شديد مفجره كل مافي قلبها من حزن وكمد وقهر :  انت فاكر لما تقولي ان كلهم سابوني وان ده الأمر الواقع هرمي نفسي في حضنك ولا هشوف ندالتهم وشهامتك ......
اندفعت ناحيته بدون ادني خوف منه بعد أن حجبت الدموع رؤيتها لتمسك بذراعيه وتصرخ به  : كلكم زي بعض .....انت ندل زيهم ....انت اللي خطفتني واتجوزتني بالغش والخداع .....ومش بس كدة انت جاي دلوقتي  بدم بارد تقولي اقبلي حياتك عشان دي أمر واقع.....
واجهته بعيون كارهة نافره :  مش عاوزة امرك الواقع ولا  عاوزة حياه زي دي.....مش عاوزة اعيش معاك في سجن تاني .....انتحبت وهي تكمل باقي كلماتها بينما تراخت قبضتها علي ذراعه وهي تهز راسها بيأس :  مش دي حياتي اللي استنيت السنين دي كلها عشان اعيشها
ساحه من التعبيرات ارتسمت علي ملامح سليم الذي تفاجيء بانهيارها بتلك الطريقه لتلجم كلماتها لسانه فيقف امامها عاجز عن قول شيء .... لتخرسه تماما بما نطقت به تاليا باتهام شديد وهي ترفع عيناها الباكيه إليه :  طالما عاوزني اقبل الأمر الواقع .... مقبلتهوش انت ليه باللي حصل لاختك وفضلت سنين مستني تاخد تارك ...!
انخرس لسانه وشعر بالعجز التام بينما ألقت بوجهه تلك الحقيقه لتتابع حور وهي تهز راسها بينما مازالت بنفس الانهيار الذي أنهك قواها فخرجت نبرتها ضعيفه منكسرة وكأنها تحدث نفسها : انا كنت في سجن بسبب العداوة اللي بينكم ...سجن استنيت اخرج منه مش أخرج علي سجن تاني
قال سليم بنبره معذبه بينما تمزقت أوصاله شفقه علي حالتها التي وصلت إليها ووقف عاجزا عن الرد او حتي التهوين عليها بعد أن فسرت كلامه أنه يزيد من عذابها بينما كل ما فكر به أن برضاها سترحم نفسها من هذا العذاب ولكنه لا يدري أن الرضي ليس بتلك السهولة
:  انا مش ساجنك
رفعت حور عيناها المتورمه ناحيته بهجوم :  امال انت ايه ؟!..اييييه رد عليا ؟!!!
نظر لها دون قول شيء لتضع يدها علي وجهها وتجهش مجددا بالبكاء  فلم يحتمل الوقوف وسماع بكائها  لينصرف بخطوات عاجزة ....
.........
...
نزلت فرح صباحا بجوار فهد لتبتسم بوجهها الهادئ لعدنان قائلة : صباح الخير يا عمي
ابتسم لوجهها البشوش قائلا  : صباح الخير يابنتي
جلست فرح لينظر فهد الي لمحه الحزن التي لا تفارق وجهه أبيه بينما لم يمس طعام الإفطار الذي بدأت فرح بجمع اطباقه مع الخادمه ليلتفت فهد الي عدنان قائلا : ايه رايك نروح النهارده نطمن عليها
هز عدنان راسه فالنتيجة يعرفها جيدا فحور سترفض مقابلته او مقابلة اي حد منهم ككل مرة ذهب فيها طوال الاسبوع الماضي لزيارتها ليعود خائب الرجاء..
: ليه ياحاج ..... اكيد هديت دلوقتي وهتسمعنا
هز عدنان راسه متنهدا بأسي : مش هقدر ابص في عينيها
وقد صدقت كلمات عدنان التي رددها فهد لنفسه مرارا بالرغم من محاولته رؤيتها إلا أنه لم يكن يعرف بأي عين سيستطيع النظر إليها بعد أن خذلها ...
..........
...
كانت حور ما تزال علي حالتها حينما عاد سليم بعد قليل لترفع وجهها الباكي الذي دفنته في الوساده حينما قال باقتضاب ؛ قومي ياحور
اشاحت بوجهها عنه ليجبر نفسه علي النطق بقراره الذي اتخذه بعد أن تملك العجز واليأس منه في إخراجها من حالتها
: قومي هرجعك بيتك !!
نظرت حور له بتوجس بينما اخر مرة اخذها لمنزل عائلتها كان فخ منه وبترتيب مع عائلتها للاجهاز عليها تماما لتجده ليهز رأسه ويشيح بعينها عنها سريعا لايريد ان تري انكساره فلم يتوقع أن يقع في حب تلك الفتاه بالذات تلك التي حفرت جلستها الحزينه امام النافذه
كاميره باحدي الروايات الخرافيه  صورتها بقلبه و امل قلبه الطامح في الفوز بالاميرة !
ولكن كان هذا مجرد خرافه أخري فابدا لن يفوز بها ..!
و هاهو باستسلام يفتح لها ابواب سجنها لتحلق بعيده عنه إن كان في البعد حياتها التي كمدت وذبلت بين جدران منزله ...
.........
اوقف سليم سيارته أمام منزل عائلتها وكم تمني لو يجد كلمه للوداع لعلها تتذكره به ولكن الخرس الذي سأله ظل ملازم له ليضيع وسط كلمات كثيرة لا تصف شيء مما يريد قوله لها عن تلك المشاعر التي انتزعتها من طيات قلبه
نزل من مكانه واتجه ليفتح الباب المجاور لها ليري ترددها ويعود مجددا الامل يضرب قلبه اليائس
حمحم وهو يقول :  انا رجعتك بيتك زي ما خطفتك منه
انزلت ساقها المرتجفه بينما سالت نفسها لماذا لا تشعر بالسعاده أو علي الاقل بالراحه بعد أن انتصرت في حربها معه وهاهي تعود لمنزلها بيده كما اخذها من بين جدرانه بيده أيضا ولكن غصبا والان يعيدها برضي لم يعرف له طريق ولكنه اضطر 
لم يتحمل رؤيتها تغادر ليبعد عيناه عن النظر إليها وهي تخطو خطوة تجاه بوابه المنزل الكبيرة ولكن قلبه لم يحتمل أن يحرم نفسه من نظره اخيره لها لتخونه شفتاه وينطق باسمها  :  حور
التفتت له ليقول وعيناه تلتهم ملامحها الحزينه والتي لم يري سواها وبقيت تلك المره الوحيده التي رآها بها في ماضي سحيق حينما خرجت لأول مرة برفقه ابيها واه من تلك المره التي اوقعته بحبها
:  سامحيني ياحور  ... كفايه تعذبي نفسك وارتاحي
راحه.....!!
هل أصبحت تلك الكلمه غريبه عنها فهاهي بمنزل عائلتها الذي عادت إليه ولكنها لا تشعر بالراحه ولو قيد انمله
لا تدري شيء بينما توقف الزمن طويلا عند اخر كلماته
فتتذكر بقايا ماحدث منذ دخولها بخطوات هائمه
.........تتذكر لهفه ودموع ابيها الذي استقبلت أحضانه وهي متيبسه كقطعه ثلج بارده وتتذكر اسئله فهد القلقه عن سبب عودتها وهي صامته وكأنها أصيبت بالخرس .....سؤال يلو الآخر ولم تكن الاجابات من شفتيها ؛:ايه اللي حصل ياحور .....سليم  عملك حاجه ؟!
: حور حبيتي انتي ساكته ليه .....قوليلي ضايقك .....قوليلي وانا هجيب لك حقك ....مجددا كلمات ووعود لم تعد تثق في أي منها لينهي والدها الحديث
: سيبها يافهد ترتاح
الراحه مجددا ......ايه راحتها ؟!
هل فارقتها  يوم فارقت هذا المنزل اول مرة ولم تعد إليها ...؟!
........روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
....
دخلت سعاد تحمل الأفطار لحور التي لم تفارق الجلوس أمام تلك النافذه التي كانت مسراها الوحيد فلم تعد تحتمل حديث أو رؤيه أحد .. فقط جالسه وحيده شارده حزينه
ربنا سعاد علي كتفها بحنان قائله : حور قومي يابنتي
عشان تفطري
هزت حور راسها :مش عاوزة اكل 
قالت سعاد بحنان : ليه يابنتي حارمه نفسك من الاكل وواقفه طول اليوم قدام الشباك 
هزت حور كتفها دون قول شيء
ماذا تفعل أو تهتم ؟!
فقد مر يومان علي عودتها وهي كما هي لا تشعر بشيء إلا الحزن .....ابيها واخيها فقط يتطلعون إليها من بعيد وكأنهم يخشون مواجهتها لتجد نفسها بسجن مرة أخري وتلك النافذه هي خلاصها الوحيد ...
ترددت فرح كثيرا في الاقتراب من حور وكذلك فعل فهد الذي حاول استجماع شجاعته واتجه إليها بعد أن أخبرته سعاد أنها ماتزال رافضه تناول الطعام
: حور
التفتت الي أخيها ليري جبال من الحزن مكدسه في نظراتها ليتقدم منها قائلا بحنان : ليه مش عاوزة تنزلي تأكلي معانا وحابسه نفسك هنا
تحول الحزن في عيونها الي كراهيه ونفور فلم تجمل كلماتها بل قالت بشراسة : عشان بكرهكم كلكم ومش عاوزة حتي اتنفس نفس الهوا اللي بتتنفسوه..... فهمت بقي لية حابسة نفسي
تفاجأ فهد بما نطقت به وانصدمت ملامحه فلم تكن يوما تعرف معني كلمه كراهيه والان تعرفها وتشعر بها تجاه عائلتها ليقول بحزن وعتاب  : لية كل الكره ده ياحور؟
قالت بمرارة : بسبب اللي عملتوه فيا واللي  سكتوا عليه... اندفعت دموع العتاب الي عيونها وتابعت بقهر : انا مش بس بكرهكم انا بكره نفسي كمان.  .. انا طول عمري لعبه في أيديكم محدش فكر يحس بيا ولا بمشاعري.. تتجوزي ادم ماشي... تتجوزي سليم ماشي..
سيبتوني لوحدي ومحدش فكر يسأل عني هعمل ايه وانا لوحدي .....كلكم كملتوا حياتكم وكأني ولا حاجه عندكم ....كل اللي كنت بتقوله ليا انك سندي وضهري كان كلام ....
حاول فهد الاقتراب منها ليضع يده علي  كتفها محاول ايجاد كلمه امام عتابها القاسي لتخرسه كما اخرست سليم من قبله ليقف هو الآخر عاجزا عن قول شيء
لتدفع حور يده عنها بجفاء وهي تهتف ببكاء : جاي لية.. وبأي حق جاي تتكلم معايا  بعد ما اتخليت عني...
تجاهل رفضها وجذبها لحضنه يدفنها به وهو يتمني لو يستطيع أن يزيل ذلك الحزن العميق بداخلها والذي تملك منها بعد أن كانوا جميعا سبب به
... لم تبادله حور عناقه وايضا لم تبعده عنها و ظلت واقفة مكانها بجمود ليقول أخيها بأسي واعتذار نبع من قلبه الواجم; انا اسف ياحور علي كل اللي حصل... بس مكنش في أيدينا حاجة نعملها
هزت راسها بعدم اكتراث فأسفه لن يفيدها بشئ الان ليطبع فهد قبله حانية علي جبينها قائلا ; حبيتي ياحور انا كنت مستعد اموت عشانك ..... ازاي تتخيلي اني ممكن اقدر اسيبك بس قدري موقف بابا انتي عارفة هو بيحبك اد اية.. واستحاله ياذيكي بس غصب عنه وعني.....مكنش قدامنا اي حل تاني كنت أنا أو سليم هنخلص علي بعض وانا كنت مرحب اموت عشانك بس بابا مكنش هيتحمل ....عشان خاطري ياحور حاولي تشوفي اننا محدش فينا ضحي بيكي .. .. انا اتجوزت فرح عشان احميكي ويبقي اخته في أيدي زي ما انتي بقيتي في ايده
نظرت له بتهكم فعن اي تضحية يتحدث لتقول بسخرية : كل ده ومحدش ضحي بيا ..... بابا بيحبني... وانت اتجوزتها عشاني... وآدم هيتجوز عشاني كمان...
صمتت لحظة ثم اكملت بغضب مرير : كلكوا اتخليتوا عني....هي دي الحقيقة اللي اعرفها
طفرت دموع القهر من عيونها ليقترب منها فهد يحاول ضمها اليها لتبعد يده وتكمل بألم : محدش فيكوا دافع عني وهو بياخدني قدام عنيكم ويتجوزني غصب .. حتي الحقير ادم اول واحد سابني وجري يتجوز .... محدش فيكوا فكر يسأل انا عاملة اية وانا عايشة مع اللي خطفني.. وللأسف سليم الندل اللي خطفني طلع ارجل منكم كلكوا علي الاقل وقف قصادكوا وصمم انه ياخدني وياخد ثاره وفي الاخر سابني ارجع ليكم عشان فاكر اني كدة هرتاح ......تنهدت بثقل وتابعت بمرارة : بس ياريتني ما رجعت .....انا ضايعه ومش عارفه انا عاوزة ايه مش عاوزة ابقي معاكم ولا معاه ....قلبي واجعني منكم كلكم ...كلكم خزلتوني
غص حلق فهد وهو يري تلك الألم التي تتحملها ليقول بأسي : انا مش هلومك ياحور عندك حق في كل اللي قولتيه.. احنا خزلناكي وانتي مكنش ليكي يد في العداوة دي
تنهدت مطولا وغضبه من أخيه يزداد والذي لم يخمد طوال سنوات بينما كل ما فكر به بفعلته الدنيئه واختطاف ابنه عمه هو نفسه فقط ....
تنهد فهد وربت علي كتفيها قائلا بحنان وهو يمسح دموعها المقهورة : اللي حصل مش سهل عليكي .... انا عاوزك تخرجي كل اللي جواكي عشان ترتاحي ....حقك تكرهينا بس احنا بنحبك وحقنا نقف جنبك شوفي اللي يريحك ياحور وانا هعمله ....انتي خلاص رجعتي وبقيتي وسطنا .....انا هخلي سليم يطلقك واللي يحصل يحصل .....معنديش حاجه اهم من راحتك حتي لو كانت حياتي
الراحه مجددا .....اين هي الراحه ...؟!
تنهدت بثقل وعادت لجلستها الواجمه بينما تعب قلبها من بحث عن راحه لا يعرف لها طريق 
وهاهو سليم يبحث عن راحه قلبه ولكنه يعرف طريقها ...فراحته كانت بوجودها الذي اختفي ومعه أصبحت جدران الغرفه تضيق علي صدره ويكاظ يختنق بها ليقف ساعات أمام النافذه لعله يشتم رائحه وجودها 
الذي يفتقده قلبه الملتاع بألم يحاول تحمله بعد أن كان البعد قراره ولكن كان قرار من أجلها فكل ما أراده هو أن يضع حد لعذابها حتي وان كان علي حساب عذاب قلبه.  .  .... لقد  راي جبل الجليد الذي تشكل بينه وبينها والذي لن يتزحزح ابدا مادامت رافضه اي محاوله منه لاذابته
توقف امامه حسين احد رجاله يخبره بسير بعض
الأعمال ليستمع إليه سليم بذهن شارد : عامر القناوي مش عاوز يدفع القسط الاخير اللي عليه ياسليم بيه
قال بغضب : توقف اي توريد له لغاية مايدفع
تعلثم حسين : بس يابيه كدة الشغل هيتعطل.... قاطعه بغضب : اعمل اللي قولت لك عليه....
أشار له لينصرف ثم عاد لصمته وشروده
دخل رسلان إليه بينما ظن أن الوقت حان ليعرف اجابه سؤاله : مالك ياسليم اية اللي مضايقك كدة؟
هز سليم رأسه باقتضاب : مفيش شوية مشاكل في الشغل
دخلت الخادمة لتضع القهوة ثم انصرفت لينظر له والده قائلا بحذر وهو يتطلع الي ملامح وجهه : سبتها ليه ؟!
قال بجمود : ده الصح ...
قال رسلان بحذر : انت متاكد
هز سليم رأسه دون قول شيء فلم يعد هناك شيء صحيح او خاطيء ما دامت البدايه خاطئه ....
....
بوقت الظهيره
توقفت تلك السيارة البيضاء الكبيرة علي بعد خطوات من منزل رسلان لتلتفت تلك المراه الشابه الي الرجل الجالس بجوارها والذي نطق اسمها بقلق : وهج ....!
التفتت له بوجهه بشوش قائله : احنا اتفقنا يافارس انك هتسيبني ادخل انا الاول اتكلم معاهم
قال برفض قلق : انا خايف عليكي
بادلته القلق :  وانا كمان خايفه عليك...... محدش منهم هيعمل ليا حاجه دول اهلي ....خليني اتكلم معاهم بعد كدة هيسمعوك
اوما بتذبذب ولكن لم يكن أمامه حل آخر فلتتحدث هي مع عائلتها ويتحدث هو مع عائلته التي دفعت ثمن خطاه الفادح ....
عقد الحارس حاجبيه يتطلع الي تلك المراه الشابه والي الصغير الذي تمسكه بيدها قبل أن ينتفض حينما تعالت صرخه وفاء  الواقفه اعلي الدرج :  ووووهج ....
ركضت وفاء بقلب لهيف ملكوم وخطوات متعثره تحتضن ابنتها ليخرج رسلان علي صوت زوجته ويتسمر مكانه للحظات قبل أن تغرق ابنته بحضنه
.............

......
ابتسمت حور باستهزاء مرير وهي تنظر للاسفل بعينين هائجتين كالبحر بدموعها التي تنهمر علي وجنتيها بغزاره بينما تري ابيها يأخذ أخيها بحضنه ....هاهو أخيها قد عاد الان ....الان فقط عاد ذلك الغريب الذي لا تعرفه  ..... وهاهم الجميع في استقباله بالاحضان...
والمثير للسخرية ان فهد يحتضنه ......
فهد من ظنت انه سيحرق الدنيا من أجلها قبل قليل واقف يرحب بعوده ذلك الغريب
انها تريد أن تصرخ من الألم الذي يعتصر قلبها فهو كان محق حينما قال إن الجميع مضي بحياته الا هي .....فهاهي واقفه لاتدري الي اين السبيل
  ضحكت بسخرية بينما يتسأل الجميع بلهفه عن زوجته وابنه .....نعم ولما لا يسألون عن حفيدهم وعن زوجه ابنهم الذي عاد بوجهه بارد وكأنه لم يفعل شيء
الان اجتمع شملهم وهاهو فهد تمطأ قبل قليل بمساندتها وأخبارها أنه سيجعل سليم يطلقها متوقع أن هذا تعويض لها عما حدث ....ماذا يتوقع منها ....ان تبتسم وتخبره انها بخير وتكون ممتنه له ..؟ وكيف تكون بخير وهي ضائعه لاتعرف كيف تعود لحياتها السابقه أو تقبل الي ما آلت إليه حياتها الحاليه
لم يسألها أحد عن أن كانت بخير وهم يقدموها قربان لانهاء عداوة السنين ..... لم يسألها أحد أن كانت بخير وهي في مواجهه  كل هذا الحزن والخوف وحدها.. حتي ادم... ذلك الذي اعتبرته يستحق حياتها القادمه.. سيتزوج بعد بضعه ايام من ابنه عمتها عاليه دون أن يابه لها..!
انها تكرههم... تكرههم جميعا .....وهو أولهم بينما تركها بهذا الضياع وتلك الدقه الشارده تراود قلبها كلما تذكرت كلماته الاخيره لها وكأنها انحفرت بذاكرتها .....
.........
أسندت حور كتفها الي النافذة التي عادت لتقف أمامه و تسترسل بتأمل السماء دون أن تبكي... فقط دموعها عالقه باهدابها ترفض النزول.. ولماذا تبكي علي من خذلوها بتلك الطريقة.. ؟ ....
........
سليم ....اعقل ياسليم ....!!
انتفضت حور من مكانها لدي سماع تلك الأصوات العاليه التي اتت من الاسفل لتركض الي اعلي الدرج وتقف مكانها تتطلع إليه وقد انقض علي أخيها ووضع سلاحه برأسه لتنفلت منها صرخه خانتها بها شفتيها .....
: سليم ...بلاش !!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد .....من هنا بدأت تغيرات الأحداث ..ايه رايكم و توقعاتكم
النسخه الاصليه من الروايه موجوده علي تطبيق دريمي للي حابب يرجع لها ..

اختطفها ولكن ..!!Where stories live. Discover now