||الفهد الصياد||

ابدأ من البداية
                                    

و لطالما أحببت كل ماهو قديم، الأشياء القديمة التي تضل صامدة لأمد طويل ثم تقف بشموخ وصلابة بينما تستعرض قِدمها كتحف في المتاحف.
هكذا كان العجوز بالنسبة لي، كل هذا يزور عقلي إذا ما سمعت صوته أو رأيته.

" أجل مثل ما قال بورا سأحرص على عدم تلطيخ لقبك المبجل الذي لا أحمله اساسا".

أجبت بفظاظة حتى اعبر عن كبريائي الذي ضرب بقوة،  و فتحت الباب بسرعة فلا أرغب بالمزيد اكتفيت من كل هذه الدروس وتأخرت عن كاليسي.

أراهن أنها ستحطم رأسي

" سأعود متأخرةً مساء، لذا لا تتأخري أنتِ"

نبست بينما تعدل نظارتها السوداء وتعيد شعرها الأشعث للخلف بحركة غرور ساخطة.

لقد تعمدت قول ذلك حتما كيف تسمح لنفسها بالتأخر وتطلب مني العودة بسرعة؟.

" أنت شريرة كارلا"
أعقبت بنظراتي المشمئزة بينما أعطتني هي إبتسامة صفراء وتجاهلت كلامي متكلمة مع بورا

" بورا عزيزي لقد تأخرت خذني لمملكتي"

تنفسي ماريسا هي خالتك
تنفسي

بينما ابتعدت سيارات الرولز رويس عن مكان وقوفي.

تنهدت ارهاقا وها أنا في بداية يومي، أنام متعبة وأستيقظ متعبة أكثر.
حركتُ كتفي ورقبتي بإحماءات طفيفة بينما كان الذاهب والآتي ينظرون إلي نظرات تنم عن الاستغراب والاستخفاف أيضاً

من يهتم لهم أساساً، إنهم مجرد أطفال مدللين وهذا يتجسد في المكان الذين يدرسون فيه.

لكن رغم ذلك كان هناك إحساس بعيون تخترق مؤخرة رأسي، وبالفعل استدرت بسرعة لأبعد شكوكي، لكني لم ألمح سوى الطلاب الغثيثين، وهناك خلف الجدار، كان هناك رجل، يرتدي ملابس رياضية ويقرأ جريدة، ولكنه يحدق بي الآن، يحدق بي طويلا دون ابعاد عينيه، فأخذت وقتي لحفظ بعض من ملامحه ربما يكون خطرا من يدري! ولكن بحكم انه يضع نظارات شمسية في الصباح الباكر! لم أستطع التعرف عليه تماما، لكني سجلت الندبة أسفل ذقنه في ذاكرتي.

"تحركي يا امرأة! هذا ليس موقفاً"

لويت طرفي ثم استدرت نحو الشاب شاهق الطول، واعطيته أفضل نظرة محتقرة في مجموعاتي، ثم تحركت لأدخل الجامعة دكًّا بأقدامي، لم أتشاجر معه فقط لسبب واحد، وهو أنه محق.

أنا أقف بمنتصف الطريق والحشود تحتاج مساحة.

ليكن.

لم تكن الجامعة كالقصور القديمة أو مواكبة للحضارة بل كانت فائقة للتقدم، لمستُ زجاج البوابة بيدي فقط لأتأكد من أنه كريستال.

كان واضحاً وجود واحدة أخرى حديدية أسفل هذا الكريستال حيث أنني لمحت ذلك الجزء الأسود الخفي منها.

بين الحب والدماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن