||الفهد الصياد||

ابدأ من البداية
                                    

الساحة كانت منظمة ومرتبة وراقية، عن شمالي حديقة أزهار البابونج وعن يميني مكان لصف السيارات والدراجات النارية، الأهم أن هناك فرع السيارات وآخر للدراجات.

اقتربت للوسط حيث النافورة غريبة الشكل،  كانت عبارة عن إمرأة تحجب مفاتنها بيديها بينما تقف عارية رأسا على عقب ومن نهديها يتسرب الماء

رغم ذلك شدتني طريقة التصميم والحجارة المتنوعة التي صنع بها...فبشكل خاص كانت يداها مصنوعة بحجارة سوداء وأضافرها بالأحمر القاني، متخذا شكل دماء تقطر من بين أظافر أصابعها

كما لو أنها تقاتل من أجل الحفاظ على عذرية جسدها لكنها تبيحها في النهاية.

ربما كان المقصد أنها تتعرى إكراها! تمنيت بشدة ألا يكون هذا هو المغزى خلف التصميم، لأنه سخيف بكل تأكيد.

الأكثر سخفا أن من صممها رجل " شاردينال استرو" كان ممضيا أسفله.

لطالما سعى بعض الرجال ذوي الفكر المتعصب اثبات استحقاقية الرجال من خلال التسلط على مشاعر النساء والادعاء فهمها

كم يثير حنقي الفنانون الذين يعتبرون أنفسهم عالمين بمكنونة الروح قبل الجسد، ودائماً ما تفاخرو بذلك في رسمهم للنساء، الأمر مضحك أن يظنوا انهم قادرون على فهمنا، المرأة أكثر من مجرد جسد وأحاسيس مرهفة، أكبر من مجرد دموع ولطافة بالغة، التعقيد الذي تشكله عواطف النساء لم ولن يكون أحد قادرا على حلّه، من يظن ذلك ليس سوى متبجح راغب بالسيطرة.

لست بكارهة للرجال لكن، هناك ذلك الصنف الذي أرغب أن أبيده عن بكرة أبيه.

" ماريسا" شهقت فزعا ووضح ذلك على عيني، التفت خلفي وفورا إرتمت هي بحضني،  معانقة جسدي بقوة كأنما تكاد تطمسني

" إشتقت إليك قناع" بادلتها العناق ورُحت أُربِتُ على ظهرها وارسم ابتسامة صغيرة على شفتي.

إبتعدت عن حضني ثم نظرت إلي بحدقتيها العشبيتين وابتسامتها الودودة.

" إشتقت إليك" تكلمت تمسك يدي بين خاصته مما جعلني أفلت ضحكة على تصرفاتها العجيبة.

" هل تحاولين أن تظهري بصورة الحمل الوديع قطة؟ "

سألت ويدي تمتد في شعرها الذهبي، ومن ذلك القرب رأيت ابتسامتها الخبيثة التي تثبت أنها بخير وبصحة جيدة ترتسم على شفتيها.

" هذه الجامعة النبيلة تعرفني كفتاة منحة لطيفة وودودة، وهذا ما أحاول أن اواكبه بصعوبة حتى لا أفضح أتمنى انك فهمتي الآن".

ربما سأستغل عدم قدرتها على إثارة المشاكل لإزعاجها

" لأي درجة أعداء الأوكريانو هنا سيئون ؟ " لففت خصلة من شعرها حول اصبعي بينما أبتسم ببراءة وهي تبادلني رغم أن كلتانا تعلمان أن وضعية الدفاع قد فعلت عبر كل خلايا جسدنا.

بين الحب والدماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن