||الفهد الصياد||

ابدأ من البداية
                                    

رحمتك الهي، أعلم أني مثالية لشغفها العجيب لكن لا أفضل أن تتحكم في ذوقي

رَفعت حاجبيها ونقرت على جَبهتي، واضعتا قُبَعة دائرية مع محفظة بيضاء بِـيدي " إخرسي، أنتِ بدوني لن تكونِ فتاةً حتى، ثُمَّ ما الذي سيقوله الناس عَني ' قريبة المُصَمِّمة العظيمة كارلا لافيتين لا تستطيع تنسيق ثيابها ' ؟! "

رمشتُ بِـبلاهة أُحَملِق بِها " هل سجلتِ نفسكِ كَـولية أمري!؟"

نظرة إلي بنظرة فيها لمحة من السخرية  " إن لم أكُن أنا ولية أمركِ، هل ستكونين أنتِ؟"

أتعرض للاضطهاد ها هنا

نظفت حلقي احراجا واجبت رافعة ذقني للسماء مع أني لا أملك سببا " بل رُبما لأنني لا أحتاج ولي أمر؟ لستُ قاصِراً "

ربما لن يراني الناس كامراة في الثانية والعشرين بسبب تصرفاتها.

تجاهلت حديثي ببساطة تتجِه لِـخارِج الغُرفة " إستحِمي وتعالي للإفطار" عادت بخطواتها قَبل أن تُغلِق الباب، تستدير وترفع سبابتها بوجهي " لا تتأخري ماريسا، أُحذِرُكِ".

نَظرتُ لوَجهي بِـالمرأة ثمّ للثياب بيدي.. أشعر وكأنني طِفلة فعلا

تنهدتُ وألقيت الفستان على السرير مهملة ايَّاه مستسلمةً لواقِعي المرير، حَملتُ المَنشفة وإتجهضتُ لِـحَمام غُرفتي,

بما أنها تريد ذلك فلا بأس، لا بأس بِـأن أرمي مسؤوليتي عليها.. هذا أفضل، إزاحة عِبئ آخر عَن كاهلي؛ عِبئ نفسي.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

" لا تنسي ما تحدثنا عنه، لا مشاكل، تحكمي بأعصابك واحذري فقدان سيطرتك أمام الناس  أنا أعنيها لست أليخاندرو العجوز لأنظف فوضاك فهمتِ؟"

طول محاضرتها التي بدئت منذ اللحظة التي تركنا فيها البيت حتى الدقيقة التي وصلنا فيها لمدخل الجامعة كنت أضع رأسي على زجاج النافذة بكسل وملل وضجر وكل مايرادف هذه الكلمات .

وأهز رأسي إيجابا وتأييدا لكلامها الذي عقدت العزم على ضربه عرض الحائط ما ان تطئ قدمي أرضية الجامعة.

الهي ماهذا؟! من أين لها بهذه القدرة العجيبة في الكلام؟!.

"سيدتي متأكد أن الآنسة لن تسبب أي مشاكل وستكون عند حسن ظنك" إن بورا سائق خالتي هو ذلك النوع من الكهول لطيفي المعشر ذوي الحكمة والتجاعيد في وجهه مع الشيب في رأسه دلالة قوته وثباته

دائما ما رأيت هذا السائق العجوز كمثال حي للقوة والحضور المميز.

يجعلني أشعر بنوع مختلف من الأحاسيس، وكلما تكلم ساورني شعور مميز كأني في مكتبة قديمة مِلئها كتب ومخطوطات قد عانقها الغبار.

بين الحب والدماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن