||الفهد الصياد||

ابدأ من البداية
                                    

"كابوس آخر ؟" سألت كارلا ويدها أسفل جفني تمسح عبراتي العالقة بين رموشي

حاولت جاهدة الابتسام لكنه صعب

"كان من المفترض أن أرى إيكون في أحلامي لا أشباح الماضي "

" إيكون ؟ من يكون ايكون؟" سألتني كارلا  بعد أن ابتعدت عني ناحية الستائر ففتحتها، و تسلل نور الشَمس الباهِت منتشرا حول أركان غُرفتي

" الرحمة كارلا لما تأتين لإيقاظي في هذه الساعة !" بات الإنزعاج جلياً على ملامحي المتعَبة، لست أنام ليلا ولا أرتاح صباحًا

" أجيبي." أصرت  لكنها لا تنظر لي بل تركز على خزانتي التي سحبت منها كومة مِن ملابسي توًّا

وبأمل ضئيل أنها ستتركني وشأني إذا أخبرتها قلت بصوتي الخافت"إنه شابٌ غريبٌ عرفته البارحة "

نهضت من سريري ومددت جسدي عِظامي المسكينة، هذا مؤلِم، لنرحب بسلبيات القيادة.

تقدمتُ مِن نافذتي واخذت الشمس مسارا على بشرتي العارية، البرد لا يوصف، والريح قوية بفعل مكاني، لكني لست أكره هذا، بل استمتع به وأرتاح، البرد والرياح، هذا ما هي عليه حياتي وهذا ما يذكرني بكينونتي وهذا ما أبغاه، وضعت يدي أسفل ذقني على الشرفة وعيناي تغرقان في السحاب المُحيطة بِنا مِن كُل صَوب، ونحن فوقها، إن أكثر سبب جلعني أقتنع العيش مع خالتي هو ناطحة السحاب هذه ، منظره لوحده هدوء وراحة.

" هل تعرفتِ عليه؟ من يكون واسم عائلته؟ "

إنتشلتني كارلا مِن أفكاري حين سحبتني من ذراعي للداخل مجددا وأخذت تقييس فُستان أسود قصير على جسدي

" لا لم أفعل، مُجرَد حوار قصير ولا يعجبني هذا الفستان "، أتسائل ما الذي جلبها مُنذ الصباح الباكِر لغرفتي.

ألقته على السرير مع بقية الملابس المُهمَلة وسحبت غيره، طويل للركبة، مع أكمام طويلة كذلك ومتدلية ،مُزين بالورود لنهايته  " إذا لا أرى سببا لزيارته أحلامكِ ماري "

همهمتُ مقلبةً عَيّني " لديك وجهة نظر لكني لا أشعر أنها ستكون أول وآخر مرة أراه فيها " تقدمتُ واقفة أمامها بعدما حررتُ شَعري مِن ربطته ليتدلى على طول ظهري

مَدت الفستان المُزين بالورود، أنا مُندهِشة مِن أنها إتخذت قراراً بهذه السُرعة؛ بالعادة تجعلني أنتظر لساعات حتى تُقرِر أيهم قد نال إستحسانها.

" ستكونين فاتنةً بهذا " أمسكته ورحت أدقق فيه بعيني، لقد كان مثاليا فعلا ويبعث بالسكينة ورائحة الربيع، لذلك اخذته دون اعتراض

" سترتدينهم وتذهبين للتسجيل اليوم " أعقبت وهي تواصل النَبش بين أغراضي

تنهدتُ والضيق جليٌّ في صوتي" لستُ واحِدةً مِن عارضاتكِ، توقفي عَن التَحكُم بطريقة لِبسي"

بين الحب والدماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن