كم أثّرت به رؤية والده ضعيفاً لأوّل مرة.
والده العظيم والذي لم يرتكب أي خطأ يخجل منه طوال حياته أو يجعله يحني رأسه ويتوسل أحداً، الآن يفعل بسببها.
هذا كان لا يغتفر أبداً. وإن كان هناك ذرة حبّ باقية في قلبه تجاه شقيقته فهي قد محيت تماماً في تلك اللحظة. الحقد فقط والكراهية تجاهها هو ما شعر به بعدها.
هي لطخت سمعة عائلتهم للأبد. لا يمكن محو ما فعلته أبداً.
وربما أسوأ ما في ذلك هو ردة فعلها حينما علمت بما فعله والدها لأجل العفو عنها، هي ضحكت من أعماق قلبها وقالت بالحرف الواحد، "كم هذا مهين...لم أتوقع أنه ضعيفٌ لهذه الدرجة"
آلبرت كان على بعد خطوةٍ من قتلها بالفعل. والده فعل المستحيل لأجلها ولأجل العائلة طوال حياته وهي تسخر منه هكذا. كم كان يرغب بتمزيقها إرباً.
تمّ حبس لونا في غرفتها مجدداً. ولكن هذه المرة آلبرت لم يترك وسيلةً لإقناع والده بنفيها لجزيرة الآثمين ولكن والده لم يرضَ بذلك أبداً.
بل قام بإحضار العديد من الأطباء والسحرة لاكتشاف الخطب الذي حلّ بها فجأة ولكنهم عجزوا جميعاً عن ذلك.
استعان ببعض الخبراء والحكماء من الممالك المجاورة أيضاً ولكنه لم يحصل على أيّ نتيجة. لا أحد منهم استطاع مساعدتها.
وفي النهاية حاول بنفسه كثيراً. بالحديث والتفاهم تارةً وبالتهديد والوعيد تارةً أخرى ولكن كلّ ذلك لم يصل إلى أيّ نتيجة.
كما أنه لاحظ أمراً آخر مهماً. ليون أصبح منعزلاً جداً. يجلس في غرفته طوال الوقت ولا يخرج إلا نادراً.
هو حتماً أكثر من تأثر بما حدث للونا وما تقوم به.
وحينها خطرت للأب فكرة. ربما ليون يستطيع مساعدة لونا. هو توأمها وربما كلامه أو بقاؤه معها يؤثر بها.
وبالفعل طلب من ليون أن يجلس مع لونا لساعةٍ في اليوم على الأقل وأن يحاول الحديث معها وإعادتها لصوابها.
ليون لم يعترض على أيّ شيء. كان يبدو مستسلماً جداً لأيٍّ مما يريدونه.
وبالفعل ليون أصبح يقضي ساعةً يومياً برفقة لونا.
والغريب بالأمر أنّ لونا بدأت تستجيب له حقاً بعد مدة. أصبحت تتصرف بتعقّل وتوقفت عن السعي للمشاكل أو محاولة إيذاء الخدم.
تفاءل الجميع خيراً باستثناء آلبرت الذي أخبرهم أنها تخدعهم مجدداً فحسب ولكنّ أحداً منهم لم يوافقه.
وبالطبع هم لم يمنحوها الثقة بل بالكاد سمحوا لها بالتجول في المنزل بحريّة.
مضت عدة أشهر على هذا الحال. الأمور أصبحت جيدة والمياه عادت لمجاريها في حياة العائلة.
YOU ARE READING
أسطورة آل ڨاسيليا || The Legend of Vassilia
Fantasyالتزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ولكني تأذيتُ للمرة الأخيرة... والآن أنا أقسم لنفسي ولهذا العالم الفاسد! سأعيد كتابة التاريخ وسأمزّق...
15. الماضي والبطولة
Start from the beginning
