Part 37 : منزل الحقيقة

267K 8.7K 11.1K
                                    

إن لم يُقدر لنا أن ننجو معا..

فلنحترق سويا إذن...

...................................................................................................................................................


" لا أعتقد أنني أحب والدك أندريه.."

" من المؤسف ذلك..لأن والدي معجب بك.."

" بومبا...أنت تهلوس.."

ظهرت ابتسامة جانبية على شفاهه و أعينه تلمع بينما يراقبها تتكأ بجانبها على حافة طاولة البيلياردو تقف هناك بكعبها العالي و ثيابها الداخلية السوداء فقط بينما تدخن بأناقة...و لم تبد يوما ملكه كما بدت في هذه اللحظة...هنا في مكان لوحدهما و آثار أصابعه على جسدها الجميل و لمعة السعادة تلك في بشرتها و التي يود الإعتقاد أنها بسببه..

هو كان يجلس على مقعده في طاولة قمار تقابلها و الإضاءة أسفله كانت منخفضة..عاري الصدر مسدساته على الطاولة أمامه و يلعب بالولاعة بين أصابعه لأنها ببساطة أخذت السيجارة من بين شفاهه و هو لا يعترض لأنه كان مكتفيا بالنظر لها كما كانت تنظر هي له بلمعة مكر في زرقاويتاها...

هناك الكثير من الأمور التي يحبها في إيرا...جمالها يأتي في المرتبة ثمانين و بعده يأتي وشم في خاصرتها لنمر الثلوج في سيبيريا...بات يحبه لسببين...الأول لأنه يذكره بتغير ما بينهما في سيبيريا...و الثاني لأنه أكثر وشم يمثلها لأكثر شخصية تقابلها...نمر الثلوج..

أخبرها أنها صُنعت من أجله...و لقد أجابته عن أربعة أسئلة طرحها تؤكد له عن ما قاله...لقد كانت تراه..إيرا فاديتا كانت تراه على حقيقته و أحبته رغم كل ذلك..قلبه كان عنيفا في صدره مع كل مرة تفتح فمها لتجيبه عن سؤال من أسئلته بنبرة لا تهتز...تماما كما كان وضع قلبه حين جلس هناك في الإجتماع يراها تجلس بين كبار عشيرتها تحدق بوالده بتحد و تجيبه بجرأة و لم يرغب يوما بتقبيلها بقوة كما تمنى فعلها لحظتها و أمامهم

كان فخورا بها بقدر لا يتسع كليا داخل صدره..لم يشك يوما أنها ستُبهر والده..والده يوكونيري و شخصيته صعبة الفهم و لا يعجبه الكثير لأنه حريص على كل التفاصيل و التي لا تتوفر عادة في خصال رجال المافيا حوله و الذين يملكون آثام عاطفية تشغلهم عن القيادة بذكاء...و إيرا أبهرته..لو لم يسألها و اكتفى بالموافقة على ما تقوله قذلك يعني أنه لا يراها ندا له أصلا...لكنه هاجمها و هذا يعني أن عقلها كان خطرا بالنسبة له..

لقد رأى ذلك في طريقته لحصرها بالأسئلة..في طلبه كل تفصيل منها عن كل شيء تقوله..كان يود الدخول لعقلها و معرفة كل ما تعرفه و هذا شيء كبير بالنسبة لرجل يعتقد أن عقله مميز عن غيره...

لهذا لم يتردد في الإفصاح لها عن ذلك حين واصل اللعب بولاعته بين أصابعه يقلبها بمهارة ثم أخبرها بابتسامة خافتة :

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن