صراع المافيا

Part 36 : الجلوس على الضبع

لم يتحدث أحد لفترة و لم يرمش احد بعيدا عن وجه إيرا يحاولون التعامل مع ما قالته..بينما هي حملت قطعة التوت في كأس المارتيني خاصتها و تناولتها باعتيادية تركز مع طعمها الطازج أكثر من تركيزها على نظراتهم...

جدها و إيثان كانا يحدقان بها من الجانب..فاليرو كان يلعب بكأسه الفارغ على مسند الأريكة و يثبت نظراته عليها..فالاكار كان صامتا كليا يفكر بينه و بين نفسه...و لم تحتج النظر لتعرف أن اندريه يصوب أعينه عليها لأنها كانت تشعر بذلك على جلدها..

الأمر به مخاطرة...يحتاج الكثير من العمل فوق كل العمل الذي يملكونه و لكن عليهم أن يتجاوزوا الأمر و يتوقفوا عن إيجاد بدائل تعوض خسائر المشكلة بدل قلع المشكلة من جذورها...الكابوني منطقيين... و الفاديتا حذرين منهم...ستستمر العراقيل بين العشيرتين لو لم يتم حلها قريبا عند أول فرصة هدنة..

و حين حين تتحدث عن العمل بين الحدود لا تقصد العشائر...فالكابوني يملكون عشائر خاضعة لهم في بولندا و الفاديتا كذلك..نفس الشيء في كل الدول المحيطة...حين نقول الكابوني يسيطرون على دولة فيعني أن العشائر الخاضعة لهم فيها أكبر من العشائر الخاضعة للفاديتا...و حتى هذا لا يغير من حقيقة أن حكام العالم السفلي لا يسيطرون على العالم...فالحكم قائم و مبني فقط على النبلاء و العشائر...لأن العشيرة هي ركيزة بناء النظام و لا غير...يعني لا تستطيع مثلا إحضار الأساقفة من النمسا و تخبرهم انحنوا يا شباب أنا حاكم العالم السفلي...بالنسبة لهم ذلك هراء...هم لا يعترفون سوى بالمال و قوة السلاح....طاولة الحكم و النبلاء كلها سواسية عندهم

الأمر ينطبق على كل دول العالم...القانون و الحكم يسير على من هم داخل الحكم...فأنت لا تستطيع تطبيق قانون المرور على طائرات في السماء كما لا تستطيع تطبيق قانون الجريمة على حيوانات في الغابة..لهذا يتم التعامل مع الجماعات و العصابات غير النبيلة معاملة تجارية بحتة..

أن تعمل مع عشيرة لك يعني أن تعمل مع شريك عمل لك...تخدمه و يخدمك دون أن يغدر أحدكما بالآخر و بسيطرة تامة منك أنت..أما الأساقفة في النمسا ..جماعة جو زيلينسكي في التشيك..مافيا لوكسمبورغ..لي رونارد في فرنسا..فِرق مونتين في سويسرا ..المافيوزو في صقلية..المرتزقة في هولندا و غيرهم من مئات جماعات المافيا حول العالم..كلهم تتعامل معهم بطريقة مختلفة..كزوجة الأب التي لا تحبك و لا تحبها لكنكما مجبران على تقاسم قطعة الخبز سويا في عالم الجوع هذا..

" لو باشرنا العمل على رسم طريق واضح للطرقات المدنية التي سنفتحها أولا ربما سيسهل علينا مناقشة الطرقات التجارية لأننا سنعرف من سيتولى ماذا و متى و تتضح الصورة أكثر.."

صوت فاليرو الجاد هو ما قطع السكون الذي دام لفترة و لسبب غريب كان من دعمه هذه المرة هو والد زوجته حين نطق بهدوء شديد و هو يعتدل في جلسته يحمل كأس شرابه لأول مرة :