صراع المافيا

Part 36 : الجلوس على الضبع

ما قاله جعلهم جميعا يلتفتون لها من جديد يودون سماع تأكيد أو رفض منها لهذه الفكرة المجنونة...قد تكون هي لم تعبر عن الأمر بهذا العري و بهذه الطريقة المباشرة كما فعلها هو..لكنه أصاب الحقيقة..

لذا لم تتردد من الحفاظ على نظرة ثابتة نحوه لما قالت :

" أجل...و بدل أن يستفيدوا هم من الأمر خارجيا سنجبرهم على الدفع لكم من الشمال الشرقي و الدفع لنا من الجنوب الغربي بشرط أن تمر البضاعة من عندكم لعندنا ...و كل واحد يقدم عرضه على حدة نرفض كليا عروض الشراء المزدوجة منهم...حتى يكون ربحهم واحد و ربحنا رباعي نقسمه بيننا..."

كانت فكرة مجنونة و خطيرة لدرجة أن جدها تدخل جانبها قائلا :

" لم يسبق أن حدث هذا من قبل...الأمر به مخاطرة عظيمة...و لو افترضنا سنتم الأمر حينها سنضطر لإعادة بناء إستراتيجية جديدة لتجارة جديدة بين طرقنا و طرقهم و رجالنا و رجالهم...هناك عملاء و مستوردين سيضعون شروط لما يتعلق الأمر بالدمج مع الكابوني..سيستغرق الأمر شهرين أو ثلاثة على الأقل لينجح مع احتمالية ألا ينجح مع كل تلك الطروق و كل تلك العقود التي سيتم إعادة فتحها..."

ما قاله به بعض الصواب...لكن جدها لم يفهم بعد ما ترمي له كليا...وحده أندريه من فهم...لكنه يريدها أن تجعلهم يفهمون بنفسها دون تدخله لهذا قال بنفس الهدوء جملة واحدة :

" وضحي أكثر..."

عبثت بالخواتمك في اصابعها الموشومة لثوان تمرر أعينها على الجميع قبل أن تتحدث بنفس التتابع كأنها دوما جاهزة للعمل حتى و هي تبدو متأنقة للإحتفال...فلا أحد يستطيع التخمين من الخارج أنها المرأة الوحيدة التي ستجلس بين كبار العشائر لتقول ما قالته لاحقا دون تردد :

" لنفترض أننا فتحنا الطرق بين خمس مدن بيننا و بينكم و فقط نحن من نعلم بهذا..مدن أقترح أن تكون كالتالي..فرانكفورت و درسدن.. كولونيا و برلين..لايبزيغ و إيسين..شتوتغارت و هامبورغ..ميونيخ و هانوفر...السبب واضح طبعا..حتى نغلق على الجميع من الجهات الأربعة و بأكبر اتساع...و الآن لنفترض أن جماعة براغ تحالفوا مع الأساقفة ضدكم أو الفرنسيين تحالفوا مع البلجيكيين ضدنا ..لو كانت الإتفاقية بيننا موجودة فحين يشتري الأساقفة الأسلحة منا لن نبيعها لهم من ميونيخ بل سيستلمونها من درسدن أو برلين...حينها سيدفعون مال السلاح للفاديتا و مال الضرائب للكابوني لأنهم يعرفون أنها منطقتكم...سننشر الخبر بأن الزواج بين العشيرتين دفعنا لنسقط الضرائب الداخلية بيننا لكنها ثابتة على الأجانب...و بالتالي سنأخذ مال من النمسا و التشيك و أنتم كذلك ذات الشيء...دخل رباعي...و يستمر الأمر بالنسبة للبقية...من يشتري من عندكم تبيعونه من مناطقنا...في أسوء الأحوال سيكون الربح متساوي مع حماية مطلقة...في أفضلها سيكون سبعة اضعاف بقدر الدول المحدة مع حماية مطلقة أيضا..."