Part 36 : الجلوس على الضبع

Start from the beginning
                                    

توقفت إيرا لثوان تسمح لما قالته بأن يقع على مسامعهم كما توده أن يفعل لتجدهم كلهم ينظرون لها بتركيز دفعها لتضع قدما فوق قدم تعيد ظهرها للخلف ...كانت الأنثى الوحيدة في غرفة مليئة بالتستوستيرون و الغرور الذكوري...و فعلتها مرتدية كعبا و فستانا ضيق حين تابعت بنفس النظرات لا تزال توجهها لفالاكار :

" هناك شائعات تدور بأن جو زيلنسكي ينوي توقيع عقد زواج مع الأساقفة في النمسا...لو حدث ذلك و هو على الأغلب ما سيحدث...حينها سيفضلون التعامل معنا من النمسا مباشرة انطلاقا من باسو حتى ميونيخ ..سيجعلهم الأمر يدفعون أقل لضعف الشحنة و ضعف الربح بسبب تكاليف النقل و تقسيم الأرباح بينهم ..الأمر سيدر المال على الفاديتا طبعا لكن المشكلة ليست هنا...المشكلة سيحدث هذا في المرة الأولى لكم كتجربة و سيحدث لنا لاحقا بعد أن تصبح عادة لديهم ...نحن محاطون بهم من كل جهة...سيطعنكم البولنديين اليوم و سيطعننا البلجيكيون غدا...لهذا سيد كابوني...عقد سنة قد يبدو لك مؤقت لكنه بالنسبة لي عقد قابل للتغيير مع تغير الأعداء...لم أختر سنة حتى نفك العمل بعدها بل حتى نغير الإستراتيجية وفق نوع العدو حين تظهر مشاكل أخرى في غضون تلك الأشهر...و صدقني ستظهر المشاكل دوما"

لا أحد تحدث بعد ما قالته لفترة معينة...كلهم يفكرون بما وضعته أمامهم لأنها الحقيقة ...الكثيرون يستفيدون من عداوتهم...فهناك فرق بين عدو خارج المنزل و عدو داخل المنزل...الفاديتا و الكابوني كانوا يملكون ألمانيا ظاهريا فقط...داخليا كانوا في نزاع ضد بعض و رغم استعدادهم للابتسام لبعض في الحفلات لكن في العمل هم ينهشون لحم بعض...لقد كانوا يقسمون الدولة بحق الرب...ليس من ناحية السير و العيش فيها بل من ناحية التجارة...و الكثيرون كانوا يستفيدون من هذا...

دون الحاجة لأن نتطرق للحدود الأخرى المتعلقة بالطرقات و التي تم وضعها كي لا تتقاطع طرق العشائر منذ الحادثة بين هارلان و فيليب...كأن لا يمر الفاديتا بالشارع الرئيسي قرب المتحف لأنها ارض الحماية التابعة للكابوني..يعني لو كنت تنزف و تحتاج الوصول للمستشفى فمن المستحسن أن تسلك الطريق الخلفي و إلا مت ..أو مثلا ألا يمر الكابوني بالطريق السريع الخامس المقابل لجسر فرانكفورت لأن الفاديتا يملكون نصف العقارات هناك و بالتالي يستحسن عليهم أخذ الطريق الطويل خلف الكاتدرائية لعبور المكان لو أرادوا النزول لشراء سجائر...

وهذه أمور جدية جدا عندهم...وحدها من ساعدت على تخفيف المشاكل بين العشيرتين و لولاها لكانوا الآن يقاتلون بعض...

وحده أندريه من تحدث حينها لما نظر لها و بنبرته الهادئة حوّل كل الأعين عليه :

" لا تودين أن ننزع الحدود التجارية من فارل نحو هوف فقط كما كانت الأمور قبل سنوات.. بل أنتِ تفكرين في ضم العمل بيننا و بينكم عبر خمس مدن كما اقترحتِ و يتم تقاسم الأرباح داخليا بيننا و في السر..."

صراع المافياWhere stories live. Discover now