Part 36 : الجلوس على الضبع

215K 7.8K 12.2K
                                    

لا عيب في أن تكون فأرا 

إلا إن كنت قد وُلدت لتكون صقرا

............................................................................................................................................

"لوكا عزيزي..كأس فودكا من فضلك.."

قالتها كايا للوكا الذي يقف خلف البار كساقي في هذا الملهى و هو شيء يفعله كل مرة تتواجد إيرا في المكان ليحرص على سلامة و أمن ما تشربه..

رمش لوكا عدة مرات وهو يعدل نظاراته ثم التفت ليقدم لها ما طلبته غير متعود على سماع كلمة عزيزي منها حتى بعد كل هذه السنوات...لقد كانت لطيفة مع الجميع وتستخدم عبارات كهذه دوما لكن لا يزال يرى الأمر غريبا على مسامعه..

طبعا كايا تركته يجهز طلبها تتناول بعض المكسرات أمامها و هي تتنهد براحة كأنها فرت بصعوبة من محادثة أرهقتها...طبعا لم تملك نفس الطاقة التي أتت بها و هي مستعدة كليا لقضاء ليلة جامحة مع رفاقها...شيء ما عبث بمزاجها..شيء جعل إيرا التي تراقبها تجلس قربها على البار ترفع حاجبها بابتسامة تقول:

" اعتقدتُ أنكِ كنتِ متحمسة للقاء رفاقك بعد سنوات من السفر..تبدين كمن تم حشر كرسي في مؤخرته..لتلك الدرجة الأمر سيء ؟.."

هزت كايا رأسها بقلة حيلة تقرب مقعدها من ابنة عمها تجيبها فورا :

" أجل...و أجل كنت متحمسة لكن ليس حين يدور النقاش حول شخص واحد..صدقيني هذه المرة الألف التي يحدث فيها هذا معي منذ عودتي لألمانيا..بدأت أندم لأنني رفضت عرض كيلان في السهر مع الأوغاد.."

مع حديثها منحها لوكا الفودكا فاحتستها دفعة واحدة تبتلع لذاعتها التي خففت من انزعاجها..ثم أبعدت خصلات شعرها الأشقر عن جبينها تطلب كأسا آخر منه بابتسامتها اللطيفة التي ترافقها مهما حدث فهي لا توجه انزعاجها تجاه شخص لا يستحقه مهما كانت في أسوأ حالاتها..

راقبتها إيرا بأعينها الزرقاء و هي تمرر أناملها على حواف كأسها البارد بلمعة استمتاع في ملامحها..فأن يتمنى المرء سهرة مع كيلان تعني أنه وصل لحده الأخير في الصبر ..لأن لا شيء مريح للأعصاب و لا شيء مسالم بسيط ينتج عن سهرة مع أبناء و بنات عمومتها...على الأغلب الليلة ستزور واحدا على الأقل في المستشفى..هذا يحدث تقريبا كل أسبوع لدرجة بدأت تفكر في تخصيص جناح للفاديتا في كل مستشفى في ألمانيا...

و هي التي اعتقدت أنها حين تطلب من كايا السهر مع رفاقها هنا ريثما تقوم هي باجتماع في الأعلى كانت فكرة جيدة...على الأغلب لم تكن كذلك...لكن المهم أنها تستطيع على الأقل رؤيتها هنا و حمايتها لو تطلب الأمر...

كانت إيرا ترتدي فستانا أسود ضيق يصل للركبة و يغطيها بالكامل..من الرقبة حتى الأكمام..ما عدا فتحة جانبية عند الخصر ...و شعرها الأسود كان منسدلا بتموجات طبيعية تحيط وجهها الجميل...

صراع المافياحيث تعيش القصص. اكتشف الآن