𝐍𝐀𝐑𝐂𝐈𝐒𝐒𝐔𝐒²⁰

ابدأ من البداية
                                    

تلفظَت وَ هي تستنشِق هواءً ثمَ تزفرهُ بينمَا عيناهَا تلمَع حماسًا وَ تشويقًا لمَا تَود فعلهِ ..

" إذَا كَان نامجُون حاضِر هُنا ، كانَ سوفَ يكسِر تلكَ الزجاجَة الفخّمة "

" أنتُم المحاميّون مملونّ "

. . . . . . .

أينَ يذهَب الإنسّان عندمَا لَا يَجد مَلجأ يَأويه ، عناقّ يدفئهُ ، يدٌ تَمسح العِبرات ، أينَ يذهَب مِن الصِراع وَ الفَراغ وَ الشُعور الدَائم بالوِحدة ..

أينَ يذهَب بمشاعرهِ المُتخبطة وَ المُتراكمة ، أينَ يُخفي كدمَاته الخارِجية وَ جروحهِ الداخليَة ، أينَ الكَتف الذيّ يرمّي عليهِ شُتات حزنهِ و بؤسهِ ..

صَمت فيّ المُحيط ، يمكنهَا سَماع صَوت أنفاسِها ، ضَربات قلبهَا وَ إحتّكاك الدُموع التّي تَنزلِق مِن عينيهَا بجلّد بَشرتها النَحيف ..

مرَ خمسَة أيامٍ عَلى آخِر إعتداءٍ مِن زوجِها لهَا ، خَسرت طفلهَا وَ تجردَت مِن الشغَف وَ العاطِفة ، كُل مَا يمكِن الشُعور بهِ هُو صَدى تشققَات فؤادهَا المتحطِم ..

عينيّها لَا تنَام وَ لَا تتوقَف عَن البُكاء ، تَشعر بالوجعِ فِي نهايَة معدتِها وَ هَذا فحسّب آثارَ الإجهَاض العَنيف ، تدرِك تمامًا أنَ جسدهَا مِن الداخَل متضررًا جدًا و جدًا ..

زفرَت أنفاسِها البارِدة ثمَ ضغطَت عَلى المَنطقة التّي تؤلمهَا ، إنّكمشت ملامَح وجههَا ألمًا وَ حزنًا وَ الأدمُع تلطِخ خَديها ..

لقَد خَسرت طفلهَا الأوَل بسببِ إعتدَاء والدهُ !!..

لَو كَان سببٍ آخَر ربمَا سوفَ يصبّح أكثرَ سُهولة لتتحملهُ لكِن زوجهَا مِن فعلَ بُعنف و دونَ رحَمة تَذكر ..

هُو بعدمَا رَأى بقعَة الدَم تلكَ تركهَا وَ هُو يجَعد ملامِح وجههُ متقززًا وَ مشمئزًا ، لَم يفكِر بمساعدتِها أوّ التسائُل عَن سببِ هَذا بَل تركهَا وَ خرجَ ..

وَ هِي قَد إنهَارت بعدمَا إستفاقهَا ، ظلَت تَصرخ و تبّكي ثمَ تشّهق بهدوءٍ لدقائِق عديّدة ثمَ تبكِي مجددًا بصوتّ عَالي ..

كابُوس كُل أمٍ أنّ ترَى خدشً عَلى طفلهَا لكنهَا رأتّ طفلهَا عَلى هيئَة دماءٍ جَافة عَلى الفِراش أسّفلها ..

دموعّ عينيهَا لَم تَجف طوالَ الخَمسة أيامٍ لدرجَة أنهِ صفعهَا عَلى خدهَا الأيّسر عندمَا ضجرَ مُن كثرَة بكائهَا وَ نحيبهَا الذّي كانَ يزعجهُ وَ هُو رفقَة فتياتهُ ..

نَـرسِيس | 𝐉𝐈𝐍حيث تعيش القصص. اكتشف الآن