(تمتد أغصان بنيه متشابكة نحو السماء الزرقاء الصافية تحتضن الربيع و تحيي الطيور العائدة لمنازلها.)
(أوراقها الخضراء المنتشرة على أغصانها البنية و نزينها في كل ناحية، منها كبيرة و منها صغيرة، تصد أشعة الشمس بمساندة بعضها البعض ليعبر أشعاع ذهبي على البساط الأخضر الجميل)
(لا برد و لا حر، لا ثلوج و لا إمطار بل خضار شاسع يغطي الأرض كالفراش و يحتمي من أشعة الشمس تحت ضلال الأشجار و أغصانها المتفرعة)
(تحت الأوراق الخضراء تركض فتاة صغيرة، تلف و تدور، تلف و تدور حول الأشجار و لا تزال بفستانها الأحمر و شعرها الأسود كالليل يرفرف على كتفيها)
(وقفت و تسحب الهواء ثم تخرجه)
(تابعت السير نحو جذع الشجرة الضخم حيث تجلس فتاة تحت ضلال هذه الأشجار مغمضة عينيها، تدع الهواء النسيم يمر بخصلاتها البنية الطويلة)
: ماما!
(فتحت عينيها العسليتين لتبتسم لأبنتها الصغيرة)
: ماما، هل يمكنني إحضار تاماكي إلى هنا في المرة القادمة!
رونا: تاماكي!
(جلست إليس في جحر أمها و أومأت لها بينما السعادة تغمرها)
رونا: هل تعلمين! كلما تحدثيني عن تاماكي أتذكرها!
أليس: لقد كانت لديكِ صديقة أيضاً، هل هي جميلة أيضاً؟
رونا: أممم، لأرى ... حسنا... كانت مرحة جداً و رقيقة ... كيف أوصفها؟
(تتحدث و هي تتأمل ملامح أبنتها و في فرح تعوم)
(اتسعت ابتسامتها)
رونا: أنها تشبه زوجة عمكِ ساكورا!
أليس: هل كنتما تلعبان أيضاً؟
رونا: نلعب؟ (نظرت إلى الأشجار التي تحيطها) لا نلعب فحسب ... (نظرت إلى أبنتها) بل كنا نستمتع كثيراً ... حتى أنها قد تنبأت بوجودكِ! (وقفت رونا) بالنسبة لي (أحنت رأسها و غرقت عينيها في حزن) كانت أكثر من أن تكون مجرد أخت (استدارت نحو أبنتها و الابتسامة تنير شفتيها) حتى أننا كنا نلعب هنا و دائماً.
أليس (قفزت إلى ساقي والدتها): إذا يمكنني إحضار تاماكي إلى هنا أيضاُ!
(أومأت لها رونا)
(فذهبت إليس تسير هنا و هناك)
رونا (ألتفتت نحو الطريق الذي يسود بين الأشجار الكبيرة و الضخمة و في عقلها): يا ليتني علمت أنها أخر مرة أراكِ فيها لتمسكت بكِ و ودعتكِ! (رفعت رأسها نحو السماء لتقول و في عينيها لمعان) جوليا!
__________________
رونا: حقا لا أستطيع فهمكِ في هذهِ الآونة ... (أحنت رأسها) بدأتِ تصبحين غريبة عني بل أكثر!
YOU ARE READING
الأميرة المنتظرة الجزء 2
Romanceهم يريدون ان تموت حكايتي بالصمت كما ماتت جرائمهم الأخرى، يريدون أن تموت الذاكرة و يموت الغضب ويخمد نار الثأر ليستمر اللعب في الخفاء بعد أن استطاعوا بالتنفيذ خطتهم في خطف الأميرة و التلاعب في ذكرياتها بعد أن جعلوها تعتقد أن المجزرة التي حصلت قبل عشرة...