الخاتمة الجزء الأول

37.7K 2.6K 449
                                    

جبران العشق
  الخاتمة
الجزء الأول   
¤¤¤¤¤¤
الأسود ، ما به ؟
لون الظلام ، إختيار الشر ، ستار المجرمين
ولكن السؤال هل الأسود هو من اختار هيئته أم فُرضت عليه
هل الأسود اختار أن يمثل الجانب السئ من الحياة ، أم أن الحياة هي من أرغمته عليه
ربما هو لا يريد ذلك ربما يتمنى أن يجرب نقاء الأبيض ، يعش بين ثناياه النقية يتمتع بتلك الطهارة التي لم يعرفها قبلا
حين بكى الظلام ظلما لم يصدقه أحد
من سيصدق إن الشرير قد اُجبر على ما يفعل ؟!
من سيصدق أن البراءة انتزعت منه قصرا
مد الأسود يده نحو الأبيض فأشفق الأخير عليه
أمسك الأبيض بيده ليمتزجان ليكونا معا
عملة الحياة!!
فلا الشر ولد أسود
ولا الأبيض سيظل نقيا إلى الأبد
_____________
السابعة صباحا أمام منزل بيجاد وقفت شيرين هناك ، تنظر للبيت أمامها جسدها يرتجف بين الحين والآخر في ذلك البيت القابع أمامها كانت البداية هنا قابلت مجدي هنا ، من هنا بدأت حياتها تتهاوى نحو القاع ، هنا خسرت حب حياتها ، رفعت يدها تزيح تلك الدموع التي انهمرت تشق وجنتيها ، أغمضت عينيها تتنفس بعمق تشجع نفسها تتقدم للأمام ، عليها حقا أن تكن ممتنة لذلك الضابط المدعو زياد فهو من ظل يبحث إلى أن عثر على ابنتها وأخبرها بمكانها ؛ جوار أخيها في منزل العائلة الذي بات لسراج فيما بعد ، ويال السخرية ابنتها لم تكن سوى تلك الحية الخبيثة المعروفة بينهم بإبنة الشيطان ، كانت على أتم ثقة ابنتها ضحية مثلها وتأكد ظنها يوم المحاكمة حين انهارت تبكي أمام القاضي ، المسكينة لاقت عذابها أضعافا مضعفة
ارتجف كف يدها حين رفعته تدق الباب ، لحظات وفتح لها بيجاد نفسه الباب ، توقعت منه الكثير أبسط شئ ألا يسمح لها بالدخول من الأساس ولكن ما حدث أنه ابتسم لها يفسح لها الطريق لتدخل ، توسعت حدقتيها مدهوشة ابتلعت لعابها تتقدم للداخل تنظر حولها ، مرت كهرباء تصعق جسدها البيت لم يتغير به شئ سراج لم يغير فيه شئ ، نظرت صوب طاولة الطعام الضخمة التي تقبع هناك لتعاد الذكرى القديمة أمام عينيها من جديد ، أجفلت على صوت بيجاد يشير لها صوب غرفة الجلوس يردف :
-اتفضلي اقعدي يا مدام شيرين ، ثواني هنادي ملك
اومأت له مرتبكة أرادت أن تسأله عن رُسل ولكنها تراجعت ، بالطبع رُسل لن ترغب في رؤية وجهها حتى ، كيف ستفعل وقد أسأت إليها كثيرا خاصة بعد الحادثة التي أفقدتها بصرها ، كرهها لمجدي جعلها تكره جميع أولاده
جلست على أحد المقاعد تراقب بيجاد وهو يصعد لأعلى

أخذ طريقه لغرفة شقيقته لا يرغب كيف سيكون رد فعلها إزاء الخبر الذي يحمله ، سيخبرها بمنتهى البساطة ملك حبيبتي والدتك هنا ترغب في رؤيتك ، شيرين زوجة مجدي قاتل أبيه لولا فقط أن زياد أخبره بما أجرمه مجدي في حقها هي أيضا لكان قتلها قبل أن تخطو قدميها خطوة واحدة داخل منزل والده ، وقف أمام غرفة شقيقته قبل أن يطرق الباب التفت برأسه إلى الغرفة المقابلة له غرفته هو ورُسل التي لم يخطو إليها منذ أسبوع علاقته بملك تتحسن يوما بعد الآخر أما علاقته برسل فتزاد سوءً ، تتجنبه وهو يفعل المثل، يحرقه الشوق إليها ويؤلم قلبه ما فعلت
تنهد حائرا دق باب غرفة شقيقته ليسمع صوتها تأذن له بالدخول ، أدار المقبض ودخل ليراها تطوي سجادة الصلاة تضعها جانبا ابتسم سعيدا ملك تحافظ على صلاتها بشكل يثلج قلبه ، بات يتمنى لو يفعل المثل ... اقترب منها يقبل جبينها يغمغم مبتسما:
-تقبل الله يا حبيبتي ، تعالي اقعدي عايز اقولك حاجة
ابتسمت تحرك رأسها جلست جواره على حافة الفراش ظل صامتا للحظات لتقطب جبينها متعجبة من قلقه الظاهر على قسمات وجهه زفر أنفاسه بعمق قبل أن يتوجه إليها يغمغم حَذِرًا :
- ملك ، والدتك تحت وعايزة تشوفك
توقع الكثير حقيقة ولكن ما لم يتوقعه تلك النظرة الهادئة التي ظلت مرتسمة على وجهها ، ارتفع ثغرها بابتسامة بسيطة تتمتم :
-تمام يلا ننزلها
قامت من جواره ليمسك بكف يدها سريعا قبل أن تتحرك التفتت له تنظر له مستفهمة ليردف هو :
- ملك قبل ما تنزلي ، عايزك تعرفي أن والدتك ضحية جبروت مجدي و
وبدأ يقص لها ما أخبره به زياد كاملا على لسان شيرين شعر بكف يدها يرتعش داخل كفه اهتزت ابتسامتها لا ترغب سوى في البكاء من المؤلم أن تلاقي والدتها كل ذلك لأنها فقط أحبت ومجدي لم يوافق على ذلك الحب ، لم تشعر سوى بالدموع تشق وجنتيها ليقوم بيجاد سريعا جذبها لصدره لتتمسك بصدره تبكي بحرقة بين أحضانه

جبران العشقWhere stories live. Discover now