الفصل الثامن الجزء الثاني

47.2K 3K 639
                                    

جبران العشق
الفصل الثامن
الجزء  الثاني
¤¤¤¤¤¤¤¤
زوجته باتت زوجته في دقائق معدودة خطت اسمها علي وثيقة الزواج ووصمتها بإبهامها وهي تجلس مكانها علي المقعد سمعت صوته يودع الحضور أصوات الاقدام تبتعد وصوت باب فُتح فدخل كالنسيم كالعليل قبل أن يغلق من جديد ابتلعت لعابها خائفة مرتبكة باتت زوجته معه تحت سقف واحد تتمني فقط أن يوفي بعهده معها فلا حيلة لها في مقاومته زاد وجيب نابضها حين شعرت بحرارة جسده قربها
ارتجف جسدها برعشة ظاهرة جف حلقها فكرت في أسوء ما يمكن ما أن يحدث لتشد بأصابعها في ذراع الكرسي الخشب تحفر فيه بأظافرها كل ذلك الرعب توقف فجاءة حين سمعت صوته يحادثها بنبرة هادئة كلماته وكأنها تبتسم لها :
- تحبي تتمشي علي البحر شوية

توسعت حدقتيها في دهشة ما به ذلك الرجل يعاملها بطريقة أفضل من ذويها والديها لم يحنوا يوما عليها لم يكن يعاملها بشكل جيد سوي وليد أخيها الذي مات غدرا ليأتي الغريب الخاطف يعاملها بشكل كانت قد نسته من الأساس ... اومأت برأسها في صمت  لتشعر بيده تمسك بكفها سرت رعشة خفيفة في جسدها ، رعشة شعرت بها قديما ونسيتها فيما بعد تنهدت متوترة تتحرك معه تخلصت من حذائها تتحرك حافية القدمين علي الرمال الندية تسمع صوت أمواج البحر تشرع بنسيمه البارد يتغلغل في كيانها ... تركت كف يده ليقطب جبينه قلقا يراقبها وهي تتوجه صوب البحر تتحرك إلي أن لامست المياة قدميها ليري ابتسامة صغيرة مشرقة تحلق علي سطح عناب شفتيها ... خصلات شعرها تتطاير مع الهواء .... حورية البحر باتت لديها قدمين وها هي خرجت من بين موج البحر لتقف أمامه تبتسم في حزن يوجع قلبه تنهد بعمق اقترب منها لا يحيد بعينيه عنها إلي أن بات علي بعد خطوات بسيطة منها حمحم يردف في هدوء :
- خليكِ مكانك هجبلك جاكت عشان الدنيا برد وراجع علي طول

كانت تود أن ترفض ولكنه أسرع في خطاه إلي الداخل لتتبدل ابتسامتها بأخري مريرة تنسكب الدموع من عينيها كانت تريد ذلك الحنان منه بيجاد ، كانت تريد أن يعانقها ولو لمرة واحدة كانت ترغب في حبه كم عشقه قلبها ولم تحصل علي شئ سوي الخسارة وطعنات الخيانة ومِن مَن أبيها ... دوامة سوداء سوداء تغرق فيها تجذبها لأن تكمل طريقها بين أمواج البحر إلي الخلاص وبالفعل سمعت صوت حزنها وقلبها المنفطر تحركت إلي الداخل أكثر فأكثر تشعر بالمياة تتوحد بها ينسجمان كالروح والجسد تحثها أن تكمل طريقها واطاعتها تكمل سيرها حتي ما عادت قدميها تلمس الأرض حركت ذراعيها تصارع أمواج الظلام الداخل تغرق بملئ إرادتها ابتسمت تغلق عينيها آخر ما سمعته صوت خاطفها وهو يصرخ باسمها مذعورا !!
______________
في شقة أمل في غرفتها تجلس علي فراشها ووتر أمامها تقنعها بخطتها علها توافق وتنفذها لتضع حدا لذلك البلطجي عديم الأخلاق تنهدت بقوة تزفر أنفاسها حانقة :
- يا أمل مش هيحصل حاجة مش هيقدر يأذي لا باباكي ولا مامتك وزياد معانا ... حسن والبلطجي التاني ممشين كلامهم ولا كأنه أمر إلهي دول عالم مجانين

جبران العشقWhere stories live. Discover now