إجـعـلـيـنـي كـمـا كُـنــت"متوقفة"

الــفــــصـــل الــثــانـــي والـــعشــــــرون

- متهزرش ياعم عننا ما شوفناه هنعمل اي يعني بخلقته!
كان القائل إيهاب، ليرد عليه يونس بغموض:
- مش لازم احنا الـ نعمل، في غيرك عايزين يعرفوا..اكمل وهو ينظر لهُ بترجي..وافق انتَ بس مش عارف معترض على اي؟

صرخ إيهاب في وجهه بعصبية:
- هو اي الـ معترض على اي، بيقولك هنسافر بره مصر وبره مصر نعرف هيختبرنا في اي، اي جو تجار المخدارت ده؟

عقب يونس على قوله بمرح لجعل الحوار اكثر هدوءًا:
- يابني احنا نطول نبقى تجار مخدرات، ياض ده انتَ محلتكش تجيب شمت بودرة.

تأفف إيهاب بضجر وجذب سترته واتجه للباب هاتفًا بغيظ:
- الكلام معاك زي قلته.

اسرع يونس خلفه هاتفًا وهو يمسك ذراعه:
- ياعم استنى بس متقفش كده.

نظر لهُ إيهاب بضجر، ليهتف يونس بجدية:
- يابني افهم احنا لو سافرنا ونجاحنا في الاختبارات دي وشوفناه مش بعيد نبقى واصلين، مش بيقولك معملش كده غير معانا، معنى كده انه واثق اننا هنعرفوا وهنبقى ايديه اليمين فكر بده بقى شوية.

انهى حديثه مشيرًا لرأس إيهاب، ليعقب إيهاب على حديثه بسخرية:
- ما أنا علشان بفكر بده..كان يشير لرأسه..بقولك احنا مش محتاجين نسافر ولا نبقى دراعه ورجله، احنا الحمدلله مرتبنا كفيل بعشتنا ومش محتاجين لما نحتاج نبقى نعمل الحوار ده.

انهى حديثه وربت على كتف صديقة مردفًا قبل ان يرحل:
- احمد ربنا على عشتك لتزول يا صاحبي.

انهى حديثه ورحل تاركًا يونس يأفف بضجر، سرعان ما ابتسم بمكر هاتفًا:
- هي مفيش غيرها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- اي يا ماما، بابا عامل اي دلوقت؟ معلش مشيت آدم كان تعبان شوية..الله يسلمك..ابقي سلميلي عليه وهبقى اعدي عليكي بكره..يلا في حفظ الله.
كانت المتحدثة براءة مع والدتها عبر الهاتف، وعندما اغلقت الخط جلست بجانب آدم الذي هتف بتساؤل:
- ايوه صح انتِ روحتي لاهلك من غير ما تقوليلي؟

اجابته بحزن:
- مرات اخويا اتصلت وخضتني عليه وروحت لقيته تعبان اطمنت عليه واتصلت بيك علشان ابات النهاردة هناك، بس لما سمعت صوتك مكنش ينفع اسيبك كده..اكملت بحسره وهي تنظر لوجهه الملئ بالكدمات..ويارتني مانزلت ياخويا شوف وشك اتبهدل ازاي شوف.

انهت كلماتها وهي تضغط على الكدمات، ليصرخ آدم بتألم وهو يبعد يديها هاتفًا:
- اي يابنتي بتوجعني.