انسابت الدموع من عيني زياد لا يعرف حتى ما به ولكنه الآن يعطي لحياة كامل العذر ، في الألم يجب أن يكون هناك رفيق ليمر لنتجاوز ، شخص يمسك بيدك تتحركان سويا بين الأشواك يهون كل منهما على الآخر الألم إلى النهاية حياة من البداية كانت في حاجة له لأن يكون جوارها لا لينفيها مرة بعد أخرى يخرس صوته قلبه بأنها هكذا ستكن بخير حياة تستحق الأفضل وأيمن هو الأفضل الآن
اقترب جبران منه ليسند زياد رأسه على صدره شبه يعانقه بذراعه السليم انهمرت دموعه يغمغم بحرقة:
- أنا سيبتها ، سيبتها لوحدها في عز الوجع عارف لما فتحت عينيا وما شوفتش حد حواليا حسيت بألم بشع أقوي ألف مرة من ألم الجرح، أنا ما كنتش معاها يا مراد ما كنتش معاها بالعكس كنت بنفيها بعيد عني ، أيمن هو اللي يستاهلها مش أنا ، أنا بحبها بس هي تستاهل الأحسن
ماذا يفعل الآن لا يعرف زياد منهار يبكي بين ذراعيه يخبره بحبه لها ، حياة وأيمن وزياد مثلث لا يمكن أن يجتمع ثلاثتهم في علاقة واحدة أبدا تنهد حائرا يربت على رأس زياد برفق يعقد في نفسه أمرا زياد فعل لأجله وعليه أن يرد الدين
___________
بعد سفر دام لعدة ساعات متواصلة لم يذهب إلي مكان فرعي توجه إلى قصر أبيه الذي كان يسكن فيه الجميع قبل وفاته ، أوقف السيارة في حديقة المنزل ليقترب أحد الخدم منه طلب بيجاد منه إخراج الحقائب من السيارة توجه إلى الباب يفتحه لتدخل روزا تتطلع إلى المكان حولها قصر كبير عريق هنا كان يسكن والدها شعرت برغبة ملحة للبكاء كانت تتمني أن تعرف والدها ولو يوما واحدا أقترب بيجاد منها يلف ذراعه حول كتفيها يحادثها مبتسما :
- دا بيتك يا ملك على فكرة اسمك في شهادة الميلاد ملك ، بابا الله يرحمه ماكنش ليه في الشغل الشمال بالعكس كان عنده شركة سياحة كبيرة وليها فروع كتير أنا اللي خرجت عن الطريق بعد موته ، بس عارفة أنا بحمد ربنا إني ما شاركتش في الشغل دا بفلوس بابا عشان تفضل نضيفة وحلال زي ما تعب وشقي فيها عمره كله ، في دلوقتي حاجة تانية عايز اقولك عليها بس في المكتب اسبقيني وأنا هجيلك

ابتسمت له تومأ برأسها تحركت صوب غرفة مكتب والدها لتختفي ابتسامة بيجاد في لحظة نظر صوب رسل التي لا تزال تقف مكانها تطرق رأسها أرضا أقترب منها يقبض على ذقنها ببعض الحدة رفع وجهها إليه ليرى عينيها الدامعة ، وجهها الشاحب بالطبع يجب أن تكون حزينة والدها وأخويها الجميع خلف القضبان لم يتبقى لها أحد والمضحك في الأمر أنهم لم يكونوا جوارها منذ البداية من الأساس وليد الوحيد الذي كان يهتم لأمرها ، طارق ومجدي قاموا بنفيها بعيدا كانوا على وشك بيعها لرجل مجنون لأجل المال ، غبية إن كانت حزينة علي أي منهم رفع يده يشير صوب السلم يغمغم بنبرة جافة:
-فوق تاني أوضة علي أيدك اليمين دي أوضتنا عايز اطلع الاقيكِ لابسة أشيك حاجة عندك ومستنياني صدقيني هيبقى رد فعلي سخيف جدا لو ما عملتيش اللي قولتلك عليه

رأى كيف اضطربت حدقتيها خوفا بعد أن قال ما قال حركت رأسها دون أن تنطق بحرف وذلك حقا أغضبه بشدة ، تركها متجها صوب غرفة المكتب حيث تنتظره روزا أو ملك تنهد بعمق يدير مقبض الباب دخل ليراها تُمسك صورة لأبيهم تبكي ، أقترب منها يضمها إليه لتتشبث بأحضانه ليهمس لها مترفقا :
-أنا هنا يا ملك هعوضك عن كل اللي فات صدقيني هتبقي بنتي قبل أختي
تحرك بصحبتها إلى أقرب أريكة جلست يجلس أمامها يمسك بكفيها حمحم متوترا قبل أن يردف ببعض الحرج :
- ملك أنا عارف أنه سؤال سخيف معلش أنتِ تعرفي مين والدتك؟
ابتسمت ساخرة تومأ له بالإيجاب تتمتم :
-شيرين مرات مجدي
اتسعت حدقتيه قليلا حين علم أنها تعلم ليحمحم من جديد يردف مرتبكا :
-طب مش عايزة تشوفيها أنا عرفت من زياد أنها كانت بردوا ضحية وأنها نفسها تشوف بنتها أو ابنها ، أنا ما بقولكيش روحي شوفيها دلوقتي خالص أنا بس حبيت أعرفك

جبران العشقWhere stories live. Discover now