صليب : دَم العذراء .

622 64 60
                                    

دائِمًا ما يُفتح هذا الظرف لظروف خارقة عن الطبيعة ، لم أرد أن يُفتح و لكن كيف لك أن تتخيل أن هذا الظرف يحوي على ألاف و ألاف من الأرواح التائهة ، رَوحي و روح طِفلي الداخلي ، و روحٍ بالغة مُهيمنة ، روح رَوحِي الضائعة ، و تلك الفاقدة لملذاتها و ذاتها ، الآلاف في مُلتقى الظَرف
أُوبخ دومًا لما أفعل و لست أنا المذنبة ، أشعر أنني أسقط على حافة الهاوية و أنا مازالت أقدامي في مستوطني ، أنا لا أحب الحب لا أُريد أن أُجبر عليه ، هو لا يترك لي مجال بالابتعاد ، لقد سئمت من هذا و أريد الإبتعاد ، الإبتعاد عن كل شيء ،  تنهيداتي القوية تُمزق صَدري. ، و لا أحد يعلم
أسير أرتطدم بـ الحوائط الأربع في منزلي
لقد تسائلت دائمًا ، هل كنت أنا السبب في كل هذا؟
لما أتيت حَتى ؟ أرجوا من يجد هذا يقم بنجدتي ! نجدتي من السقوط ، نجدتي من القاع
النجدة
----

العاشر من ديسمبر ١٩٠٢ بريطانيا العظمى
الساعة الثانية و النصف صبَاحًا

"ثُم تناءت عَني عيناي عندما رَحلتِ
فـ لم أعلم كيف رحلتي و لِما الرحيل "
كانت هذه آخر جملة كَتبها القابع على كُرسيه في مكتبته العَريقة
بعدما بَلل ريشته بـ ريق لسانه ليضعها في عُلبة الحِبر
أغلق الكتاب ساحبًا آخر أنفاس سيجارته الفاخرة

أعاد رأسه للخلف مُغلقًا جِفنيه بثقل
يتنهد بخفة
لقد أصر اليوم أنه يُريد أن تبقى المكتبة على مصرعيها
إلى الساعة الثالثة فَجرًا
رُبما لأنه سئم وِحدة منزله القاتم
أو لأنه يُريد إنهاء كتابه تحت إسم " وَريد و صليب"
و الذي تحدث فيه عن فَتاة يافعة أرادت التحرر من العادات القديمة

لا يؤمن بالحب ، و لا يُريد ذاك الشيء يَنقر قَلبه
دائمً ما رآه خطيئة بشرية
سيعاقب عليها كل من يقع بها
غلل أنامله بين شُعيراته الذهبية
يعيد إستقامتها للخلف

مازال في تأمل خافت بعينين مُغلقتين
نبضات قَلبه منتظمة أكثر من إنتظام دقات الساعة
رائحة البَخور العنَبرية تخترق الأنُوف

أنتصب من مهجعه مُتجهًا إلى الباب
يضع على رأسه قُبعته السوداء
أخرج مِن جيبه ساعته الصغيرة
لـ يرى دقاتها التي أشارت إلى الثالثة فجرًا
أغلقها حامِلًا مِظلته السوداء متجهًا بقدميه إلى الباب

أطفأ شموع المكتبة جميعها يأمل إنتهاء اليوم بسلام
فتح الباب لـ يخرج أمامه خطوتين و لكنه تفاجئ
بـ جسد هش ضعيف يَركض بين المطر
ضيق عينيه لـ يرى جيدًا و لكن المطر كان غزيرًا
لم يلحظ سوى خصلاتِها الطويلة التي تتطاير وراءها
أصوات نحيبها العالية

إنها تتجه نحوه ، شعر بالذعر قليلًا و لكنه أستمع لتلك الكلمات وهي تركض
"النجدة ، أرجوك  "

CROSS.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن