أكتِفاء

2K 129 17
                                    

‏ذهبتُ نحوَكَ بوجهٍ ذابلٍ
و عدتُ بكُلِّ ورودِ الأرضِ .

...






‏صَدى قَرعِ كَعب حِذائهُ قَد صَدى فِي المَمر الضَيق الطَويل، أبتِسامةٌ هَادِئة تُزين شِفتاهُ الزَهرية، خَلايا عَقلهُ تُردد تِلك الأُغنية ذَات الطَابِع الشِتائي بَينما يُحرِك رَأسهُ بِدندنه تَزامناً مَع اللَحن المُتردد عَلى عَقلهِ، أنقطَع الصَوتُ لِيحُل الصَمت
عَدى صَوتِ زَفرهِ لِأنفاسهِ بِأرتياح، قِبالة البَاب الخَشبي الضَخم، هوَ الآن مُقبِلاً عَلى خِطوة أنتَظر لِأجلها طَويلاً...
أندفَع لِداخل المَكتب بِتهورٍ، مُرتَطِماً البَاب بِالحَائِط مُسبباً دَوي صَوتٍ قَوي لَفت أنتِباه الأكبر الذي كانَ يُهتم بِبعض الأوراقِ، يِتَمشى بِخطواتٍ ثَقيلة، وأندفاعيتهُ زَادت مِن حِدة أنعِقاد حَاجبا الجَالِس خَلف المَكتب، أبتِسامةٌ بَسيطة أستبدلتُها مَلامحهُ عِندما تَعرف عَلى هَيئة الذي يَقف أمامهُ بِيدان أحتَظنُها قِماش البَنطِلون داخِل جِيوبهُ، وَنظراتٌ مُتعالية، عَجز الغُرابي عَن تَفسيرها لِيُقرر تَجاهلُها نَاطِقاً "هَاي تَايهيونغ--" أنقطَعت جِملتهُ قَبل أكمَالُها بِنبرةِ صَوتٍ مُنزَعِجة أختَلطت بِالغرور وَالنَرجسية.
" أستَاذ جَيون لَعنه"، أنعَقدت حَاجِبا المَعني بِأستِغرابٍ مُحاوِلاً تَفسيرَ مَا قَد نَطق الأصغَر،
"تَبًا لـكَ" تَمتمَ بِها بِصوتٍ مَسموع لِلجالِس بِصدمةٍ فَرقت فَاههُ، لَيست أقل مِن صَدمة أصبع الأشقر الأوسط عِند أرتِفاعهُ وَمواجهة سَوداويتاه جَونغكوك الَلتان تَوسعتان بِصدمه، كانَت شَيئاً مُرضي لِكبرياء الأشقَر الذي أستَدار خَارِجاً مِن المَكتب تَارِكاً البَاب مَفتوحًا عَلى مِصراعيه.
تَارِكًا خَلفهُ جَونغكوك مَع صَدمتهِ مُحاوِلاً تَدارُك وَفِهم مَاحصَل.

قَهقهاتٌ عَالية صَدى صَوتُها فِي المَكتب الكَبير، وَأنغِلاق البَاب بِهدوء مِن قِبل نَفسِ الشَخص، تَايهيونغ
وَمن يَكُن غَيرهُ، مَن يَتجرأ عَلى صَفع بابِ الأستاذ جَيون جَونغكوك وَرفع أصبعهُ الأوسط بِوجههِ، تَايهيونغ فَقط مَن يَجرؤ،
أقتَربَ بِخطواتٍ كانَ وَقعُها أهدَئ مِن السَابق، جَالِساً عَلى أحدى فَخذي الأكبَر، يَداهُ حَاوطت عُنِق جَونغكوك بِأبتِسامةٌ رَقيقة تُناقِض سَابِقتُها، "هَل وَبِالصدفهُ قَد ضَربت رَأسُكَ بِشيءٍ مَا؟ " تَسائلَ جَونغكوك بِصوتٍ هَادِئ وعَلامات التَعجُب مَازالت تُلون وَجههُ، ضَحِك تَايهيونغ وَأنزل أحدى يَداهُ يُلاعِب قَميص الأكبر ذا اللَون الأزرقُ الغَامِق، بِغنجٍ وَاضِح، "كُنت أوفي بِوعدي لِنفسي فَقط"، بَرر تَايهيونغ بِالمُقابل بَينما عَيناه أرتَفعت تُناظِر جَونغكوك الذي أرتبَك وَشعر بِخافقهُ يَتسَارع، ضَاقت أنفاسهُ، أو سُلِبت بِالأحرى شَعر وَكأنهُ عَلى وَشكِ الأصابَة بِسكتةٍ قَلبية.

اشــهَـل ᵗᵏ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن