"الفصل الخامس والعشرون"

16.9K 1.5K 136
                                    

«الفصل الخامس والعشرون»
«مُتَيْمَة بِنِيرَانْ عِشْقُه»

‏«أنا غارقٌ بِكِ، وطريقي دائمًا يدُلني إليَّكِ».

ذهبت "وصال" في الوقت المُحدد للمكان التدريسي الخاص بـ"عابد"، طيلة الطريق لم يتوقف عقلها عن التفكير، حديثه غامض، مُبهم، وحاد، تخشى أن يكون قد علم شيئًا عن ما كانت تُخطط له سابقًا، وعند هذه الفكرة طرق قلبها بعنف، كيف سيعلم!! هل من الممكن أن يكون "أحمد" قد أخبره مثلما هددها سابقًا، لا تعلم، لكن كل الإحتمالات تتقاذف أمامها الآن.

دلفت للداخل بخُطى رتيبة هادئة، لكن قلبها قَلِق، وجدته أمامها يُحدجها بغموض، اقتربت منه مُحاولة الثبات وأخذ أنفاسها الهاربة، ثم تشدقت بتساؤل:
_حضرتك طلبتني بدري ليه يا مستر "عابد"! في إيه!!

صمت عدة ثواني ثم أجابها بهدوء غريب:
_في إن الإمتحانات قربت والظاهر إن نسيتي إن عندك مجموعة بدري الصبح، الأطفال محتاحين مراجعة يا أستاذة، يعني كلهم دلوقتي ملزومين منك.

قطبت جبينها مُتسائلة بتعجب:
_بس أنا مش بديهم بدري كدا!! هما عليهم الساعة 2.

رسم على ثغره إبتسامة مُستفزة قبل أن يُجيبها بسماجة حقيقية:
_أنا اللي اديتهم، دول أطفال وإحتمال كبير الدنيا تمطر النهاردة، مش هيستنوا حضرتك لحد ما تصحي من النوم عشان يجوا في عِز المطر.

تهجم وجهها بشدة ثم أردفت بهجوم عندما توصلت لسبب فعلته:
_آااه قول كدا بقـــا.. حضرتك متغاظ مني عشان الطُلاب بقوا يحبوني وغيران مني، عشان كدا عايز تطفشني!!

صمتت قليلًا ثم تحدثت بتحدي سخيف ومضحك:
_بس على جُثتي إني أمشي من المكان دا، ولو مش عاجبك إطلع انت برا.

تحدث ببرود مُحدجًا إياها بسخرية:
_دا بيتي أنا على فكرة، يعني لو حد هيطلع فهو انتِ.

نظرت حولها والآن استطاعت إستيعاب حديثها، حمحمت بحرج ثم نظرت له مرة أخرى مُتحدثة بقوة:
_ولــو برضه، دا ميدكش الحق إنك تمشيني من كل هنا، أنا بشتغل بلقمة عيشي وعرق جبيني و....

قاطعها بصراخ من وصلة حديثها المُهدد:
_خلاص انتِ هتديني مُرَشح، يلا امشي شوفي انتِ رايحة فين.

مُتيمة بنيران عشقهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن