"الفصل التاسع عشر"

17.4K 1.4K 209
                                    

_"وكم من فتاة أكلتها الألسنة وهي عند الله أطهر مما تقولون."!!

_سَمِيعٌ، قَريبٌ، مُجِيبٌ وَلَو بَعــــــدَ حِين.💙

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
متنسوش الفوت⭐ فضلًا، والتعليق بين الفقرات.💙
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«مُتَيْمة بِنيرَان عِشْقُه»
«الفصل التاسع عشـر»

"بسم الله الرحمـ'ـن الرحيم"

«وحين استمعُ لحروفُ إسمي من بين شفتاكِ، ظننتُ بأنها أُحِبُك»

تصلبت أجسادهم من نبرة الطبيب التي لا تدل على خير، صمت الطبيب قليلًا ثم أردف بصوت مجهد وآسف:
_للأسف المريضة دخلت في غيبوبة... لحقناها بالعافية ودا لأنها نزفت دم كتير... من حُسن حظها إن الآلة الحادة اللي استعملتها مغرزتش في الوريد، وإلا لقدر الله كان ممكن تتوفى... ومن الواضح إن حصلها حالة تذبذب وهي بتقدم على الإنتحار، ودا كان شئ في صالحنا، بس حالتها مازالت صعبة، ادعولها الساعات الجاية تمر على خير ومنفقدش المريضة... عن إذنكم.

لم يشعروا بذهاب الطبيب من أمامهم، بل كانت عباراته تتردد داخل عقولهم "ادعولها الساعات الجاية تمر على خير ومنفقدش المريضة"، جملة صداها كان في عقول الجميع، وخاصةً ذلك الذي جلس أرضًا وبكى!!

استندت "أميرة" على حائط المشفى قائلة بعدم تصديق:
_يعني إيه!!! يعني أنا بنتي كدا راحت!!!

ساندتها "فوزية" التي كانت تبكي بشدة هي الأخرى قائلة بمؤاذرة:
_اهدي يا "أميرة".. الدكتور قال لحقوها أهو.. تعالي.. تعالي نروح نصلي ركعتين وندعيلها تفوق وترجعلنا بالسلامة.

شهقت بعنف وهي تضع يدها على فمها بعدم تصديق وخوف، ثم ذهبت معها وهي تُردد جملة واحدة بإنهيار:
_متختبرنيش في بنتي يارب... متختبرنيش في بنتي يارب.

نظر لها" طـه" بعجز وهي تبتعد مع زوجة أخيه، قلبه يكاد أن ينشق من الألم على فلذة كبده، ظل يؤنب نفسه ويجلد بها بشدة، فهو من أوصلها لتلك الحالة، هو من أقدمها على الإنتحار، جلس على المقعد بإنهاك غير قادر على التنفس، يشعر بأنفاسه وكأنها نصل حاد تخترق عنقه، ليكون أول من ينتبه له هو "معتصم" الذي كان يبكي في زاوية الطرقة، ليهرول تجاهه جالسًا جانبه قبل أن يتحدث بهلع جذب إنتباه الجميع:
_مالك يا عمي!!!

نظر له "طـه" بدموع وبدأت الصورة تتشوش أمامه، ذهب إليه "عابد" مسرعًا متحدثًا بفزع:
_بابـا!!! مالك يا حبيبي!!

ظل يُتمتم ببعض الكلمات وكأنه لا يشعر بوجود الجميع حوله من الأساس، كل ما يأتي أمام عيناه هي صورة ابنته والدماء تُحطيها من كل جانب، إستطاع "معتصم" أن يتلقط كلمة واضعة من بين همساته الضائعة وهي:
_بنتي... بنتي.

مُتيمة بنيران عشقهWhere stories live. Discover now