"الفصل الرابع والعشرون"

18.4K 1.5K 253
                                    

وكانُوا يتواصَون في الشدائد:
" ‏إنما هي أيامٌ تمضي والموعدُ الجنة، فأبشـر "💛

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«مُتَيْمَة بِنِيرَانْ عِشْقُه»
«الفصل الرابع والعشرون»

"بسم الله الرحمن الرحيم"

«كانت حياتي جُرحًا ضمَّده مجيئك،
‏أنا غارق بك وطريقي دائمًا يدُلني إليّك»

هبط "عابد" درجات سلم المشفى ولا يعلم لما كل هذا الغضب، أغاضبٌ من "معتصم"، أم من التفكير بـ"وصال" طيلة اليوم رغم كل ما فعلته به!! عقله مُشوش ولأول مرة بحياته يشعر بالتيهة، يشعر بالشفقة على حاله، وهو الذي لم يرفع عيناه في أي أنثى قط، تأتي تلك التي نبض قلبه لأجلها وتقوم بخداعه!!

وصل لمقهى المشفى فلم يرى أمامه ذلك المقعد الخشبي الصغير الموضوع جانبًا، تعرقلت قدماه به وكاد أن يسقط على وجهه؛ لتنتشله يد صلبه مُسنِدة إياه قبل أن يصل للأسفل، رفع عيناه ليجد أن صاحب تلك اليد ما هو سوى "معتصم"، والذي عقَّب ساخرًا:
_اسمالله عليك، ما يُقع غير الشاطر يا عبود.

سحب "عابد" ذراعه بحدة ثم وجَّه إصبعه أمام عيناه، مُردفًا بتحذير:
_ابعد عني أحسنلك بدل ما تندم، أنا مش ناقصك.

مط "معتصم" فمه وكأنه يُفكر، ثم تحدث بهدوء يُنافي عصبيته تمامًا:
_مالك بس يا عبود إيه اللي مضايقك!! يا أخي اعتبرني صحبتك واحكيلي.

التوى فم "عابد" بإبتسامة ساخرة، مُردفًا بكلمات ذات مغذى ماكرة قبل أن يذهب من أمامه:
_صحبتك!! والله انت أدرى بنفسك يا... يا عصوم.

أنهى حديثه ثم تركه وذهب يُفكر في حديثه، ثوانٍ معدودة ثم فتح عيناه على أخرهما عندما وصل له معنى حديثه، ليجز على أسنانه بغيظ هاتفًا بضجر:
_غلبني المرادي ابن "طـه"، بس على مين! دا أنا كياد ومش هسيبه النهاردة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ارتسمت معالم الحُسن على محياكِ، لكِ مني السلام لعيناكِ، يا مالكة القلب والوجدان، يا مولاتي.

هكذا همس "ريان" لذاته عند رؤيتها نائمة بسلام، أهدابها القليلة تُغطي على عيناها، وجهها الملائكي يُدخِل على قلبه السرور والسعادة، مشاكستها تروقه بل تُطربه، ضحكاتها.. وآه من ضحكاتها التي تقتله، وقع بها دون إرادته، لفت حول قلبه خيوط عشقها ليُصبِح مُتَيْمَ بها.

مُتيمة بنيران عشقهWhere stories live. Discover now