البارت التاسع ❤️

425 29 9
                                    

الحَشْر💙
-عن معقل بن یسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن قال حین یصبح ثلاثَ مرّات: أعوذ بالله السمیع العلیم مِن الشیطان الرجیم،وقرأ ثلاث آیاتٍ مِن سورة الحَشْر؛ وَكَّلَ اللهُ تعالی به سبعین ألف ملك یُصلُّون علیه حتی یُمسي، وإن مات في یومه مات شهیدًا، ومَن قرأها حین یُمسي فكَذلك".

*مَفيش حاجه اسمها ادعيلي يمڪن أنت أقرب لـ ربنا مني !*
*أنا ممڪن ادعيلك من باب الحُب فـ اللّٰه والإخوه، لڪن مش عشان أنا أقرب لـ ربنا منك احنا منعرفش درجتنا عند اللّٰه، ومَينفعش تتڪل علىٰ غيرك في الدعاء ظنًا منك إن ربنا مش بيستجيب غير لدعاء الناس اللي باين عليهم سمَت الصلاح وبس، لأن ده سوء ظن باللّٰه عز وجل، متطلبش واسطه بينك وبين ربك، ربنا بيحب يسمع العبد وهو بيستغفره و يناجيه، وبيرجوه يعفو عنه ويغفرله، ربنا أڪرم وأرحم بعباده، سر إلىٰ اللّٰه بأثقالك فهو يُحب قدومك عليه ولو حبوًا💜

                                        




البارت التاسع ❤️


دلف الي داخل المستشفى بخطوات اشبه للركض اتجه نحو موظفة الاستقبال ليستعلم عن الغرفة التي يمكث فيها صديقه الغالي  فهو قد علم انه تعرض لحادث من يومين وللأسف لم يكن لديه علم بذلك بسبب هاتفه الذي كان معطل

صعد الي الطابق الذي تتواجد فيه الغرفه وظل يسير حتى عثر على رقم الغرفه المراد ايجادها وطرق الباب بخفه

ومرت ثواني حتى اطل عليه  شاب مجهول الهوية بالنسبة له فهو لم يره من قبل ولكن يبدوا انه احد رفقاء طارق

تحدث حازم  بلباقة قائلا : لو سمحت دي الأوضة الموجود فيها طارق

رد الشاب والذي يدعى ابراهيم قائلا : ايوة اتفضل
وافسح له الطريق ليدلف الي داخل الغرفة

دلف حازم الي داخل الغرفة وصعق من هيئة رفيقه الغالي على قلبه وبشدة فقد كان كلا من إحدى اذرع طارق وإحدى قدمية كانت موضوعة في جبيرة سميكة من الواضح أن الكسر فيهم كبير للغاية وكانت يده الأخرى موصلة بمحلول طبي غير الجروح والندبات التي تملئ وجهه وجسده بالكامل
هرع حازم نحو رفيقه ووضع يده فوق يد طارق السليمة واردف قائلا بلهفه : سلامتك يا طارق الف سلامه عليك يا غالي طمني عليك

رد طارق بصوت مجهد قائلا : الحمد لله في نعمه ورضا الحمد لله انها جت على اد كدة

ربت حازم بحنان على ذراع صديقه السليم وقال : الحمد لله يا صاحبي الحمد لله ربنا يعفو عنك يارب انا والله لسه عارف من شوية واول ما عرفت جيتلك عالطول انا تيلفوني كان بايظ بقاله كام يوم واول ما صلحته برن عليك عشان اطمن عليك رد عليا حد غريب وعرفت منه اللي حصل

رد عليه طارق بتعب : ما اللي حصلي ده كان وانا جايلك لما فضلت يومين ارن عليك تيلفونك مغلق وكل مرة يديني مغلق قلقت وقولت اجيلك اطمن عليك والعربية اللي كنت راكبها عملت حادثة وحصل اللي حصل الحمد لله قدر الله وما شاء فعل  انا احسن من غيري بكتير الحمد لله ربنا لطف بيا ونجاني من حادثة كبيرة مات فيها خمس أشخاص للأسف ربنا يرحمهم يارب

حزن حازم بشدة على هذا الحادث المروع الذي راحت فيه أرواح مسالمة ولكنه القدر يا سادة

وتحدث قائلا : ربنا يرحمهم ويغفر لهم ويسكنهم فسيح جناته إن شاء الله قدرهم ان دي تكون موتتهم والحمد لله يا حبيبي اللي نجاك ولطف بيك الحمد لله

نظر طارق أمامه بشرود وملامح وجهه كساها الحزن فهو لن ينسى ذلك المشهد على الإطلاق لن ينسى هيئة السياره وهيا مقلوبة رأسا على عقب أصوات الصراخ لازالت معلقة باذنيه هيئة الناس والدماء تخرج من أجسادهم ومنهم من كان يلفظ الشهادة بصوت عالي كل هذا لن ينساه أبدا

لاحظ حازم حزن وشرود صديقه فتحدث بدعابه مخرجا طارق من حزنه قائلا : كدة يا عم طارق نكدت عليا بعد ما كنت اسعد انسان على الكرة الأرضية

نظر له طارق وضيق ما بين حاجبية بتعجب وقال : ويا ترى اي الفرحة اللي نزعناها من قلب البشمهندس

تلاعب حازم بحاجبيه بمداعبه  ورد قائلا : الله ما انت بتتكلم لغه عربيه فصحى وبتقول نزعناها جمدانك يا عم طارق امال كنت بتتريق عليا ليه

اردف طارق ساخرا وقال : لا يا حبيبي دا انت بهت عليا بس انا مش بتاع لغه فصحى والكلام ده الحمد لله

تعالت ضحكات حازم واردف قائلا : اللي يسمعك يحس انك هتعمل منكر لو اتكلمت لغه عربيه فصحى ما علينا المهم

تحمحم حازم واخذ يهندم لياقة قميصه التي كانت مرتبه في الأساس : مش تبارك لصاحبك حبيبك هيتكتب كتابه بعد يومين ان شاء الله

جحظت عين طارق من المفاجأة والابتسامة شقت طريقها الي شفتيه واردف قائلا بلهفه : بجد يا حازم الف مبروك يا صاحبي الف مبروك فرحانلك من قلبي والله

ثم ضيق عينيه بتساؤل واردف قائلا : كتب كتابك على بنت عمك اللي بتحبها وكنت عايز تتجوزها صح

هز حازم رأسه تاكيدا لحديث رفيقه والابتسامة تعلو شفتيه
ثم تابع طارق حديثه قائلا : لا دا انت تحكيلي الحكاية كلها من غير ما تنقص حرف واحد

سرد عليه حازم كل ما حدث من بداية مكالمة زوجة عمه له حتى اخبار والده له انه وافق على زواجه من إبنة عمه وان عقد قرانهم بعد يومين

هتف طارق قائلا : بس غريبة يعني اي اللي غير رأي والدك بعد ما كان رافض سنين

رد حازم قائلا : مش عارف والله يا طارق بس صدقني مش فارق معايا اهم حاجه هتجوز اللي بحبها واي شيء غير كدة مش مهم

ابتسم طارق بحنان لصديقه وقال : عندك حق المهم هتتجوز وتدخل عش الزوجية ان شاء الله العقبى لنا بقا يا سيدي

رد حازم قائلا : ربنا يعطرك في بنت الحلال يا طارق بيه وتتجوز ونخلص منك

رد طارق بتأكيد قائلا : ولو اتجوزت اربعه يا حازم هفضل على قلبك مش هتخلص مني

ربت حازم على قدمه السليمة وقال : ربنا يخليكي ليا يا صاحبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

كانت كلا من الفتاتين رهف وسما تسيران بداخل الحقول الزراعية متنعمين بالهواء المنعش المحيط بالمكان بعد ما استأذنت كلا منهما من والديهم للخروج قليلاً وهذا بعد ان أصرت رهف على سما ان تأخذها في جولة داخل البلدة التي يقيمون فيها والتي ستقيم هيا أيضا فيها بعد الزواج من حازم

تحدثت سما قائلة بفرحه : بجد شكرا يا رهف انك اصريتي اننا نخرج الهوا جميل جدا والمكان هادي ومريح للاعصاب فعلا

اردفت رهف بمرح : عدى الجمايل يا ستي واحنا في الخدمة كل ما تحبي تخرجي قوليلي

ردت سما قائلة بامتنان : شكرا يا رهف بجد انتي جميلة وانا حبيتك جدا ربنا اللي يعلم

رفعت رهف رأسها واخدت تهندم ملابسه واردفت قائلة بغرور مصطنع : طبعا يا بنتي لازم تحبيني دا انا رهف بردة مش أي حد والسلام

ضحت سما بشدة على هيئتها المرحة ثم اكملوا سيرهم في صمت تام وبعد فترة قطعت سما هذا الصمت قائلة : بس غريبة انتي وطنط رحاب عايشين في الصعيد ومع ذلك مش بتتكلموا صعيدي خالص على عكس عمو اسماعیل بيتكلم صعيدي

ردت رهف قائلة : بصي يا ستي ماما اصلا من القاهرة اتربت وكبرت في القاهرة ولما اتجوزت بابا جت عاشت معاه في الصعيد بس مع ذلك فضلت متمسكة باللغة اللي هيا اتعودت عليها ومتكلمتش صعيدي خالص وكمان فضلت ورايا انا وحازم لحد ما عودتنا نتكلم زيها بس مع ذلك نجدروا نتحدتوا صعيدي زين ونعجبوكي كمان

ضحكت سما على حديث رهف الأخير ثم استمتعت الي حديث رهف التي اردفت قائلة : نعكس السؤال بقا طنط احلام اتربت وكبرت في الصعيد ازاي بتتكلم زي البندر ومبتتكلمش صعيدي

ردت سما قائلة : ماما كانت بتتكلم صعيدي لغايه ما انا كبرت ودخلت المدرسة وانا كنت بتكلم عادي زي اصحابي والمحيط اللي حواليا وعشان اغلب الوقت ماما مكنتش بتختلط بحد وكان اغلب كلامها معايا فواحدة واحدة نسيت اللغه الصعيدية وبقت تتكلم زي البندر واحسن منهم كمان

ابتسمت لها رهف وهزت رأسها مؤكدة على فهمها للأمر
ثم عادوا مرة أخرى الي صمتهم الذي قطعه هذه المرة حديث رهف : عايزة اقولك ان حازم احن راجل في الدنيا كلها وهيراعيكي ويصونك ويحطك في عنيه تعرفي ان انا نفسي اتجوز واحد زي حازم اخويا بالظبط

توترت ملامح سما فهيا تحاول أن تبعده عن تفكيرها لأنها لازالت تخشاه كما تخشى اي رجل مشكلتها ليست معه هو بالتحديد ولكن يصعب عليها إيصال ما بداخلها لأي أحد فليس هناك من سيتفهم شعورها تدعوا الله ان تمر ايامها القادمة على خير

فسرت رهف صمت سما بعد حديثها عن شقيقها انه خجل ولم تشأ ان تخجلها اكثر من هذا فمنعت نفسها من الاسترسال في الحديث عن شقيقها وساروا في صمت عائدين الي المنزل

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
علم حازم من والدته أثناء محادثته لها ما حدث مع والده وما هو سبب تغيره المثير لفضول الجميع وكيف تغير في معاملته مع والدته وشقيقته وما اسعده حينما اقسمت له والدته انه يغدقهم بحنان لم يرو له مثيل على الإطلاق وسعد كثيراً ان والده ابتاع لرهف هاتف جديد كما كانت تتمنى
وعلم أيضا ان والده عقد اتفاق مع عمه صالح ان يكون عقد القران بعد يومين وان يكون الزواج بعد سنه اي بعد عودة حازم من سفره ولكن حازم اعترض واخبرها انه لن ينتظر ان يكون الزفاف بعد سنه يكفي ان يمر شهر ثم يقيموا عرس لها في سوهاج وتسافر هيا له فهو لديه شقه خاصه مجهزة بالكامل لا ينقصها سوا عروسه فقط واخذ يرجوا والدته ان تناقش والده في الأمر وتقنعه بذلك فهو متلهف بشدة للقاء محبوبته ولن يستطيع أن ينتظر سنة كاملة حتى يلقاها

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

كان اسماعيل يقف مع شقيقه مهران بعيدا عن مرمى جلوس صالح وكانوا يتحدثون فيما بينهم بصوت منخفض للغاية

تحدث مهران بنبرة منخفضة ولكنها لم تخلوا من غضبه : اكدة يا اسماعيل تنسى وعدك ليا وتروح تزوج ولدك لبنت صالح بعد ما اديتني وعد رجال ان ولدك هيكون لبتي أني خلاص هتنسى رجولتك وهتمشي ورا حديت مرتك الماسخ وتنسى رجولتك كيف هوري وشي للخلج بعد ما البلد كلهيتها عرفت ان بتي مخطوبة لولدك انت عايز الناس تاكل وشي إياك ويتحددتوا على بتي بالحديت الماسخ إياه

ارتبك اسماعيل ولم يستطع ان يتحدث فهو منذ عدة سنوات اعطى وعد لشقيقه مهران بأن يزوج حازم لابنته الصغيره وهذا بعد ان تبلغ عامها الثامن عشر ولكن ماذا سيفعل امام رغبة ابنه الوحيد يعلم أن حديث شقيقه صحيح وان اهل البلد جميعا يعلمون عن هذه الخطبة الوهمية وان في حال تزوج حازم من سما ستبدأ السنتهم بالحديث اللاذع عن شقيقه وابنته وسيخوضون في عرض هذه الفتاة الصغيره والبريئة التي لا ذنب لها في كل ما يحدث
اخذ يفكر كيف سيحل هذه المشكلة فهو قد نسي الأمر تماما والان ذكره به شقيقه وهو غاضب عليه بشدة ولديه الحق في ذلك فلو كانت ابنته رهف فما كان يقبل عليها ذلك أبدا

تتوقعوا اي الأحداث الجايه ويا ترى اسماعیل هيعمل اي هل ممكن يرجع في كلامه ويلغي جواز سما وحازم ولا اي ❤️

#رضوى_سالم

بين الماضي والحاضر Where stories live. Discover now