البارت الخامس ❤️

500 34 10
                                    

‏"اليوم قرأت معنى اسم الله "الجبار" واندهشت من عظمته!
ومعناه: ما من حزن إلا هو رافعه، وما من مرض إلا هو شافيه، وما من بلاء إلا هو كاشفه، تتزاحم الآلام في قلبك حتى يُخيل إليك أن ليس لها كاشفة، فإذا بالجبّار يجبر قلبك حتى تتبخر جميع آلامه وأوجاعه، فيعود بعد ذلك كأن لم تمسّه شعرة🤎!"

‏من جميل المجاز والاستعارات القرآنية؛ المقاربةُ بين الإنسان وبين النبات في نشأته ونموه: ﴿وأنبتها نباتا حسنا﴾.. النبات ينمو للأعلى، والإنسان قبلته السماء.. كلاهما للنور.. النبات يزهر ويذبل، والإنسان يضحك ويبكي.. النبات ينمو بالمعاهدة والسقي، ونحن نحيا بالاهتمام والحب..

لازالت انظارها موجهه نحو الهاتف تنتظر مهاتفة حازم القلق ينهش قلبها خوفا على وحيدتها الغالية وفي ظل انتظارها ادهشها صمت ابنتها وعدم تعليقها على كل ما القى على مسامعها في الحقيقة هيا توقعت انهيارها ورفضها للأمر بشكل نهائي رفعت انظارها نحوها وجدتها تحدق في الفراغ وجهها شاحب زاد قلقها من حالتها تلك

أمسكت كفها بين يديها وجدته بارد كالثلج وشعرت جسدها يرتعش قليلا ألقت الهاتف على الفراش واقتربت من ابنتها وضمت ملامحها بكفيها واردفت قائلة : مالك يا سما ساكته ليه يا قلبي اتكلمي خرجي اللي جواكي اطمني محدش هيسمعنا غير اللي خلقنا انا سمعت باب الشقة بيتقفل من شويه اكيد نزلوا يصلوا المغرب قولي انتي عايزة تعملي اي

اردفت سما بصوت يهتز من الخوف : ماما انا مستحيل أوافق اتجوز حازم ابن عمي انتي متخيلة ان هو هيكون طبعه غير بابا واعمامي لا طبعا هيكون زيهم بالظبط انا مش هقدر والله

وتابعت والدمع يتساقط من عينيها بغزارة غير قادرة على إيقافه قائلة : ممكن العريس اللي عمي جايبه يكون أفضل منه صدقيني اه مش افضل بكتير لان الصعايدة كلهم واحد وطبعهم واحد بس اهو من بره العيله وخلاص بس ارجوكي بلاش حازم ابن عمي

نظرت احلام لابنتها بحنان قد تجلى بعينيها واردفت قائلة : صدقيني انتي يا سما عمرك ما هتلاقي حد يحبك ويسعدك قد حازم ابن عمك دا بيحبك من سنين وانا كنت بشوف دا في عينيه في كل زيارة لينا تفتكري هو لو زيهم وعايز يتجوز وخلاص ليه صبر السنين اللي فاتت ومتجوزش اي اللي يخليه يستنى دا كله دا مستعد يحارب ابوه والدنيا كلها عشانك

نظرت سما لوالدتها والدمع غائر بعينيها وقالت : مش عارفه يا امي بس انا بخاف منهم اوي انتي مش متخيلة انا بخاف منهم اد ايه مجرد اني هتجوز واحد صعيدي الفكرة نفسها بترعبني والله مش هقدر أعيش في الصعيد ولا اتجوز منهم

ابتسمت احلام واردفت قائلة : ومين قالك ان كل الصعايده زي ابوكي وأخواته

نظرت لها سما بتعجب من حديثها وقالت : طبعا معروف عن الصعايده ان كلهم طباعهم حامية والقسوة من صفاتهم ودا معروف عند الناس كلها

رمقتها أحلام بحب وربتت على وجنتها بحنان وقالت : لا طبعاً الكلام دا مش صحيح طب احكيلك قصة حب عشتها وكانت قدام عيوني وكنت شاهدة عليها وكمان بطلها كان من أكبر أعيان سوهاج كلها

هزت سما برأسها بتأكيد لرغبتها باستماع القصة

تابعت أحلام حديثها وقالت : كان من الناس اللي بيضربلهم تعظيم سلام في اي مكان كان ليه هيبه كدة بتخلي اي حد يحترمه رغم صغر سنه كان شاب في الثلاثينات من عمره ورغم منصبه وهيبته الا ان هو كان متواضع جداً كان ينزل يشرف على الأراضي بتاعته بنفسه وكان بيهتم بالفلاحين اللي بيشتغلوا في أراضيه وعمره ما قصر مع حد فيهم وكل الناس تشهدله بكدة كان لما يلاقي حد تعبان يديله اجر يومه كامل أو زيادة عليه كمان ويخليه يروح يرتاح في بيته وفي يوم وهو بيتمشي يتابع أراضيه شافها وهيا بتساعد ابوها وهو بيجمع المحصول  ملامحها كانت جميلة بالنسباله عيونها بتشع براءة وحنان شافها وهيا بتمسح بايديها العرق من علي جبين والدها وتمسح على راسه بحنانها وفضلت شاغله باله ليالي ومكنتش بتفارق أحلامه ابدا وفي يوم قرر ان هو هيتجوزها لانه ايقن خلاص ان هو بقا بيحبها وان دي الزوجة اللي بيتمناها تكمل معاه باقي حياته وتكون ام لأولاده وفعلا في خلال تلات شهور كانوا متجوزين كان بيحبها وبيعاملها بكل حنان الدنيا وهيا كانت بتعشقه وشايلاه في قلبها وعنيها ودامت قصة حبهم رغم كل الصعوبات وخلف منها بنتين وبعدها مقدرتش تخلف تاني ومجبتلوش الولد وأهله كانوا بيعايروه ويقولوا ابن الاكابر اتجوز بنت الفلاح وكمان مخلفتش ليه الولد اللي يشيل اسمه من بعده ورغم كل ده كان بيصد اي حد يأذي حبيبته بالكلام وكانوا بيخافوا منه ومستحيل كانوا يتكلموا قدامه وكملوا حياتهم وربوا بناتهم بحب وكبروهم وعلموهم  وجوزوهم  وشالوا احفادهم وبعدها بكام سنه ماتت حبيبته وروحه بعد ما التعب تملك منها وفضل حزين عليها لحد ما راح وراها بعد ٧ شهور سبع شهور البسمه مظهرتش على  ملامحه مبقاش في غير الحزن والألم على فراق حبيبته رغم ان كان سنه وقتها  ٧٠ سنه الا انهم كانوا بيحبوا بعض بصدق وكانت روحهم في بعض

بين الماضي والحاضر Where stories live. Discover now