البارت الرابع و العشرين | هلا غفرتي

1.9K 90 22
                                    

مكسور أنا (كعادتك)... قاسية أنتِ (كعادتي)

كتاب فلتغفري

سحبت نظرها عنه، لتلتسق بنافذة السيارة ،دون أن تتفوه بكلمة...
وصلوا و أخيرا إلى ذلك المستشفى الضخم،الذي لا يعالج فيه إلا الإطارات و أصحاب المال...
ترجلوا من السيارة، و تسارعت خطواتهم نحو الإستقبال..
و قبل أن يسأل الموظفة، سمع صوت باكي ينادي باسمه... ليلتفت سريعا نحو ذالك الصوت...
ليرى أخته تتقدم مسرعة نحوه راميت بنفسها على جسده...

إرتفعت يداه نحو ضهرها ليضمها بقوة، متلفظا بكلمات مواسية لتهدء من روعها...

كل هذا وقع تحت أنظار ماتيا التي تستفسر بداخلها عن من تكون هذه الأنثى التي تعانق فيتال...
حمحمت ليستفيقوا، و يستدير نحوها و يداه لا تزال ممسكة بظهر تلك الأنثى...

" أين غرفة والدك... "

إكتفت بهذا السؤال، ليجيبها...

" نعم سنصعد، بالمناسبة هذه ميلا... أختي الصغرى...
و هذه هي السيدة ماتيا... "

لوهلة إرتاح داخل ماتيا ،و إنفكت عقدة حاجبيها المستفهمة... تقدمت ميلا نحوها لترفع يدها مصافحة ماتيا...

إنتهت فقرة التعارف، لتشير ميلا بيدها نحو المصعد و يصعدوا للأعلى أين توجد غرفة والد فيتال...

كلما كان المصعد يصعد طابقا، كلما كانت نبضات قلب فيتال في تسارع... فبعد فقدانه لحب ماتيا،لن تتحمل نفسه خسارة شخص آخر... حتى و إن كانت تجمعه علاقة سيئة مع والده، لكنه لا يستطيع كرهه أو الحقد عليه... هذه الرابطة القوية مهددة الآن... و يتمنى أن لا يعيش حدثً كهذا...

كان صوت المصعد الذي صدر يخرجهم من شرودهم،معلنا وصولهم إلى الطابق المنشود... خرجت ميلا أولا ليتبعها فيتال بقلب منقبض...
و فور أن وطأت أقدامه الأرضية ،حتى لمح جسد أمه المتكئ على جدران غرفة العناية، كانت في حالة حزن واضحة، الإنكسار و الضعف كانوا سمات وجهها ،حتى أنها لم تلاحظ وجوده...
تقدم نحوها بخطى بطيئة،لتلتفت هي و تراه...
ترى إبنها و سندها... غمرت الدموع جفنيها لتسقط دون إرادة أو خيار...
فتحت يديها على مصرعيهم لتركض نحوه، و ليفعل هو نفس الشيء و يضمها إليه مقبلا رأسها، متمتما بكلمات لعلها ترفع الحزن على وجهها الجميل...

كانت شهقاتها تزداد و كأنها كانت تنتظر وجود فيتال لتحررها،و بقي هو على حاله يعانقها،محاولا كبح نفسه من السقوط و الإنهيار، و كلمات ماتيا تتردد في عقله...

كانت تقف بعيدا تنظر لحال أمه المزري ،تتعاطف معها بشكل كبير، لم تود التقرب منهم،و فضلت أن تتركهم على راحتهم...

إنتهت موجة بكاء والدة فيتال، و راحت تنشر قبلات متفرقة على وجهه،مطالبة منه عدم الذهاب و البقاء بجانب أبيه، وتحت قولها أنه الآن يشعر بوجوده...

لقاء الأقدار Where stories live. Discover now