لقاء الأقدار

البارت الثاني| مرة أخرى

"ولعلنا بعد حين توحدنا نقطة لقاء، فنأنس بحكايات الطريق و نفهم منطق الرحلة "

10 أكتوبر |السابعة صباحا

إستيقظ بعد وقت قصير من النوم، فهو بعادته لا ينام كثيرا، يعلم أنه يهلك نفسه بهذه العادة، لكن لن يقتنع بالإقلاع عنها.

إرتدى ملابسه السوداء ، و هو اللون الذي نادرا ما يغيره، أحضر قهوته و جلس بجانب النافذة يراجع برنامج يومه المزدحم.

في جهة أخرى كانت صاحبة الشعر الأسود و الملامح الحادة محتارة في اختيار ملابسها، فمنذ صغرها كانت أمها تحرص على اختيار أجمل الملابس لها، فاعتادت على هذه العادة حتى و إن كان مشوارها عادي لا بد أن تنتقي أجمل حلة . وهذا جزء من شخصيتها المميزة...

"الخريف قد حل بالفعل ،سأرتدي المعطف الأسود و أذهب لكي لا أتأخر..."

بدأت تمطر، رائحة المطر التي تختلط بالتراب، و الألوان الداكنة التي تغطي السماء... كوب من القهوة الساخنة هو ما كان يلزم لتكمل يومها.
غريبة... البعض يراها غريبة الأطوار لا تحب ما يحبون الناس، و لا تثيرها الأشياء المبالغ فيها... تعشق البساطة و التفاصيل الصغيرة .

وصل بعد مدة إلى مكان موعده
صافح صديقه الذي كان ينتظره أمام الباب
"صباح الخير راكان، أراك مبكرا على غير العادة، كنت تتذمر دائما عن مواقيت العمل المبكرة "
"من المؤكد أن آتي مبكرا، فاليوم كما هو مهم بالنسبة لي هو أهم لك ، اليوم الذي انتظرته طويلا.
أراك اليوم يا صديقي تحقق أكبر حلم بالنسبة لك، أنا حقا فخور بك. "
"لم أعتاد على نبرتك الجديةهذه راكان، هيا لندخل..."